أبو جهاد فيّاض: شعبُنا يبتدع وسائله في المقاومة لدحر الاحتلال عن كلِّ الأرض الفلسطينية

بدعوةٍ من أمانة الشؤون الدينيّة في "المؤتمر الشعبي اللبناني"، نُظِّم لقاءٌ وطنيٌّ حواريٌّ لمنسِّق المشروع الوطني العراقي للإنقاذ المرجع العراقي الشيخ جواد الخالصي، في دارة الأستاذ د.أسعد السحمراني، مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر، في حلبا مركز محافظة عكّار، مساء الأحد في ٢٥-١١-٢٠١٨.

وتقدَّم الحضور مطران عكّار وتوابعها المتروبوليت الدكتور باسيليوس منصور، والشيخ وليد إسماعيل ممثِّلاً المفتي الشيخ زيد زكريا، وأمين سرّ حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض على رأس وفدٍ من الحركة، ورجال دين مسلمين ومسيحيين وكُتّاب ومثقَّفين ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات عكّارية.

بدايةً رحّب د.السحمراني مُعرِّفًا بالشيخ الخالصي، المنحدِر من أسرة مناضلة، قاومت الاستعمار البريطاني وكلّ أشكال الأحلاف والاحتلال، وناضلت ولا تزال من أجل قضيّة فلسطين، ويُشكّل الشيخ الخالصي حاليًّا مرجعًا في المشروع العراقي الوطني الإنقاذي، ولفت السحمراني إلى ضرورة العمل من أجل وحدة العراق وعروبته، واستقلاله، وطرد الاحتلال منه، وإلى العمل من أجل وأد مفاعيل الشرق-أوسطيّة في التقسيم والفتن، وأن تبقى الأولويّة لقضيّة العرب الأولى فلسطين.

ثُمّ تحدّث الشيخ الخالصي عن واقع العراق اليوم الذي تمكّن من وأد الفتن التي خطط لها الأمريكي وأعوانه، قال: "نجد اليوم الوحدة الوطنيّة في أبهى تجلّياتها، إن على صعيد العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة، أو السنيّة الشيعيّة، وعلى مستوى كافّة مكوّنات المجتمع الوطني العراقي، وقد عرف الجميع مخاطر الولاء للأجنبي، أو للنفوذ الإقليمي، ولذلك نناضل جميعًا في إطار مشروع وطني عراقي إنقاذي، نبطل فيه العمليّة السياسيّة القائمة على أساس دستور برايمر التقسيمي، الذي يضرب وحدة العراق الوطنيّة وهويّته العربيّة، ومن أجل تخليص العراق من بقايا الاحتلال الأمريكي، ومن الفاسدين في السلطة. وقد عرف العام ٢٠١٨ خطوات مهمّة على هذا الصعيد هي: التصويت بين الأخوة الكرد التي جاءت نتائجه رافضةً للانفصال، ومقاطعة عمليّة الانتخابات الأخيرة بنسبة عالية، والحراك الشعبي الواسع الذي بدأ يلاقيه الجيش، وبلورة المشروع الإنقاذي الوطني، الذي نحن جزء منه".

وأضاف الخالصي: "نضالنا يهدف إلى إلغاء دستور برايمر، والعمليّة السياسيّة التي تعتمده، والنضال من أجل هُويّة العراق العربيّة، وتحرير العراق وتحرّره واستقلاله، وترسيخ وحدته الوطنيّة، وإصلاح الفساد، وإبعاد المفسدين عن السلطة، والعمل مع القوى الحيّة المقاومة، من أجل تحرير فلسطين".

وأشار الخالصي إلى أنَّ الأسبوع المقبل سيكون فيه بتاريخ ٢٩-١١-٢٠١٨ موعد اليوم الدولي لفلسطين، وفي هذه المناسبة دعا الملتزمين بقضايا الأمّة وخيار المقاومة كافّةً، لأن يتحرّكوا، من أجل "فلسطين التي هي قضيّتنا جميعًا، وهي فوق أنّها قضيّة عربيّة وإسلاميّة ومسيحيّة، فإنّها قضيّة إنسانيّة، وكلّ أحرار العالم مطالبون بوقف الظلم والعدوان وطرد المحتلّ الصهيوني، لأنّ ما يحصل في فلسطين من قبل أتباع العنصريّة الصهيونيّة، وشريكه الأمريكي، حالة ظلم لم يشهد التاريخ مثيلها".

وبعدها كانت كلمة المطران منصور الذي رحَّب بالشيخ الخالصي في داره وبين أهله، وأكَّد أنَّ قضيّة فلسطين هي قضيّتنا جميعًا، وقضيّة كلَّ الأشراف والنبلاء في العالم، وأنّ القاعدة التي تحكم رؤيتنا، لتحرير فلسطين من الصهاينة ومعها القدس، إنَّما هي الميثاقيّة التي سلّم بموجبها البطريرك صفرينوس مفاتيح المدينة للخليفة عمر بن الخطّاب.

وأكّد المطران منصور ارتياحه إلى ما سمعه من الخالصي، لجهة الروابط المتينة، بين مكوّنات المجتمع العراقي، والتي يأمل أن تكون في كلّ الساحة العربيّة من أجل الخلاص من المعاناة، وصناعة الاستقرار، والأمن، والتقدّم، وحشد القوى في معركة الوجود، معركة تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

ثمّ تحدّث أبو جهاد فياض شاكرًا الدعوة ومؤكِّدًا تقدير المواقف التي أعلنها الشيخ الخالصي والمطران منصور، وأضاف: "ترامب لم يتجرَّأ على أخذ قرار بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس إلّا بعد تفكيك دول المواجهة العربية وخاصة العراق وليبيا وسوريا واليمن، وللأسف لم يخجل أيٌّ من الحكّام العرب ويقوم بطرد سفير أميركي من بلاده، وهذا ما ساعد جيش الاحتلال الصهيوني على المزيد من ارتكاب الجرائم بحق أبناء شعبنا من قتل واعتقلات في القدس، وكان آخرها اعتقال الوزير عدنان الحسيني ومحافظ القدس عدنان غيث أمام أنظار العالم ووسط صمت والأمر عربي مصري".

وشدَّد على أنّ الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج سيبقى ملتزمًا خيار المقاومة بكلّ أشكالها من التظاهرات إلى الدهس بالسيّارات، والطعن بالسكاكين، والرشق بالحجارة، والمقاومة المسلّحة، ومهما غلت التضحيات فإنَّه لا بديل عن تحرير التراب الوطني الفلسطيني، وعودة الحقّ إلى أصحابه، وإخراج المحتلّ مهما طال الزمن.

ثمّ كانت أسئلة ومداخلات من قِبَل كلٍّ من: طوني عاصي، والدكتور محمود سليمان، والمهندس عبدالكريم سعيد، والمربي أحمد اليوسف.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان