موضوع التوطين وإسقاط حق العودة للفلسطينيين المطرودين من أرض وطنهم الأم بقوة السلاح والمجزرة والحرب الصهيونية الاستعمارية قديمة قدم الوجود الصهيوني في فلسطين. لان هدف الاستعمار الغربي وأداته الرجعية الحركة الصهيونية وأذرعها المختلفة، كان وما زال التطهير العنصري للشعب العربي الفلسطيني من أرض الوطن الفلسطيني، والنفي الكلي للرواية الأصلانية لشعب البلاد، لتكريس الرواية الصهيونية الكاذبة، والتي لا تقبل القسمة لا على الأرض ولا على التاريخ ولا على حتى الميثولوجيا.

وفي سياق المحاولات المتكررة لتعويم المؤامرة الصهيو أميركية وأدواتهم الفلسطينية والعربية شُنت حروب عدة، ولن يكون آخرها الربيع العربي 2011، ولا حروب الإبادة الصهيونية على محافظات الجنوب الفلسطينية 2008/2009 و2012 و2014، ولا تداعياتها من حصار، وقهر للشباب العاطل عن العمل، ودفعهم لركوب اعالي البحار والمحيطات هربًا من تجويع الانقلاب الإخواني، ولا عودة ممارسات وانتهاكات بعض القوى اللبنانية للجماهير الفلسطينية في مخيمات الشتات، إنما تفتقت جهالة العملاء وأسيادهم عن طرح فكرة استبدال وتقويض مكانة أو دمج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالمفوضية العليا للاجئين (UNHCR)، والتي تستهدف حق العودة مباشرة، وهذا ما رفضه الشعب والقيادة الفلسطينية، وحتى دول الشتات العربية، ولكل دولة اعتباراتها. واخيرا برزت فكرة شيطانية جديدة يروج لها عملاء من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في لبنان، وتهدف أولًا إلى مساومة ابناء الشعب في مخيمات لبنان بين تهجيرهم إلى منافي جديدة في اوروبا مع التخلي عن حق العودة إلى مدنهم وقراهم ووطنهم الأم، أو مقابل مبلغ من المال السياسي للتفريط بحق العودة؛ ثانيًا فرض الحصار والتجويع وبالتواطؤ مع بعض المسؤولين في وكالة الغوث لابتزاز وإخضاع الجماهير الفلسطينية لخيارهم؛ ثالثًا السعي لخلق الفتن بين القوى السياسية الفلسطينية، من جهة، وبينها وبين بعضها البعض؛ رابعًا التحريض على منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى سفارة دولة فلسطين في بيروت العاصمة اللبنانية؛ خامسًا العمل بالتعاون مع أجهزة أمن العديد من الدول وعلى رأسها ال CIA والموساد ومعها أجهزة امن دول الغرب الرأسمالي، وبعض الدول العربية لتنفيذ صفقة القرن.

ومن العملاء المعروفين المدعو معاوية وسفيان أبو حميدة، وجهاد ذبيان وغيرهم من ضعاف النفوس الجبناء، الذين يقودون التحركات المشبوهة في لبنان ضد السفارة الفلسطينية والوحدة الوطنية، وللزج بابناء الشعب الفلسطيني في متاهة الصراعات البينية لتعميق الانقسام والفرقة بينهم، وإلهاء الشعب ونخبه وقواه في متاهة المعارك الوهمية، ولحرف بوصلة النضال الوطني، والسقوط في براثن المؤامرة الصهيو أميركية.

ومن يدعي الغيرة على مصالح الشعب العربي الفلسطيني كان الأولى به، أن يدعو لتفكيك الخلافات والتناقضات البينية بين أبناء الشعب وقواه السياسية، والعمل على تعزيز عوامل الصمود وتحدي الصعوبات والحصار والجوع، والدعوة لتشكيل قوة ضغط على الأونروا للكف عن سياسة التمييز بين المخيمات الفلسطينية، او الانتقاص من حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مراكز الشتات الرئيسية: الأردن ولبنان وسوريا بالإضافة للضفة بما فيها القدس وقطاع غزة، وفضح وتعرية مشاريع التوطين والتهجير القسري والمتاجرة بحق العودة مقابل فتات تافه من المال السياسي. وملاحقة العملاء أدوات الأعداء لإيقاف جرائمهم وأخطارهم ضد الحق الفلسطيني في وطنه الأم.

لكن هيهات عندما يبيع شخص مبتذل نفسه لعدوه، ويقبل المتاجرة بوطنه الأم بأبخس الأثمان، لا تنتظر منه سوى المزيد من الانسحاق في دوامة الجريمة، والتماهي مع رؤى دولة المشروع الصهيوني الاستعمارية وصفقة العار الترامبية. لكن الشعب وقواه الحية كفيلة برد الصاع ألف صاع، والقصاص من أولئك العملاء، وتعريتهم أمام أبناء الشعب كله، ونزع ثوب الوطنية عنهم، وإبقائهم عراة مفضوحين أمام قوى وقطاعات الشعب الأبي، الذي هزم كل مشاريع التوطين على مدار ال73 عامًا الماضية، وسيهزمها كلما رفعت رأسها إلى ان يحقق هدف العودة الأسمى لأرض الوطن الفلسطيني، يحقق أحلام الأجيال القادمة كلها في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير الكامل على أرض الدولة الفلسطينية، وفي القدس العاصمة الأبدية.