يتمتع محمود الزهار القيادي في جماعة الإخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس بقدرة عالية على إظهار حقيقة تفكير جماعته رغم جهودهم اللامحدودة ومناوراتهم الثعلبية لإظهار عكسها وخداع الجمهور.

مايعنينا من تصريح الزهار لقناة ٢٤ الفرنسية هو إقراره لأول مرة أن غزة تحت الاحتلال..رغم استماتته في التساوق مع دعاية الاحتلال القائلة بانسحاب قواتها من القطاع وليس إعادة نشر قوات حيث كان الزهار وكل قادة حماس باحثين عن قطاع غزة المحرر.

في حديثه (الاعتراف والإقرار)، يطالب الزهار الدولة القائمة بالاحتلال إسرائيل بالكهرباء والدواء والماء والسماح للمواطنين في قطاع بحرية الحركة وكذلك فك الحصار، مايعني أنه يقر بمسؤولية إسرائيل عن تأمين مقومات الحياة لسكان غزة وفك الحصار عنهم، لكن الزهار ومعه جوقة الدعابة الإخوانية ينكرون علينا استنادنا للقانون الدولي عندما كنا ومازلنا نقول إن إسرائيل مازالت هي القوة القائمة بالاحتلال وتحاصر غزة برا وجوا وبحرا.

لطالما تحدث الزهار وقادة الجماعة عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر لكن حديثه لقناة ٢٤ الفرنسية يؤكد عجز جماعته عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود فكيف وهم يتحدثون عن تحرير فلسطين التاريخية والطبيعية ونراه اليوم ونسمعه يقر بعجز جماعته عن الدفاع عن مقولة تحرير غزة او تمريرها على الناس.

يفيد أشخاص كمحمود الزهار حركة التاريخ ذلك انهم يمسحون الزيف الكاذب المخادع الذي يروجه مشايخ الجماعة ويبرزون حقيقة تفكيرهم ومنهجهم، ويبين للمتابع الباحث بدقة مدى اتصال عقلية الانقلاب لديهم ، وقلب الوقائع والحقائق إلى اضدادها.

الزهار في هذا التصريح يقر أن صواريخ وعمليات جماعته كانت ضد المصلحة الوطنية ذلك أنه وجماعته أول من مارس هذا الأضرار بالمصالح الوطنية مع الأيام الأولى لإنشاء السلطة الوطنية، وهو عندما يصل إلى مرحلة تخوين مطلقي الصواريخ قبل بضعة أيام فهو في الحقيقة كمن يقف أمام المرآة ويعترف بهذه الجريمة التي مارسها وبلغ ذروتها في انقلابه الدموي.

حديث الزهار لا علاقة له بالمراجعة وإنما بتوجه حماس نحو القيام بمهمة الحفاظ على رؤوس قادتها ووضع ترتيبات تمكين حماس من حكم غزة ليس دون ضغوط إسرائيلي وحسب بل بمساعدة أمنية منها، لذا كانت محاولة المسؤولين في دولة الاحتلال تبرئة حماس من عملية إطلاق الصاروخ متوقعة لأنها أرادت منح وقت إضافي لاختبار حماس في يوم الجمعة الماضي، وفعلا نجحت حماس وعندما حولت مسيرات العودة إلى مسيرات لكسر الحصار ثم حولتها إلى شهادة نجاح في اختبار امني إسرائيلي اجتماع قادة حماس وهم عراة من المبادئ والشعارات والمنهج والدراسات فيما إخوانهم المسلمون ينظرون إلى قدرة مشايخ حماس على التحول والانضمام إلى جبهة إسرائيل بانبهار.