لماذا أهتم على نحو شخصي بفتح أكثر من غيرها في الدعوة للاستعداد الجيد والمسؤول للانتخابات بالرغم من أن الاهتمام يمتد لفصائل منظمة التحرير كافة؟

الجميع  يقر بأهمية "فتح" ومكانتها، باعتبارها الحركة التي انطلقت بالثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، ولأنها منذ ذلك التاريخ، وما زالت تتحمل مسؤولية قيادة النضال الوطني الفلسطيني، ولأكثر من عقدين تتحمل أيضًا مسؤولية بناء الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، وبالرغم من أهمية هذه الحقيقة إلا أنها ليست وحدها مصدر الاهتمام، هناك حقائق هي من وجهة نظري أهم، إن "فتح" هي الحركة التي تأسست انطلاقًا من إرادة الشعب الفلسطيني الحرة المستقلة، ولم يكن يومًا قرارها مرهونًا لأحد أو مرتبطًا بأية أجندة غير الوطنية الفلسطينية وفلسطين.

الاهتمام بفتح لأنها المعبر الحقيقي عن الهوية الوطنية الفلسطينية، وعن النبض الوطني الفلسطيني  الخاص، فالنقطة الأولى في أن تكون "فتح" هي الوطنية الفلسطينية، ومنها نكون قوميين عربًا حقيقيين، ونرتبط من خلال هذه الوطنية، والقومية العربية مع البشرية جمعيها، بروح الإنسانية. فتح عبر قيادتها لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعبر قيادتها للنضال الوطني أعادت توحيد الشعب الفلسطيني، واستنهضته واستنهضت هويته الوطنية التي عملت جهات عديدة على طمسها ولا تزال تعمل. "فتح" هي من كرس في الوعي الوطني مفهوم القرار الوطني المستقل، فالشعب الذي لا يملك قرار مصيره ومستقبله لا يستحق الحرية، فالإردة الوطنية الحرة وحدها القادرة على الصمود ونيل حق تقرير المصير والاستقلال الوطني.

ولأن "فتح "هي كذلك، ولأنها بهذه الأهمية الاستراتيجية  للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية فإنها يجب أن تتحمل مسؤولية فوزها في الانتخابات القادمة بكل جدية؛ لأن المسألة لا تتعلق بها كتنظيم وإنما المسألة لها علاقة بمصير النضال الوطني. من هنا فإن المطلوب من "فتح" لتستمر في قيادة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الأخطر، أن تحافظ هي على وحدتها وتماسكها، لأن وحدة "فتح" هي جوهر الوحدة الوطنية.

لذلك على مناضلي "فتح " وقيادتها عدم النظر للانتخابات على أنها فرص شخصية. بل هي فرصة "فتح" لتعزيز مكانتها الوطنية، وتجديد الشرعية لقيادتها للشعب الفلسطيني، لأن هذه القيادة ضرورة للحفاظ على القضية الوطنية، وقرار هذه القضية ليبقى بيد شعبنا الفلسطيني، ولأن الهدف بهذه الأهمية فإن هناك مسؤولية خاصة في اختيار "فتح" لمن سيمثلها في المجلسين التشربعي والوطني، لأن هذا الاختيار يتوقف عليه كل شيء. هناك قيادات وكوادر كثر معروف تاريخهم النضالي، هناك ممن يتحملون المسؤولية اليوم، من يتفق الجميع على أنهم كانوا بقدر المسؤولية، هناك قيادات من الحركة الHسيرة، من المناضلين والقادة التاريخيين، إننا بحاجة لكل الأجيال لنجمع بين طموح الشباب وخبرة التجربة.

هناك أهمية لتطرح "فتح" برنامجًا اجتماعيًا واقتصاديًا ترى كل فئات المجتمع أن لها مصلحة فيه، خصوصًا المرأة والشباب والعمال والفلاحين، والضمان الاجتماعي لكبار السن. والأهم أن تحسن "فتح" إبراز إنجازاتها الوطنية، وإنجازاتها على صعيد بناء الدولة وهي كثيرة ومهمة، وأن تتمتع بالشجاعة لنقد الذات عن الاخفاقات، فمن يعمل يخطئ.

الشعب الفلسطيني يريد "فتح" مثالية، لأنها حركته الوطنية ومن صلبه، ليس هناك مثالية في العمل السياسي وتحمل المسؤولية، ولكن هناك نموذج وطني ناجح بالرغم من الظرف الموضوعي المعقد، هذا ما على فتح تقديمه في الانتخابات القادمة، نموذج وطني ديمقراطي يؤمن بالحوار وصنع القرار عبر المشاركة الشعبية، لذلك هناك فرصة وطنية ثمينة، وفتح يجب أن تتعامل معها بمنتهى المسؤولية، لنختار ممثلينا بشكل مدروس ليكونوا ممثلين لكل الشعب الفلسطيني، لنختار كل كلمة نقولها بعناية فلا مجال للهفوات وردات الفعل المتسرعة، ستواجه "فتح" أكبر حملة تشكيك، حملة منظمة من الإشاعات، مواجهة كل ذلك عبر الثقة بالنفس، بتاريخ الحركة وإنجازاتها في الماضي والحاضر لتكون "فتح" بالمستوى الذي يريد شعبنا أن يراها به فهو بحاجة "لفتح" وهي اليوم بأمس الحاجة  له... شعار غلابة يا فتح مهم لوحدة الحركة، ولكن لم يعد وحده كافيًا للفوز في الانتخابات.