نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال وقفةً تضامنيّةً دعمًا للرئيس محمود عبّاس وللقيادة الفلسطينية ورفضًا للضغوطات الصهيوأمريكية عليها، اليوم الجمعة ١-٣-٢٠١٩، وذلك أمام محطّة سرحان في مخيّم البداوي.

وشاركَ في الوقفةِ ممثِّلو الفصائل الفلسطينية وقوى لبنانية، وفعاليات، وهيئات وروابط، وجماهير من منطقة الشمال.

بدايةً كانت كلمةٌ للحزب الشيوعي اللبناني ألقاها الأستاذ جميل صافية، فلفتَ إلى أنَّ تصفيةَ القضية الفلسطينية عبر الصفقة الأميركية المعروفة بـ(صفقة القرن) هي مقدّمةٌ لدمجِ الكيان الصهيوني بالمنطقة من بوّابة التطبيع مع الأنظمة الرجعية العربية كمدخَلٍ لإنهاء الصراع واحتواء روح المقاومة وإخمادها، ورأى أنَّ "هذا الواقع يُؤكِّد استحالةَ الوصول إلى حلٍّ سياسي أو حتّى المراهنة عليه مع الكيان الصهيوني لأنَّ طبيعة الصراع معه وجودية وليست جغرافية".

وأكَّد صافية أنَّ الربطَ بين النضال الوطني التحرُّري والتغيير الاجتماعي والسياسي في بُلداننا هو جزءٌ لا يتجزَّأ من النضال القومي التحرُّري العربي لإسقاط المشروع الإمبريالي الصهيوني بصيغةٍ مختلفة .

ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرِّها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، فقال: "سنُواجهُ الهجمةَ الشرسةَ الهادِفةَ إلى إنهاء قضيَّتنا عبر ما تُسمَّى (صفقة القرن) التي بدأت بقرار ترامب المعتوه باعتبارِ القدسِ عاصمةً لكيان الاحتلال الصهيوني، وقطعِ كلِّ المساعدات المالية عن السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الـ"أونروا" ومستشفيات القدس والطلّاب المتفوّقين، وإغلاقِ مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".

ولفتَ إلى أنَّ معالمَ الأجندات الأميركية بدأت تظهر اليوم وهي تحاول إيجاد قيادة بديلة عن الرئيس أبو مازن لأنَّه رفض الانصياع للضغوطات الأميركية، ورفض (صفقة القرن)، ورفض لقاء ترامب ما لم يتراجع عن قراره باعتبار القدس عاصمةً لدولة الاحتلال.

وأضاف فيّاض: "على الرغم من الحملة المغرِضة التي تتزامن مع الانتصارات السياسية الدبلوماسية ومواقف الرئيس الصُّلبة، فإنَّه شامخٌ مثلَ الجبال في وجهِ جميع المؤامرات التي تستهدفه بصفته رأس الشرعية، ونحنُ من هُنا، من مخيّمات الشمال، نُؤكِّد وقوفَنا خلف قيادته الحكيمة".

وطالبَ فيّاض الفصائل الفلسطينية بالانضمامَ إلى منظّمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وقال: "لقد أخذت "م.ت.ف" شرعيَّتَها العربية والدولية من شلّال دم الشهداء والجرحى، وأيُّ جهةٍ تتآمر على شرعيَّتِها تُعَدُّ خائنةً لقضيّة شعبنا".

ودعا جميع القوى الفلسطينية للوقوفِ مع الرئيس أبو مازن قائد معركتِنا السياسية ضدَّ الإدارة الأميركية والصهيونية التي تحاول فرض (صفقة القرن) على شعبنا.

وتطرَّق فيّاض إلى مؤتمر "وارسو" الذي دعا إليه ترامب، فلفتَ إلى أنَّ هذا المؤتمر إنَّما يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تمرير (صفقة القرن)، وأَسِفَ لمشاركة بعض الدول العربية في المؤتمر الذي حاولت من خلاله الإدارة الأمريكية إقناعَ الحاضرين بأنَّ عدوَّ المنطقة هي جمهورية إيران لا دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ونوَّه إلى أنَّ دعوة روسيا الفصائل الفلسطينية للحوار في موسكو والخروج بموقف موحَّد وإنجاز المصالحة وتعزيز الوحدة الفلسطينية جاءت ردًّا على مؤتمر "وارسو"، وأضاف: "هذا كان أفضلَ لقضيّتنا ولكن مع الأسف لم نتَّفِق على إصدار بيان مشترَك".

وأكَّد فيّاض أنَّ حركة "فتح" انطلقت عام 1965 من أجل طرد المحتلين الصهاينة عن كلِّ أرض فلسطين، وقال: "إنَّ كلَّ فلسطين لنا من النهر إلى البحر، والقدس عاصمتها الأبدية شاء مَن شاء وأبى مَن أبى".

وتابع فيّاض: "نُطالبُ حركةَ "حماس" بوقفِ كُلِّ الممارسات والاعتقالات بحقِّ أبناء حركة "فتح" الذين مُنِعُوا من إحياء ذكرى الانطلاقة في قطاع غزّة، ووقفِ حملة التشهير والتخوين، والعودة إلى الحوار من أجل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية حتى تعود الحياة الديمقراطية لشعبنا، والعودة إلى الاتفاق الأخير الذي وقَّعَتهُ معنا في القاهرة بتاريخ 12-10-2017".

كما تحدَّث عن إقدامِ قوّات الاحتلال الصهيوني على اعتقالِ العشرات من قياداتنا الفتحاوية، وفي مقدَّمهم محافظ محافظة القدس عضو المجلس الثوري للحركة عدنان غيث، وعضو المجلس الثوري زكريا الزبيدي، ومحامي هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين طارق برغوث، إلى جانب هدمها عشرات البيوت إمعانًا في تهويد مدينة القدس التي تعتبر أولويةً قصوى عندَ قيادة حركة "فتح".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان