افتتحت قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا دورة كادر تنظيميّة حملت اسم "دورة شهداء مخيم الميّة وميّة"، اليوم الخميس 18-4-2019، في قاعة الشهيدة هدى زيدان في المخيَّم، بهدف استنهاض ورفع منسوب الثقافة التنظيمية والسياسية لدى الكادر.

وشارك في افتتاح الدورة عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان د.محمد داوود، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة وقيادة المنطقة وكوادر الشُّعَب التنظيمية في عين الحلوة والميّة وميّة وصيدا، وضُباط من قوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، وأعضاء الدورة.

وقدَّم الافتتاح مسؤول التعبئة والتنظيم في منطقة صيدا شوقي السبع الذي وجَّه التحية إلى الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن" الصّامد الذي يقف عملاقًا أمام صفقة القرن، وإلى الشبيبة الفتحاوية مُباركًا فوزَهم في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، وإلى الأسرى البواسل خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي.

وتحدَّث عن أهداف دورة "شهداء مخيّم الميّة وميّة" منوِّهًا إلى دور هذه الدورات في زيادة المعرفة لدى الكادر، ورفع مستوى ثقافته التنظيمية والسياسية.

ثُمَّ ألقى العميد ماهر شبايطة كلمةً أكَّد فيها أولوية وأهمية مهمّة استنهاض الكادر وتعبئته تنظيميًّا وسياسيًّا، واستعرضَ في سياق تاريخي المراحل والمحطّات النضالية لحركة "فتح" وأسسها ومبادئها بدءًا بانطلاقتها في العام 1965 متجاوزةً الأفكار الأيدولوجية للأحزاب العربية في تلك المرحلة وارتباط فكرها ونهجها وممارستها بفلسطين، مرورًا بمرحلة حرب العام 1967 واحتلال (إسرائيل) لفلسطين التاريخية، ثُمَّ معركة الكرامة في العام 1968 التي كانت حاول العدة الإسرائيلي من خلالها إنهاء الثورة فمُنيَ بهزيمةٍ فادحة بعد الانتصار الذي حقّقته "فتح" في تلك المعركة بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وعملية اغتيال الكمالَين وأبو يوسف النجّار، واستذكرَ مقولة الرمز الخالد بأن (هذه الثورة مسيرة الشرفاء والأحرار في هذا العالم).

وتطرَّق العميد شبايطة إلى موقف النظام العربي الرسمي تجاه الثورة الفلسطينية عبر مختلف محطّاتها، وأضاف: "لقد تبنَّى المجلس الوطني الفلسطيني البرنامج المرحلي بإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على أي أرض يتم تحريرها أو الانسحاب منها، فكان الردُّ على البرنامج المرحلي بتشكيل جبهة الرفض بتوجيهٍ من بعض الأنظمة العربية، ولكنَّ ردَّ "فتح" جاء بالمزيد من العمليّات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وتحدَّث عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للمواثيق والقرارات الدولية كافّةً، واعتدائه المستمر على سيادة الدول العرربية، وأشار إلى أنَّ قرار مجلس الأمن رقم (425) قضى بانسحاب (إسرائيل) من جنوبي لبنان، وعرَّج على محطّة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982وتداعياته على الثورة الفلسطينية، ونوَّه بصمود بيروت 88 يومًا قاتل خلالها الفدائيون بلا نصير أو مساعدة مُستذكرًا المقولة الشهيرة للرمز ياسر عرفات حين سُئِلَ عند خروج المقاتلين (إلى أين) فردَّ عليهم (إلى فلسطين).

وتطرَّق العميد شبايطة إلى الانشقاقات التي افتُعِلَت داخل حركة "فتح" بهدف إضعافها وتشتيت قوتها، وقال: "لكنَّ الردَّ أتى سريعًا من "فتح" بانتفاضة الحجارة التي غيَّرت المعادلات وحضور "م.ت.ف" في المشهد الدولي".

وعرَضَ لمرحلة إعلان وثيقة الاستقلال التي تبنَّاها المجلس الوطني عام 1988 في الجزائر، ولفتَ إلى أنَّ التحضير لإنشاء "حماس" كان يجري منذُ ذلك اليوم. ولفت إلى أنَّ "اتفاق أوسلو" أعاد المقاتلين إلى فلسطين، ونوَّه بموقف الرئيس ياسر عرفات آنذاك بالتمسُّك بـ(غزة أريحا أولاً)، وإنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية.

ورأى العميد شبايطة أنَّ حركة "حماس" أوجِدَت لضربِ المشروع الوطني الفلسطيني، ولفت إلى أنَّ انسحاب (إسرائيل) من غزّة عام 2005 كان لافتعال حرب فلسطينية – فلسطينية، مؤكِّدًا أنَّ انقلاب حركة "حماس" لم يحقِّق سوى الفقر والبطالة والهجرة وتدمير مقومات الحياة.

ونوَّه إلى ما تتعرَّض له قضيّتنا اليوم من مخاطر تتجسّد في محاولة تمرير صفقة القرن في ظلِّ الموقف الرسمي العربي المتردي، وما تتعرَّض له "م.ت.ف" من استهدافات متعدّدةٍ للنيل شرعيتها ومن صمود القيادة الفلسطينية.

وأكَّد العميد شبايطة أنَّ قضية الأسرى هي قضيّة مقدّسة وتجسّد أولويّةً لحركتنا وقيادتنا كما القدس واللاجئين، وختم بالقول: "المرحلة المقبلة صعبة، ولكن كما استطعنا عبور الألغام في كلِّ مرحلة ونحنُ أشدُّ صلابةً سوف نعبر هذه الأزمة ونحقِّق النّصر".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان