النشرة الإعلامية ليوم الجمعة  17-1 -2020


بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 17-1 -2020

*رئاسة

الرئيس يستقبل وفد نقابة الأطباء ونقيبي التمريض والمهن المساندة

استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، يوم الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفد نقابة الأطباء، ونقيب التمريض، ونقيب المهن المساندة، بحضور وزيرة الصحة مي كيلة.

وأطلع الوفد، سيادته، على الواقع الصحي الفلسطيني، والعمل الجاري لتطوير الخدمة الطبية المقدمة للمواطن الفلسطيني، ومطالب النقابات.

بدوره، أشاد الرئيس، بالتطور الذي يشهده القطاع الصحي الفلسطيني، مؤكدا أن المواطن الفلسطيني يستحق تقديم الخدمة الفضلى له.

وأصدر سيادته، تعليماته لتشكيل لجنة مشتركة من وزارة الصحة وممثلي النقابات لبحث مطالبهم، ورفع توصياتها إليه.

حضر اللقاء، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زياد أبو عمرو، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ، ورئيس ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة.

 

*فلسطين

"الخارجية" تدين اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك وباحاته، واعتداءاتها الوحشية على المصلين أثناء أداء صلاة فجر اليوم الجمعة، ومحاولتها إخراج المصلين من المسجد.

وقالت الوزارة في بيان لها، إن هذا تصعيد استفزازي مقصود، وتحد سافر لمشاعر الملايين من العرب والمسلمين.

وأكدت أن هذا الاعتداء غير القانوني وغير المبرر، وهو حلقة في مسلسل الاستهداف المتواصل للأقصى بهدف تكريس تقسيمه زمانيا، تمهيدا لتقسيمه مكانيا.

وأوضحت الوزارة أنها ستتابع هذا الاعتداء مع الجهات الدولية المختصة كافة، بالتنسيق مع الأشقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وطالبت العالمين العربي والإسلامي بتنسيق لجهوده والتحرك المشترك مع المجتمع الدولي ومنظماته المختصة، لتوفير الحماية الدولية للمقدسات المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها الأقصى المبارك وللمصلين، وضمان حرية العبادة.

 

*مواقف م.ت.ف

عشراوي تطلع وفدا من طلبة الدراسات العليا في جامعة هارفرد على آخر التطورات السياسية

 أطلعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي وفدا من طلبة الدراسات العليا في جامعة هارفرد، على الأوضاع السياسية والميدانية والواقع الفلسطيني الداخلي.

وقدمت عشراوي خلال اللقاء، الذي عقد في مقر منظمة التحرير بمدينة رام الله، اليوم الخميس، تقييماً لأحدث التطورات الدولية والإقليمية، وناقشت في هذا السياق سياسات الإدارة الأميركية ودعمها المطلق لإسرائيل ومشاركتها بالاحتلال، واتخاذها خطوات منافية للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تجاه القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى بروز حركات اليمين المتطرف القائمة على الشعبوية والعنصرية والانعزالية وشيوع منطق القوة وانتهاك القوانين الدولية والحقوقية في العالم اجمع، ولفتت إلى أهمية العمل الجمعي لمواجهة هذه الظواهر التي تهدد المنظومة الأممية برمتها.

وتطرقت عشراوي إلى الممارسات الإسرائيلية ونهج دولة الاحتلال القائم على تحويل حياة أبناء الشعب الفلسطيني بما فيهم الشباب إلى حالة دائمة من اليأس والبؤس عبر مواصلتها سياساتها الإجرامية، لا سيما التوسع الاستيطاني الاستعماري ومواصلة حصار قطاع غزة، وسرقة الأرض والموارد والمقدرات ومنع التنمية والبناء بهدف نشر الفقر والبطالة.

كما استعرضت الوضع الفلسطيني الداخلي بما في ذلك أهمية إنهاء الانقسام والمساعي الحقيقة لإجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة، والمعيقات التي تضعها إسرائيل للحيلولة دون إجرائها. وأشارت إلى أهمية تعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة السياسية ومواقع صنع القرار

 

*إسرائيليات

30 قائمة تخوض انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي في آذار المقبل

تخوض 30 قائمة انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي  في 2 آذار/مارس المقبل.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أغلقت أمس الأربعاء، باب الترشيح للانتخابات، والذي سبقه التوصل لاتفاق إعادة تشكيل تحالف أحزاب اليمين المتطرف "إلى اليمين"، المؤلف من أحزاب "اليمين الجديد" برئاسة نفتالي بينيت، و"البيت اليهودي" برئاسة رافي بيرتس، و"الوحدة القومية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش.

