حماس تثبت مرة أخرى أن لا هم لها سوى مصالحها الأنانية الفئوية، حتى وهي ترى خطر "الكورونا" على الشعب الفلسطيني. وبدل الاندماج بالحالة الوطنية العامة لمواجهة هذا الوباء الفتاك، تقوم بالانخراط والتورط أكثر في لعبة المحاور والأزمات الاقليمية، الأمر الذي ينعكس سلبًا على شعبنا ومصالحه، وخاصة في هذه الظروف الصعبة، ومقابل المال الذي يذهب لها وحدها، وليس للصالح العام، تقوم حماس بخدمة مموليها، كطرف في المحاور المتصارعة في المنطقة.

هنك العديد من الأسئلة حول تورط حماس، هل للشعب الفلسطيني مصلحة في أن تكون حماس طرفًا في الأزمة اليمنية الطاحنة، أو في الأزمة الليبية والسورية؟ هل للشعب الفلسطيني مصلحة في تورط حماس في محور ضد محور آخر اقليمي، وأن نسلم القضية الفلسطينية، لطرف اقليمي ليستخدمها كورقة في صراعاته ومساوماته، وأن تستغل دماء شعبنا وتضحياته خدمة لهذا الطرف أو ذاك؟ هل فلسطين بهذا الرخص ليستخدمها طرف يماني متورط بحرب أهلية، وتقوم حماس بالترحيب والتطبيل؟

القضية الفلسطينية، قضية وطنية عادلة لشعب عظيم قدم تضحيات جساما، من أجل أن يحافظ عليها ويمنع استخدامها، لتأتي حماس وتجعل من هذه التضحيات، تجارة رخيصة لهذا التنظيم الإخواني، الذي لا يؤمن بالوطنية الفلسطينية، ولا بالهوية الوطنية، ويعتبر فلسطين شيئًا ضئيلاً بالنسبة لمشروع جماعة الإخوان الذي يهدف إلى إقامة إمارة إسلاموية لا علاقة لها بفلسطين، ولا بالعصر..!!

تورط حماس، وانخراطها المأجور في صراعات المحاور، وفي الأزمات الاقليمية يمكن لمسه ببساطه في تصريحات الناطقين باسمها، ومن وسائل إعلامها التي تبث السموم الهادفة لبث الفرقة بين صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني، وداخل الأمة العربية، وكيف تستخدم القضية، وفكرة المقاومة النبيلة، لخدمة مصالحها ومصالح مموليها الاقليميين. أما الأكثر إيلامًا، فهو أخذ حماس لأهلنا في قطاع عزة رهائن، واستخدام معاناتهم ودمهم الغالي، لتجمع هي الأموال لصالحها وصالح جماعة الإخوان وتمويل تورطها في الأزمات الإقليمية.

وبالنسبة لنا في فلسطين فإن حماس أمرها مكشوف فهي منذ تأسيسها ظاهرة انشقاقية، وصفة لحرب أهلية وانقسام وشرذمة. هذا التنظيم يداه ملوثتان بالدم الفلسطيني، فالجميع يذكر كيف قتلت مليشيات حماس بدم بارد أبناء الشعب الفلسطيني من مناضلي "فتح" الذين أغلبهم أسرى محررون وأبناء وإخوة شهداء. وحماس تواصل سياسة الانفصال والانقسام، في سباق تقديم أوراق اعتماد لها للصهيونية العالمية

إن من شأن تورط حماس وانخراطها في الأزمات الإقليمية، أن يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني ومصالحه العليا، وخاصة في هذه اللحظة الصعبة التي نواجه بها وباء "الكورونا" القاتل. فنحن بحاجة الى وقوف كل الدول الشقيقة والصديقة معنا، لا أن ندخل معها في صراعات دونكيشوتية عبثية.