اخرجوا من هنا.. القدس لنا

لم تتركوا خرافة

إلا واتبعتوها كما يتبع الأعمى

صوت الريح الكاذبة

ولم تنسوا أسطورة غائبة

إلٰا وسرتم خلفها لاهثينَ.. طائشينْ

على شبرِ ماءٍ لنهرٍ جفٰت ضفافه

لم تتركوا نقشاً.. إسماً.. رسماً

إلٰا واحتلوهُ إلى مختبرات العجرفة

وادعيتم المعرفة

وتصنعتم الثقافة

وكانت النتائجُ ..

سخافةً في سخافة

وبعد كلٌ مهزلة

من أول ما بدأتم إلى آخر ما انتهيتم

تعقّدت بكم خيوط المشكلة

أصبحت حبالاً على أعناقكم مُجدّلة

فخرجتم بألفِ عِبّرة

لم تجدوا لكم هنا

ولو خُرم إبّرة

القدس يا سادتي لنا

وإن كانت تنقصكم الخِبرة

انظروا إلى شواهدها

إلى اقتباسات حجارتها

إلى روح الإيمان في حضارتها

إلى قدوس الصلوات في معابدها

إلى مسك الإيمان

في كنائسها ومساجدها

لم تجدوا ما يدلُّ عليكم

وهذا بلسان علمائكم

وكلّ العلماء لديكم !

**********

وها هو برفسوركم "يسرائيل لفكنشنك "

كبير علماء الآثارْ

بعد البحثِ والتنقيبْ

والحفرِ ليل نهارْ

اتخذ بشجاعة القرارْ:

لا شيء هنا لكم

لا شيءَ على هذه الأرض

موصولٌ بكم

هوّةٌ سحيقةٌ بيننا وبينكم

وبينكم وبيننا

هنا كلٰ شيءٍ لنا

من البحرِ للنهرِ

وإن تكالبتْ علينا

خدّامكم.. أنظمة القهرِ

عبيدكم.. أنظمةُ العهرِ

فالحقيقة تلمعُ في السماءْ

وأضواؤها في أرض البهاءْ

تلقّحُ سنابلَ قمحنا

وتشدُّ من أزرِ براعم الزهرِ

وتعيد البهاء لليلنا.. لصبحنا

آن الأوان ليندمل جرحنا

ويسمو عالياً فرحنا

ويقرع جرسُ البشارة

في كلّ زقاقٍ وكلّ حارة

تلك رؤى الحقيقة في ليلةِ القدرِ

*******

اذهبوا بعيداً عنّا

ليس لكم هنا آثار وإن كانت بائدة

وتناسوا أسطوانةَ.. كنّا وكنّا

لا منّ هنا ولا سلوى ولا مائدة

في سيناء تاهت قوافلكم الشاردة

لو كانت هذه بلادكم

ومسقط رأس أبائكم وأجدادكم

فكيف تتوهون عنها يا أبناء المتاهة

حتّى الجنين في بطن أمّهِ يعرف اتجاهه

ويشمُّ رائحة التراب وعرق الجباه

جباه أجداده التي كانت هنا ساجدة

اذهبوا بعيداً عنّا في كلّ اتجاه

هناك متاهتكم الخالدة

ونحن هنا أمّةٌ ماجدة

أمّةٌ واحدة

أمّةٌ خالدة

وأعظمُ أجدادنا الشهيدةُ والشاهدة

بقلم: هادي زاهر