أطلق إجتماع "الاونروا" واللجان الشعبية الفلسطينية "صرخة إغاثة اللاجئيين الفلسطينين في مخيمات لبنان"، جراء تفاقم الأوضاع المعيشية والحياتية، التي باتوا يعانوها على كافة الصعد (التعليمية والصحية والإجتماعية والإقتصادية)، نتيجة تداعيات الأحداث الراهنة التي يشهدها لبنان على المستوى الإقتصادي والسياسي، وذلك في مكتب مدير خدمات "الأونروا" في مخيم عين الحلوة، اليوم الأربعاء ٤-١٢-٢٠١٩.
وحضر الإجتماع المدير العام "للأونروا" في لبنان كلاوديو كردوني، ومديرها في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، ومسؤول قسم الصحة في منطقة صيدا الدكتور وائل ميعاري، ومدير خدماتها في عين الحلوة عبد الناصر السعدي، مع وفد فلسطيني ضم ممثلي اللجان الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية من جهة، ووفد اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية من جهة ثانية.
تخلل الإجتماع مداخلات قدمها ممثلي اللجان الشعبية شرحت بعناية الواقع المؤلم والمتفاقم يوما بعد يوم، نتيجة إستمرار الأحداث الراهنة في لبنان، وفي ظل إستهداف القضية الوطنية الفلسطينية من ناحية أخرى، حيث أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تمويلها للوكالة، كعملية ضغط على الفلسطينيين لخضوعهم وموافقتهم على صفقة القرن، وصولًا إلى إلغاء حق العودة، ما تسبب بتفاقم وتردي الأوضاع الحياتية والمعيشية في لبنان عمومًا، وفي مخيمات الصمود الفلسطيني خصوصًا، وأكدوا أن الفلسطينيون بحال استمرت الأحداث فهم أشد عرضة للمشاكل الإجتماعية، سيما وأن أموال دعم فلسطيني الخارج لذويهم وعائلاتهم في لبنان تراجعت بل وشحتْ، ومعدل البطالة وصل حد الـ ٨٠ إلى ٩٠٪، والتسرب المدرسي عرضة للزيادة، وحتى مساعدات الأونروا للحالات الاجتماعية (١٠$ للفرد) لا تساوي شيئًا، مطالبين الوكالة بإعادة توزيع المؤن الغذائية كما في السابق، إلى جانب المساعدة المالية الضرورية.
كما وتطرق المجتمعون إلى قضية الطبابة التي باتت مرتفعة بخاصة العمليات الجراحية التي ارتفعت من ١٠ ملايين إلى ١٤ مليون ل.ل، ويعجز المريض الفلسطيني عن سداد ما يترتب عليه. 
وفي مشاهد إنسانية محزنة وصلت إليها الأحوال في المخيمات تم عرضها على مدير عام الوكالة في لبنان أن بعض العائلات باتت عاجزة عن تأمين الطعام لأولادها ومنهم من أوقفوهم من مدارسهم بسبب عدم توفر مصاريف النقل وإحتياجاتهم. 
وبعد ما تقدم حمَّلت اللجان الشعبية "الأونروا" مسؤولية عدم توفير معونة شهرية، إضافة إلى إغاثة عاجلة لأهل المخيمات تطبيقًا لنظام الطوارئ؛ كما وطالبت بتأمين مساعدات عينية ومالية تطال كافة الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، بما في ذلك حالات الـ N R، والنازحين الفلسطينيين من سوريا، وأن تشمل خطتها توفير العلاج وتأمين تكاليف العمليات الجراحية، وتنفيذ المشاريع التربوية للحد من ظاهرة التسرب المدرسي إضافة إلى توفير فرص عمل لتشغيل اللاجئين بشكل كاف. 
واختتم المجتمعين مداخلاتهم بالتأكيد على التمسك بالأونروا، وضرورة تجديد ولاية عملها، والحفاظ عليها بإعتبارها جزءًا من كينونة اللجوء ونكبة شعبنا.  
من جانبه، أعرب كردوني عن تفهمه لتحميل المسؤولية للأونروا، وشرح عن العجز المعروف في ميزانيتها، ما جعل خدماتها تتقلص، وقال: "هناك هجوم سياسي على الأونروا، وهناك تحرك مع الدول المانحة والمضيفة لتحسين ظروف الفلسطينيين، وأبدت بعض الدول إستعدادها لمساعدتنا ماليًا، وسوف نستمر بالخدمات رغم وجود العجز الذي لم يُحل".
وأعرب كلاوديو أن هذا اللقاء إستشاري وتمهيدي بهدف الوقوف على ماهية المساعدة المطلوبة والخطة التي سيتم العمل عليها، ولرفع صرخة إستغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
 وأضاف: "أعلمكم أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن واجباتها وهي مستمرة بعملها".
على إثر الإجتماع، أدلى أمين سر اللجان الشعبية لمنظمة التحرير في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه: "وضعنا سيادة المدير العام بحجم وماهية المعاناة التي يتعرض لها أهلنا بالأساس في المخيمات، وازدادت أثر الأحداث الراهنة في لبنان، وشعبنا يتخوف من إطالة مدتها، وعلى هذا الأساس ترفع اللجان الشعبية الصوت، وطالبنا الأونروا بتقديم معونة وإغاثة عاجلة، عينية ومالية، إضافة إلى ملابس شتوية أيضًا، وتشمل الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وأن تطال أيضًا النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا، وطالبناها بالعمل على إعادة توزيع الأعاشة الشهرية كسابق عهدها".
وأوضح أبو صلاح في تصريحه، "أكدنا للمدير العام أن الفلسطيني في لبنان لا حول لهم ولا قوة، وهم يعتمدون بشكل أساسي على الأونروا وخدماتها، ويتمسكون بها ويطالبوها بمواصلة دعمها ومواصلته وفقًا لمتطلبات المرحلة".