ها نحن الفلسطينيين، شعب واحد وقيادة شرعية واحدة، وقضية واحدة، نحيي الذكرى الواحدة والسبعين لنكبتنا الفلسطينية التي حلَّت بنا في مثل هذا الوقت عام 1948، كل واحد فينا تجرّع ألم الجرح وفاجعة الاقتلاع بقوة الحديد والنار، مثل قبضة من غبار تقذفها أيادٍ شريرة في هبوب العاصفة بعضنا كان طفلاً يتجرّع عذابًا لا يستطيع أن يحيط بمآلاته، وبعضنا كان لا يزال وعدًا في الغيب لشعب اصبح اسمه اللاجئين.

منذ تلك اللحظة، قبل واحد وسبعين عامًا، رأينا كل شيء، الظلم بأبشع مداراته، الخذلان بأبشع حالاته، وعرفنا أيضًا أن الوصايا العادية المكررة، الفاترة، لا تليق بنا، لا تجدي نفعًا مع حالتنا، لا يليق بنا سوى فعل القيامة الشاملة، أن نكون جديرين بالحياة، برغم أنّنا نعيش وسط اكتمال شروط الموت!!! أن نعرف أكثر وأن نبوح اقل، أن نومئ برؤوسنا عندما يعرضون علينا المشاريع، مثل التوطين كما في الخمسينيات من القرن الماضي أو الأعداد لتصديرنا إلى العالم الجديد، أو نحفظ أسماءنا الجديدة المزورة ونتعامل معها كما لو أننا نصدقها ولكننا لم نصالح – لأنهم حيث يأخذون عينيك ويضعون بدلا منها جوهرتين، فإنك لا ترى- فكيف يمكن أن تصالح ، وعرفنا أننا لا يليق بنا سوى أن نصنع المعجزة، ما هي معجزتنا؟؟؟ إنها القيامة، القيامة المتجددة، القيامة التي لا يكتشفها أعداؤنا الكثيرون الأقوياء إلا بعد أن تكون قد حدثت وتحققت فعلا واعترف بها قسرًا، وحينئذ ليكون ما يكون، فانت أيها الفلسطيني الذي أصبحت لاجئًا – ثم اكتشفوا انك وقد تسرب لك هذا الوصف الجديد فقد خدعتهم ، فأنت اللاجئ من وطنه، وهم ينكرون أن لك وطنا يجب أن تعود إليه، لأنه دون الاعتراف بهذه المعادلة المحكمة فإن الجرح سيظل مفتوحا، وجرح الفلسطيني لا ينتج إلا النيران، ويا لها من معادلة، أنت الطرف الرئيسي فيها، إما حقوقك وإما اشتعال النيران.

لن ننسى لأنَّ فلسطين القضية والشعب والوطن، أكبر ألف ألف مرة من القدرة على النسيان، فما بالكم بالصفقات الغبية القاصرة المهينة، مصممو الصفقات مثل صفقة القرن، لا يعرفون شيئا عن جرحك أيها الفلسطيني، إنه جرح عميق تتحقق من خلال صعوباته معجزات الله الخارقة، يقولون لك اقبل، بماذا؟؟ هل يصيغون وثيقة استسلام كامل وتطلبون مني القبول سأواجهكم بصنع قيامة جديدة، كما قمت من موتي، سأقوم من وجعي والحرب بيننا سجال، يوم لكم ويوم عليكم ولا اعرف كيف تصور لكم أوهامكم أن الحل موجود وممكن وسهل بينما أنا الفلسطيني لا أوافقكم وسأقف لكم بالمرصاد.

يا يوم نكبتنا

يا يوم قيامتنا

يتوهم المتوهمون ويتساقط المتساقطون، أما نحن شعب فلسطين، فنعرف أنّ كل ما يمكن أن يحدث قد حدث أبشع منه من قبل وبقينا، موتنا اكتمل في الماضي وحيينا، نور في بصيرتنا وحق في قلوبنا وسوف نواصل القيامة.