رحم الله القائد الفلسطيني الفتحاوي خليل الوزير "أبو جهاد" الذي اغتالته اليد الصهيونية ممثلة بوزير جيشها السابق "عامي أيلون" أحد المؤسسين الثلاثة للحزب الإسرائيلي "أزرق وأبيض" الذي لم يعمر طويلًا، فقط سقط رأسه الجنرال بني غانس بسرعة فائقة حين لعب به المخادع الأول في إسرائيل بنيامين نتنياهو حين خدعه بلعبة الحكومة التناوبية لكنه لم ينفذ بند التناوب فتشرذم حزب أزرق وأبيض إلى فتات الموائد الحزبية، بأصوات لم تمكنه من أن يكون حتى مطروحا في تشكيل الحكومة الإسرائيلية التي ما زالت عالقة بين خيارات متعددة، واحدة منها الذهاب إلى انتخابات خامسة، ولو حدث ذلك في أي مكان في العالم لسمعنا أصواتًا مدوية من أميركا وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي يصف هذه الدولة بانها فاشلة، ولكن إسرائيل شيء آخر، لها المراعاة، والأولوية الأولى، منهم الذين انشأوها، ودعموها على الدوام بأكثر مما تطلب، حتى انخدع بعض إخوتنا العرب، فطبعوا مع إسرائيل بالمجان، لا لشيء سوى أن يقولوا انهم يثقون باسرائيل حتى لو داهمتهم ذات يوم قريب، الشر برة وبعيد، وندعو الله ألا يحدث ذلك أبدًا.

أبو جهاد خليل الوزير، الحاضر جدًا رغم غيابه، يتمحور نموذجه الفكري منذ كان في مدرسة فلسطين الثانوية، يلبس شورت ويقود دراجة هوائية أنبوبها الداخلي الذي ينفخ بالهواء ليسهل حركتها غير موجود، بان الفكرة يجب أن تتحول الى نموذج فعل، لأنها بدون ذلك تبقى مجرد اصوات وضجيج يتجاوب في الفراغ ليس إلا.

وأعطيكم نموذجًا واحدًا وهو تسريب العقارات في قدسنا المقدسة، كل ما يمكن أن تقوله للمسربين هم يعرفون "التسريب خيانة لله والوطن وهل هم لا يعرفون"؟؟؟ وتحويل هذا الكلام إلى فعل يعني انه ينبغي ملاحقتهم في كل مكانة وبكل الوسائل الشرعية والقانونية من أجل القصاص العادل، لا رادع الا هذا، الفكرة تتحول إلى فعل أما أن تظل الفكرة تائهة في تموجات الكلام فهذا لا يجدي، الأفكار إذا ظلت أفكارًا، يحدث لها ما يحدث للطبيخ البايت، رائحته تنتشر لأنه يصبح فاسدًا وخامجًا، متى تتحول الأفكار إلى أفعال؟؟؟ ليس فقط في موضوع عقارات القدس وإنما في موضوع أجبن الجبناء الذين يظهرون شجاعتهم في قتل ابناء شعبهم في البلدات العربية داخل الخط الأخضر أو في مناطق أخرى، كم عدد الرجال والنساء والأطفال الذين قتلهم أولئك مدعين الشجاعة وهم أحط أنواع الجبناء.

طبعًا أبو جهاد خليل الوزير حين قتله الجنرال أيالون، قام باعداد بانوراما واسعة، سفن عسكرية، وطائرات حربية، وأفراد تحرك كل واحد حسب الدور المرسوم له، فتمت العملية.

لكن تحويل الفكرة إلى فعل لا يزال ينادي، فمن ذا الذي يسمعنا صوته ويقول "لبيك خليل الوزير لبيك أبو جهاد"، الرحمة لك والخلود لاسمك الكبير .