وأصبح الحزب اليميني "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان خارج الائتلاف وكتلة اليمين، منذ الإعلان عن تقديم الانتخابات في نهاية العام 2018.

وتخوض كتلة الوسط – يمين "كاحول لافان"، برئاسة بيني غانتس، الانتخابات ككتلة كبيرة، وإلى جانبها التحالف الجديد "العمل – غيشر - ميرتس"، والذي يعد من الوسط – يسار، رغم أن حزب "غيشر" من الأحزاب اليمينية.

وتمثل القائمة المشتركة الأقلية العربية، وتضم أربعة أحزاب هي، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة الإسلامية الجنوبية، والقائمة العربية للتغيير.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

مركز الخيام يحيي اليوم الوطني لشهداء معتقلي الخيام وأنصار ومراكز التعذيب الإسرائيلية

 في السادس عشر من كانون الثاني من كل عام يحيي مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب "اليوم الوطني لشهداء معتقلي الخيام وأنصار ومراكز التعذيب الإسرائيلية"، وهذا اليوم كرّسته لجنة المتابعة للمركز.

 وهذا العام أحيا المركز المناسبة بوقفة أمام لجنة الصليب الأحمر الدولية في بيروت، ظهر اليوم الخميس ١٦-١-٢٠٢٠، تضمّنت تقريراً بأسماء الأسرى الشهداء قدّمه الأمين العام للمركز محمد صفا لمندوبة الصليب الأحمر الدولي السيدة رولا سعادة، وكلمات لكل من: عائلات الأسرى الشهداء اللبنانيين في المعتقلات، وشهداء المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والأسرى المحرّرين. ورُفعت في الوقفة الوطنية أعلام فلسطين وصور الشهداء والمعتقلين.

وشارك في إحياء اليوم الوطني ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثلو اللجان الشعبية، وعوائل الشهداء والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين.

وكانت الكلمة الأولى لمدير مركز الخيام محمد صفا أطلق فيها التقرير الأولي عن استشهاد 50 أسيراً في المعتقلات الصهيونية. 

ولفت صفا إلى أنَّ معظم الشهداء استشهدوا تحت التعذيب ونتيجة لسوء التغذية والعناية الصحية. وعدّد صفا الجرائم الصهيونية بحق المعتقلين والتي يأتي في مقدمها عمليات الإعدام شنقاً والإخفاء القسري.

وطالب صفا القضاء اللبناني بالإسراع في إصدار حكمه في حق العميل عامر الفاخوري دون إبطاء أو تلكؤ تارةً بحجة المرض وتارة أخرى بحجة الضغوط الأميركية، معتبراً أن مصداقية القضاء تحت المجهر اليوم في الحكم الذي سيصدر عنها. كما طالب بإعادة النظر في جميع الأحكام المخفّفة التي أصدرها القضاء اللبناني بحقِّ العملاء الذين خانوا أوطانهم وقتلوا أبناء شعبهم في المعتقلات.

وفي ختام كلمته دعا صفا إلى حملة وطنية شاملة ضد العملاء والمتآمرين، معتبراً الحملة مكمّلة لثورة الشعب اللبناني التي يشهدها لبنان اليوم ضدَّ الفساد.

وكانت الكلمة الثانية لعائلات شهداء معتقل الخيام ألقاها هلال السلمان وهو شقيق الشهيد بلال السلمان، وجه في بدايتها التحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا في لبنان وفلسطين أثناء مواجهتهم للاحتلال الصهيوني. وعاهد السلمان الشهداء على إكمال دربهم ونهجهم، والوفاء لدماء الشهداء التي حررت الأرض وبقيت القضية الفلسطينية حية.

واعتبر السلمان أنَّ لبنان يعيش منذ أشهر عدة قضيايا، أبرزها قضية جزار الخيام العميل عامر الفاخوري، مبدياً استغرابه من تواطؤ البعض لعدم إصدار حكم في حقه ومحاولة تهريبه، ومطالباً القضاء اللبناني البدء في محاكمة هذا الجزار على حد تعبيره.

