انطلقت في البحر الميت، يوم الاثنين، أعمال اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث الدولية "الأونروا" ويستمر على مدى يومين.

وحذر المشاركون في الاجتماع، من أن أي مساس بالوكالة يعني المساس بأمن المنطقة، مؤكدين ضرورة العمل على زيادة مساحة الدعم المالي لها، مع العمل على إبقاء التفويض الأممي والذي سينتهي في أيلول القادم .

وأكدوا ضرورة دعوة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ موقف بالانضمام للأونروا في رسالتها بأن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومستقبلهم يحظى بقدر كبير من الأهمية، إضافة الى دعوة الدول المضيفة والمانحين لخلق مبادرات وتحالفات جديدة لضمان استمرار تقديم الخدمات.

وقال المفوض العام للوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول، إن اهمية هذا الاجتماع يأتي كونه يضم 28 دولة مضيفة ومتبرعة للوكالة، وهو يشكل مرجعية لكل ما تم انجازه وما سيتم التخطيط له خلال الفترات القادمة.

وشكر الدول المشاركة في الاجتماع والدول الداعمة للوكالة، مشيرا إلى الأزمة التي تعرضت لها الوكالة خلال العام الماضي، نتيجة وقف المساعدات الاميركية، حيث قارب العجز المالي 446 مليون دولار، لكن أكثر من 42 دولة تبرعت وزادت من تبرعاتها ما مكننا من تجاوز الأزمة مؤقتا.

ولفت كرينبول إلى أن المساعدات التي حصلت عليها الوكالة شكلت رسالة تطمئن مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، مشيرا الى الطلب الذي تقدمت به الوكالة للدول الداعمة للإبقاء على مستوى الدعم سواء كان دعما سياسيا أو ماليا، خاصة أن التحديات التي تواجهه الوكالة لم تنته بل زادت صعوبة نتيجة إصرار الولايات المتحدة الأميركية على موقفها  بوقف جميع المبالغ المالية التي كانت تساهم فيها سابقا.

وبين أن قيمة الميزانية التي تحتاجها الوكالة للعام المالي 2019 تبلغ مليارا ومئتي مليون دولار، وهو نفس الملغ الذي طلبناه خلال العام الماضي، وهو المبلغ الذي تحتاجه الوكالة للإبقاء على عمل أكثر من 700 مدرسة تضم قرابة نصف مليون طالب، والابقاء على الخدمات الصحية التي تقدم لأكثر من مليون ونصف لاجئ

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي: "إن الاجتماع سيستعرض الوضع الكارثي لللاجئين الفلسطينيين والاستهداف الذي تتعرض له الاونروا"، مشيرا إلى أن الحوار مع الدول المناحة سيكون حول الآلية التي يمكن من خلالها الخروج من هذه الأزمة.

وجدد المطالبة بتجديد التفويض للوكالة، الذي سينتهي في أيلول القادم، مؤكدا ضرورة أن تقف الدول المانحة عند مسؤولياتها، وأن تطلع على وضع اللاجئين في غزة والضفة الغربية وتحديدا في القدس الشرقية ومخيم شعفاط، وعلى حالة البؤس والبطالة وعلى برنامج الطوارئ والأمن الغذائي، وكافة جوانب المعاناة التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني، والأهم أن تطلع على الاستهداف الاسرائيلي للاجئ الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، من خلال استهداف المؤسسة الدولية "الاونروا".

من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، سامي مشعشع: "إن المجتمع الدولي لن يتخلى عن اللاجئ الفلسطيني، ولا عن قضية اللاجئين"، مؤكدا أن الأونروا هي عنصر استقرار للمنطقة وعليه فان الرسالة كانت واضحة ببعدها السياسي والمالي، وهي رسالة دعمتها الدول المضيفة والمتبرعة في اجتماع الهيئة الاستشارية الذي عقد اليوم .

وأضاف، أن المبلغ الذي تعمل من خلاله الوكالة يقارب المليار وهو مبلغ ليس بالزهيد ولكن الدول التي وقفت مع الوكالة في 2018 بدأت تعطي مؤشرات واضحة أنها ستلتف حول الوكالة، الا أن هذا لا يعني أن عمل الوكالة سيكون سهلا، مشيرا الى وجود مؤتمرين مهمين خلال الأشهر القادمة للحصول على مبالغ مالية لتغطية العجز الذي ما زالت الوكالة تعاني منه، والمؤشرات تؤكد أننا سنتجاوز الأزمة .

ولفت مشعشع إلى أن الوكالة تسعى لإيجاد صيغة تضمن ثباتا ماليا، مؤكدا أن المجتمع الدولي عليه أن يجد حلا للمشكلة المالية.