صحيح ان الانظار متجهة الى شهر ايلول المقبل كموعد لاعلان الدولةالفلسطينية بقرار صادر عن الامم المتحدة ، الا ان المفاجآت التي قد يشهدها الشهرربما تعيد خلط الاوراق واعادة ترتيب اولويات الاهتمام الدولي في اكثر من اتجاه .فعلى صعيد القضية الفلسطينية تتواصل الاتصالات لترتيب قمة محتملة في باريس اوائلايلول، بمبادرة فرنسية لجمع رئيس السلطة الفلسطينية برئيس الوزراء الاسرائيليوبحضور كل من الرئيسين الاميركي والفرنسي وربما غيرها.

وذلك في خطوة استباقية لطرح مشروع الاعترافالدولي بالدولة الفلسطينية على الجمعية العامة للامم المتحدة.وبغض النظر عنامكانية نجاح مثل هذه المبادرة في اعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات، وبالتالياعادة هيكلة مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفقا لنتائج قمة باريسالمحتملة،فان التطورات المتلاحقة في المنطقة قد تلقي بظلالها ايضا على اولوياتايلول.فهناك معلومات تتسرب عن حسم قريب في ليبيا، تتزامن تفاعلاته مع هذا التوقيت.والمؤشرات المتوفرة تؤكد ان منظومة التوقعات لاتقتصر على ما يمكن ان تشهده ليبيابل تتسع لجملة احتمالات تعيد توجيه الانظار اليها .وهو الامر الذي يفترض ان يوضعفي اعتبار كل المعنيين من الان.

وعلى محدودية المعلومات المتوفرة حول ما يمكن انتشهده المدة المتبقية على موعد ايلول فان العنوان الاساسي الواضح في ضوء الوضعالراهن هو انشغال المنطقة العربية بتطورات اوضاعها الداخلية وبدرجات متفاوتة منحدة الانشغال.وفي مثل هذه الاجواء يجب ان لايغيب عن الاذهان ما قد تقوم به اسرائيللاعادة خلط الاوراق عبر فعل مباشر.

ومع ان مثل هذا الاحتمال يبدو ضعيفا في ضوءالوضع الدولي السياسي غير المتعاطف مع سياسات الحكومة الاسرائيلية الحالية ، الاان كل الاحتمالات تظل واردة وتحت اي مبرر قد تفتعله اسرائيل نفسها . اما في الاطارالاقليمي الاوسع فان المفاجآت ستظل مرهونة بما يجري على الارض العربية والتوظيفالاميركي الغربي لاي تصعيد هنا اوهناك بهدف التدويل وهو الامر الذي سبق وحدث فيليبيا على سبيل المثال.

وبالنظر لدقة المرحلة فان المسؤولية الفلسطينيةالعربية تتطلب اقصى درجات الحرص وهي تستعد لاستحقاق ايلول. وياتي الحرص علىالتوافق الوطني الفلسطيني في مقدمة الاولويات المطلوبة.ويجب ان لايكون الاستئنافالمحتمل للمفاضات سببا في تعميق الانقسام، وبما يضعف الموقف الفلسطيني امامالمجتمع الدولي المتعاطف مع مشروع قرار اعلان الدولة. كما ان التحسب لاحتمالافتعال اسرائيل لمواجهة عسكرية في هذا التوقيت لايقل أهمية في هذا السياق.امامواصلة الاستعدادات الشبابية الفلسطينية للانتفاضة البديلة لكل ماهو قائم ستبقى هيصمام الامان الحقيقي للقضية، ايا كانت التطورات التي قد تشهدها المنطقة خلالالاسابيع المقبلة.فالانظار يجب ان لاتغيب عن أحقية القضية الفلسطينية في ان تظلعلى جدول الاولويات الدولية بغض النظر عن مدى سخونة الاحداث المستجدة في المحيط.