وفي نهاية كلمته، أعلن سلمان أنَّ عائلات الضحايا في المعتقلات الصهيونية رفعت عدداً من الدعاوى

الشخصية على الفاخوري، لكنَّ القضاء لم يبت بها بعد مطالباً بإعدام الفاخوري لتورطه في قتل 11 شهيداً وتعذيب الآلاف من الأسرى والأسيرات في المعتقلات.

وكانت كلمة لأهالي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش، حيّا فيها باسم فلسطين الأسرى وأرواح الشهداء الذين قضوا في سجون الاحتلال الصهيوني. ورأى أنه منذ العام 1967 دخل ما يقارب من مليون فلسطيني الى سجون الاحتلال الصهيوني.

وأكّد أبو عفش أن نحو 5 آلاف أسير يعانون اليوم في السجون الصهيونية وتتراوح أحكامهم بين المؤبد والاعتقال الإداري، معتبراً ان ما يحصل للأسرى مخالف لكل الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية.

وشدد أبو عفش على ضرورة توثيق جميع الحالات التي يتعرض وتعرض لها الأسرى والمعتقلين، خاصة بعدما قبلت المحكمة الجنائية الدولية النظر في الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدو الصهيوني، وهذا ما ولّد هلعاً لدى قادة الاحتلال على اعتبار أنهم سيلاحَقون قضائياً ويُلقى القبض عليهم في أكثر من 100 دولة في العالم.

وأكد أبو عفش أن موقف منظمة التحرير الفلسطينية واضح فيما يتعلق بالانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى، وهي قدمت لهذه الغاية ملفاً جنائياً إلى محكمة الجنايات الدولية.

وكانت كلمة باسم الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال ألقاها مسؤول العلاقات في الجبهة الشعبية أبو جابر اعتبر فيها أن التضامن مع الأسرى واجب مقدس، مؤكداً أن الأحرار في العالم لن ينسوا قضيتهم وللقول لهم أن البوصلة لن تحيد عن فلسطين.

ودعا ابو جابر كل من يدّعي دفاعه عن الحريات الى النظر لقضية الأسرى الذي يقضي بعضهم عقوبات فاقت ال 35 عاماً في زنازين الاحتلال، مطالباً الهيئات الدولية التحرّك لوقف هذه الاعتداءات بحق الإنسانية.

وكانت الكلمة الأخيرة للأسرى المحررين ألقاها الأسير لاف المصري رأى فيها أن عودة العميل الفاخوري، فاجأت الجميع على اعتبار أنهم لم يتوقعوا عودة مثل هذا الجزار إلى لبنان، مطالباً القضاء اللبناني إلى التحرك وإصدار حكماً مشدداً بحقه لا يقل عن الإعدام.

وطالب المصري بالتحرك لأسر عدداً من الصهاينة لتحرير من تبقى من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

وفي نهاية الوقفة قدّم المعتصمون مذكرة لمندوبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي رولا سعادة.

 

*عربي دولي

مكتب محاسبة الحكومة الأميركي: إدارة ترمب انتهكت القانون بحجب مساعدات عن أوكرانيا

قال مكتب محاسبة الحكومة الأميركية التابع للكونجرس في تقرير نشر اليوم الخميس، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب انتهكت القانون الاتحادي العام الماضي بحجب مساعدات أمنية عن أوكرانيا كان الكونجرس قد أقرها.

وقال المكتب "التطبيق المخلص للقانون لا يسمح للرئيس باستبدال السياسات التي شرعها الكونجرس بأولويات سياساته الخاصة. مكتب الإدارة والميزانية حجب التمويل لسبب يتعلق بالسياسة، وهو ما لا يُسمح به بموجب القانون". وذلك حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء.

