الشاعرة نهى_عودة

لستُ أعِيبُ زَمَنًا ضَلَّ 
في الهَوى
بعدما رَسَمْتُ قَلْبَيْنِ منذُ صِغَرِي
يَنُوءُ بالحُبِّ تَحْلِيقًا 
فأخَذَتْنِي رِيحٌ إلى أرْضٍ
لا زَرْعَ فيها 
ولستُ عَقِيمَةً 
أُغَنِّي للغَيْمِ 
فيُمْطِرُنِي طَمأنِينَةً

لستُ أخْتَ مُوسَى 
لأرْكُض خَلْفَه في النَّهْرِ
لكني وجَدْتُ نَفْسِي في صُنْدُوقٍ
كَبُرْتُ به 
ولم أجِدْ إلى اليوم مِفْتاحَه 

لستُ إبراهيمَ ولمْ أكُنْ يَوْمًا 
لكنِّي رأيتُ وَطَنِي 
يتَوَسَّطُ الحُشودَ
تَلْتَهِبُه النِّيرانُ
وأنا حَمَلْتُ وِزْرَهُ على أكْتافِي 
جَمِيعَ مَنْ حَضَرَ الاشْتِعال 
أتَكلَّمُ لِسانَ حَالِهم
أُصَلِّي صَلاَتَهم 
وقُرْآنِي قُرْآنُهم
لكنَّهم كانوا النَّمْرُودَ
وأنا كَفَرْتُ بهم 

لستُ امرأةً تَحِيك للزَّمَنِ مِعْطَفًا
ظَنًّا مِنْها بِهُدْنَةٍ مُوَارِبَةٍ
لكني 
أتَدَرَّبُ على صَقِيعِ الرُّوحِ
وأمُوجُ مع البَحْرِ
فَلاَ المَدُّ يَكْتَمِل
ولا الجَزْرُ يَعودُ أدْراجَهُ 

لستُ امْرأةً عَجوزًا
لكنِّي حَمَلْتُ الكثيرَ مِن الحُزْنِ
وحَمَلْتُ الفَرَحَ
قالوا لي بِأنَّ حَمْلَكِ كاذِبٌ
دَعَوْتُ رَبِّي 
فاتَّخذَ اللهُ لي إلى الدِّفْءِ سَبِيلاً

أنا اضْطرابُ الأرْضِ وتَمَرُّدِها
لستُ أخْشى الغِيابَ
ولا أُمَنِّي النَّفْسَ بالانْتظارِ العَذْبِ
لكنِّي أثُورُ ضدَّ ظُلْمِ هنا وهناك 
فلاَ يَصْلُحُ مَعِي قَهْرٌ ولا هَجْرٌ
أكُونُ نِيرُون مَرَّةً
ونُوحًا مَرَّةً
حَرِيقٌ وحياةٌ
فكيف لي مِن هذا التَّخَبُّط  
أنْ أسْتَقِيل