برعاية وتكليف من سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور وقيادة الساحة والإقليم، وبمساعي حميدة بذلتها قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال مع عدد من الوجهاء والمشايخ، تم إجراء مصالحة بين الأخوة وأولاد العم آل الحديري وذلك يوم السبت ٢٧-٤-٢٠٢٤ في قاعة مجمع الرئيس ياسر عرفات في مخيم البداوي.

تقدم الحضور أمين سرّ فصائل (م.ت.ف) وحركة "فتح" في منطقة الشمال مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة الشمال العميد بسام الأشقر، وفد من عشيرة آل سيف العويد تقدمه الشيخ جمال سيف، ومخاتير من البداوي ووادي النحلة، ومدير خدمات مخيم البداوي الأستاذ محمد أبوعادل، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأحزاب والقوى الوطنية، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمين سرّ اللجنة الشعبية في مخيم البداوي أبو رامي خطار، وأمناء سرّ شعبتي البداوي والمنية، وأعضاء الشعبة وكوادر حركية، ومحامين، ومشايخ وروابط اجتماعية، وفعاليات، وإعلاميون وشخصيات وطنية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، والقوة الأمنية المشتركة في مخيم البداوي وأهالي العائلة والجوار اللبناني 

بدايًة كانت تلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ أبو عثمان، من ثم دعا الحضور لقراءة سورة الفاتحة على روح المرحوم خالد الحديري وإلى جميع شهداء فلسطين.

كلمة لجنة رعاية المساجد والروابط الإجتماعية ألقاها فضيلة الشيخ أحمد السلمون، حيث تحدث عن إصلاح ذات البين، فإن الإصلاح يعتبر من أعظم الطاعات إلى الله، فالصلح بين الناس له أجر عظيم وثواب كبير، فأجره يفوق ما يناله الصائم.
وبارك بإسم لجنة رعاية المساجد والروابط الإجتماعية في مخيم البداوي هذا الصلح للعائلتين الكريمتين بحل الإشكال من أجل الصالح العام ولحفظ أمن واستقرار المخيم.
وشكر كل الغيورين وكل من أبدى أو ساهم لحل هذا الإشكال، إضافة في هذه المناسبة نتوجه بأنظارنا إلى التضحيات التي يقدمها شعبنا في غزة الصابر الصامد.

كلمة شيخ عشيرة آل سيف العويد الشيخ جمال سيف ألقاها بالنيابة عنه عضو بلدية وادي النحلة السيد محمد سيف أبو حسام، إذ تقدم فيها باسم الشيخ جمال سيف شيخ عشيرة آل سيف العويد وبإسم العشيرة بالتهنئة على هذا الصلح، فإن الصلح والعفو خير من اللجاجة والتماوي في القطيعة لأن باب الصلح واسع.
وأكد أن الصلح خير لأن الله تعالى أمر بإصلاح ذات البين، ويجب التمسك به لأنه يجلب الطمأنينة و الراحة.
وأضاف، إن هذه المرحلة تفرض علينا رصّ الصفوف والتعالي على الجراح، والتماسك في وجه الهجمة الشرسة التي تخاض ضد الأمة الإسلامية عمومًا وفلسطين وغزة خصوصًا.
وأكد الوقوف إلى جانب آل الحديري الكرام الذي تحكمنا وتربطنا أواصر ووحدة الدين والمصاهرة تحت إشراف القوانين والحقوق التي نحترمها نحن وإياكم ضمن الشرعية اللبنانية، والتعاون والتنسيق فيما بيننا والمطالبة الدائمة بحقوق شعب فلسطين الشقيق بما فيها حق العودة إلى أرضه.

كلمة آل الحديري ألقاها الأستاذ المحامي شوكت حداد، حيث أعلن باسمهم، أننا أتينا اليوم في هذه الجلسة الكريمة، وفي دارة حركة "فتح" وبحضور كل الفصائل والوجهاء لنؤكد أنه وعملاً بشرعنا الحنيف ومصداقًا لقول الله تعالى " فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين"، ولأنه يتوجب علينا وإلتزامًا بسنة نبينا أن نؤكد عمق إنتمائنا لديننا ومبادئ العفو والصفح والتسامح والأخوة، ولأننا حريصون كل الحرص على شد أواصر القرابة وصلة الرحم، وكي نظل موحدين متراصين إرضاء لله ولرسوله الكريم، فاننا نُشهد الله تعالى على أننا وبإسم عائلة الشهيد المرحوم باذن الله، نتراجع ونتنازل عن الدعوى ونسقط حقنا فيها مبرئين ذمّة الأخ حميد وأسرته من أي حق أو مبلغ أو ديّة أو تعويض ابراء عاما شاملا لا رجوع عنه.

كلمة حركة " فتح" ألقاها أمين سرّها في منطقة الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، تحدث فيها عن أهمية الصلح بين الناس، فكيف لو كان بين الأخوة، فالأخ الأكبر يصفح عن الأخ الأصغر الذي أخطاء، وكيف إذ كان الخطاء أدمى عيوننا وأوجع قلوبنا وشق قلوبنا بفقدان الأخ خالد الحديري.
كما تحدث عن ما جمعه بالشهيد خالد، الذي تقاسمنا معه الكلمات واللقمات والدمعات والضحكات في اليوم الأخير.
وأضاف، منذ اليوم الأول للحادث الأليم ومرور خمس سنوات، سعينا وبشق الأنفس ولم نترك يومًا إلا وتحدثنا فيه لرأب الصدع وإعادة اللحمة في هذا المصاب الجلل.
وأكد أن إرادتنا قوية ونؤمن تمامًا بأن الصلح يحتاج إلى نوايا حسنة، حيث دخلنا على أخينا أبو نادر الحديري بكلمات قليلة وكان الرد منه "إسقاط الحق معكم وإفعلوا ما ترونه مناسب".
كما أكد بأننا لن نأتي بهذا المسعى لولا توجهات من سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور الذي يبرق لكم بتحياته ويبارك هذا المسعى للخير والصلح، كما وأحمل لكم بتحيات أمين سرّ قيادة حركة "فتح" في لبنان الأخ فتحي أبو العردات وتحيات أمين سرّ الإقليم الأخ حسين فياض.
وتوجه بالتحية لكل من سعى من مشايخنا ولجان شعبية ومن أهلنا وتحديدًا أهلنا في الجوار وعلى رأسهم عشيرة آل سيف بشيخها جمال سيف ولأعضاء البلدية والمخاتير والفصائل والروابط ولكل من سعى للخير، وإذ كنا نقوم بهذه المساعي فلأننا أبناء الياسر أبو عمار الذي كان يذهب إلى آخر القرى مصلحا ذات البين وبين الناس.
كما توجه بالتحية إلى أهلنا الصامدين في غزة العزة والضفة الأبية والقدس الشريف الذين يتحملون المحرقة والمجازر من آلة القتل الوحشية الصهيونية.

هذا وقد تركت المصالحة الإرتياح الكبير في نفوس أهالي المخيم بما سادها من تآلف ومحبة بين أفراد عائلة الحديري الكرام، حيث توجهوا بجزيل الشكر لسعادة السفير أشرف دبور ولقيادة حركة في لبنان وقيادة منطقة الشمال على جهودهم الجبارة والأخوية في إصلاح ذات البين.