 

*آراء

"فتح" مِلْكُ الشّعب/ بقلم: د.خليل نزّال

 لا تخلو خطوةٌ من خطواتنا اليوميّةِ من ضرورةِ "إبرامِ" اتفاقيّاتٍ وتفاهماتٍ تستندُ إلى مبدأ تذليلِ العقباتِ واتخاذِ القراراتِ التوافقيّةِ كي نحافظَ على انتظامِ سيرِ الحياةِ على كلِّ الأصعدة. فعبورُ الشّارعِ بينَ حشودِ المشاةِ المهرولينَ نحو أهدافِهم المتواصعةِ والمصيريّةِ بحاجةٍ إلى التّفاهمِ اللحظيِّ مع الآخرينَ وتجنّبِ التصادُمِ معهم أو اعتراضِ طريقِهم، بما يضمنُ سلاسةَ العبورِ إلى الجانبِ الآخر حتّى لو اضطرِرنا إلى تعديلِ مسارِنا عدّةَ مرّاتٍ خلالَ ثواني معدوداتٍ هي الفترةُ التي يستغرقُها إنجازُ مهمّةِ العبورِ بينَ رَصيفَيْ مشاة. يكبرُ حجمُ وعددُ التّفاهماتِ التي نُجبَرُ على إبرامِها كلّما كبرَ حجمُ المهمّةِ التي نريدُ إنجازَها، ولا يوجدُ أيُّ مجالٍ من مجالاتِ الحياةِ يمكنُ استثناؤهُ من ضرورةِ البحثِ عن نقاطِ الالتقاءِ لعقدِ التحالفاتِ التي تضمنُ لنا تأمينَ شروطِ تحقيقِ أهدافِنا، ينطبقُ هذا على حياتِنا في البيتِ وفي العملِ وبينَ الأصدقاء، حتّى يصلَ ذروتَهُ حين يتعلّقُ الأمرُ بالشّأنِ العامِّ وخاصّةً ما يتعلّقُ بالعملِ السياسيِّ، فاحترامُ ثقافةِ التوافقِ والتّحالفِ والحدِّ من نقاطِ الخلافِ يبقى شرطَ نجاحِ الأحزابِ والقوى السياسيّةِ في الحفاظِ على تماسكِها وتطبيقِ برامجِها والفوزِ بدعمِ الشّعبِ الذي يديرُ ظهرَهُ لكلِّ القوى السياسيّةِ التي تشغلُ نفسَها بأمورِها الخاصّةِ وتبدّدُ وقتَها وجهدَها في ترميمِ ما تهدمهُ خلافاتُها الدّاخليّةُ، سواءً كانت حقيقيّةً أو وهميّةً يختلقُها الأعداءُ والخصومُ ولا تستطيعُ هي تفنيدَها والتصدّي لها.

لم تكن "فتح" في يومٍ من الأيامِ حزباً حديديّاً يعملُ في المجالِ الدّاخليِّ بانتظامٍ كما تعملُ السّاعةُ السويسريّةُ، حتّى أنّ بعضَ المنحازينَ إلى فتح في السّراءِ والضرّاءِ يعنبرونَ ذلكَ ميزةً تنفردُ بها هذه الحركةُ التي ينطبقُ عليها وصفُ "السّهلِ المُمتَنع". ومع ذلكَ فقد حافظت فتح على وحدتِها وقاومت وأفشلت كلَّ محاولاتِ السيطرةِ عليها أو شقِّ صفوفِها. ويمكنُ الجزْمُ أنّ الفضلَ الأوّلَ في ذلكَ يعودُ إلى تعدّدِ الأفكارِ وما راكمتهُ هذه الميزةُ من تجاربَ تجعلُ إرثَ الحركةِ عملاً جماعيّاً يشعرُ كلُّ أبنائها أنّه ثمرةُ جهدهم، وبالتّالي هو ملكيّةٌ فرديّةٌ لهم لا يسمحونَ لأحدٍ بالتطاولِ عليها أو تجييرهِا لمصلحتِهِ. هذا الإحساسُ بأنَّ فتح حقٌّ خاصٌّ لكلِّ عضوٍ يعني بالضرورةِ أنّها ملكيّةٌ جماعيّةٌ لا يملكُ أحدٌ أو مجموعةٌ الحقَّ بسرقةِ جزءٍ منها مهما كانَ صغيراً و "تطويبَهُ" باسمهِا لأنّ هذا الجزءَ الصّغيرَ لبِنَةٌ من البناءِ الفتحويِّ الذي نملكهُ نحنُ جميعاً. ومن لا يستوعبُ هذه القاعدةَ فهو لا يفهمُ شروطَ الانتماءِ لهذهِ الحركةِ ولا يدركُ سرَّ بقائها رغم ما تعرّضت له من مخاطرَ ومؤامراتٍ، فمن حافظَ على فتح هم أبناؤها المستعدّون للتّنازلِ عن كلِّ ما يملكونهُ إلا عن حقّهم الفرديِّ والجماعيِّ بملكيّةِ فتح، لا لأنّهم بعشقونَ ذاتَهم، ولكنْ بسببِ قناعتهِم أن فتح هي طريقُهم نحو حريّةِ فلسطين واستقلالِها.

