زكريا المدهون

لم تكتمل فرحة الطالب الجامعي يحيى أبو عودة من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بإكمال دراسته العليا في مجال التربية الرياضية في احدى الجامعات المصرية، وذهبت أحلامه أدراج الرياح.

يحيى (21 عاما) يدرس في جامعة الأقصى فرع خان يونس جنوب القطاع تخصص تربية رياضية سنة رابعة، وفّر حوالي ثلاثة آلاف دولار أميركي على مدار دراسته من مصروفه ومواصلاته اليومية.

على دراجته الهوائية، يقطع يحيى يوميا مسافة ستين كيلومترا ذهابا وايابا من منزله على شاطئ البحر الى فرع الجامعة في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

وقال الشاب الجامعي المعتاد على لبس قبعة بيضاء لتقيه من أشعة الشمس: "أذهب أربع مرات في الأسبوع الى الجامعة في خان يونس على دراجتي الهوائية لتوفير أجرة الطريق ومصروفي الشخصي لتحقيق حلمي وطموحي بدراسة "الماجستير" في مصر".

لكن تلك الأمنيات ذهبت أدراج الرياح عندما فقد يحيى المبلغ المالي الذي كان يوفره لذلك اليوم المشهود الذي ينتظره منذ وقت طويل.

"فقدت ما يقارب 3000 دولار عندما كنت ذاهبا بدراجتي لزيارة أحد الأصدقاء في منطقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة" أضاف أبو عودة

فقد ذلك الشاب توفيره الذي أرهق وأتعب نفسه من أجله قبل أكثر من شهر، عندما سقط في أول مرة من على دراجته الهوائية بسبب خلل في أحد عجلاتها، وفي المرة الثانية عندما اصطدم بمركبة، لكنه لا يعرف بالضبط في أي مكان فقده كما يقول.

وتابع يحيى بنبرة من الحزن الشديد، "كنت أحلم بدراسة الماجستير في جامعة الاسكندرية أو حلوان المصريتين... لكن قدّر الله وما شاء فعل".

حالة من الحزن والألم تخيّم على يحيى وأسرته التي أخفى عنها الموضوع كثيرا، بعدما تحطم حلمه الذي تعب من أجله.

وأشار الى أنه كان يريد التسجيل بالنقود التي اذخرها، ومن ثم مساعدته من قبل أسرته في إكمال باقي المصاريف الدراسيّة.

يذهب يحيى إلى جامعته على السادسة صباحا حتى لا يتأخر عن موعد محاضرته، ويصل منزل على الرابعة عصرا بعد رحلة من العناء والتعب.

وأكد، أنه يتعرض لمخاطر كبيرة في مشواره الى الجامعة حيث إنه يسلك طرقا سريعة.

علاوة على ذلك الجهد المبذول، لا سيما أن يحيى يدرس التربية الرياضية، كان يمارس تمارين عملية قوية تحتاج الى جهد كبير مثل الجري لمسافة أحد عشر كيلومترا وممارسة ألعاب المصارعة والسباحة واللياقة.

وحسب الجهاز المركزي للحصاء الفلسطيني أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، الذي يعتبر من اكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بحوالي 5,204 فرد/ كيلومتر مربع.

ويعيش الشبان في قطاع غزة ظروفا استثنائية صعبة للغاية جرّاء الحصار الاسرائيلي المفروض منذ حوالي اثني عشر عاما، ما يرفع نسب البطالة بدرجة كبيرة في صفوفهم، واضطرار الآلاف منهم إلى الهجرة.