ليست الحركةُ مطالبةً بالتفرّغِ للردِّ على سيلِ الشائعاتِ والأكاذيبِ التي تغطّي ساحاتِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، فهذه مهمّةٌ مستحيلةٌ، إضافةً إلى كونِها مضيعةً للجُهدِ وتحقيقاً لأهدافِ من يقفونَ خلفَ هذهِ الحملاتِ الرّاميةِ إلى إعادةِ تشكيلِ الوعي الفلسطينيِّ برمّتِه وتشويهِ صورةِ الحركةِ التي تقودُ مشروعَ التّحرّرِ الوطنيّ. لا يعني هذا بالطبعِ التخلّي عن القيامِ بواجبِ التّواصلِ المستمرِ مع الشّعبِ وإبقائهِ على درايةٍ بما يدورُ في الحركةِ حتّى لو كان ذلك يستدعي الحديثَ بشكلٍ مفتوحٍ عن قضايا تخصُّ الوضعَ الدّاخليَّ لفتح، فليس في فتح ما يمكنُ اعتبارهُ شأناً خاصّاً بها، لأنّها ببساطةٍ حركةٌ جماهيريّةٌ رضيت لنفسِها أنْ تكونَ ملكاً للشّعبِ، ولا يجوزُ لها أنْ تلوذَ بالصّمتِ عندما يطلبُ منها شعبُها الإجابةَ على الأسئلةِ التي يرى أنَّ من حقّهِ الحصولَ على إجابةٍ عليها. وهنا لا بدَّ من الإشارةِ إلى سمةٍ أخرى رافقت حركةَ فتحت منذُ بداياتِها وظلّت تشكلُّ مصدراً للتذمّرِ والشكوى عندَ أبنائها، وهي الخللُ في الأداءِ الإعلاميِّ، حيثُ يبدو للمراقبِ أنّ الأمورَ تسيرُ "بقدرةِ قادرٍ" دون وجودِ خطّةٍ يلتزمُ بتنفيذِها المسؤولونَ عن واجبِ التواصلِ مع الشّعبِ بشكلٍ يوميٍّ بعيداً عن ردّةِ الفعلِ ومحاصرةِ الذّاتِ بقيودِ الدّفاعِ عن النفسِ وتكذيبِ الشائعاتِ المضلّلة التي تنهشُ جسدَ الحركةِ دونَ انقطاع. فما كان ممكناً وجائزاً قبل عشراتِ السنينِ لم يعدْ لهُ نفعٌ في عصرِ المعلوماتِ وفي ظلِّ التحديّاتِ التي تطرحُها وسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ. ولا يجوزُ لحركةٍ بتاريخِ وتجربةِ فتح أن تكونَ عاجزةً عن مواكبةِ مقتضياتِ الإعلامِ العصريِّ وهي الحركةُ الرّائدةُ التي يلوذُ بها شعبُنا كلّما ضاقت بهِ السبُلُ، ومن لديهِ شكٌّ في ذلكَ فليعُدْ بذاكرتِهِ إلى احتفالِ أهلِنا في غزّةَ بالذكرى الخامسةِ والخمسينَ للانطلاقة.

*"فتح" حركةُ شعبٍ بأكملِهِ، ولأنّها كذلكَ فالواجبُ يفرضُ على قياداتِها وكوادرها وكلِّ أبنائها أن يبادروا إلى حمايتِها من الأخطارِ التي تهدّدُها، وفي مقدّمتِها خطرُ التّعامُلِ معها أو معَ جزءٍ منها وكأنّهُ ملكيّةٌ خاصّةٌ به. "فتح" ملكٌ لي ولكَ ولنا جميعاً.