إن الانتصار الكبير الذي تحقق في الخامس والعشرين من أيار  العام 2000 سيبقى خالدا في ذاكرتنا وذاكرة الشعب الفلسطيني  وكل شعوب الأمتين العربية والإسلامية وكل الأحرار والشرفاء في العالم. وهو انتصار لنا جميعا، فلسطينيين ولبنانيين وعربا ولكل من ساهم في مشروع المقاومة منذ بداية المشروع الصهيوني، وهي مناسبة تدفعنا للتأكيد مجددا على ضرورة توحيد قوى الجهود في مواجهة المشروع الاميركي - الصهيوني الذي يستهدف القضية الفلسطينية ويستهدف ايضا المنطقة العربية برمتها، الامر الذي يدعونا للتمسك بحقنا في النضال والمقاومة بمختلف اشكالها خاصة في ظل استمرار احتلال اسرائيل لأراض لبنانية وفلسطينية وسورية..

فقد استطاع ابطال المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان بصمودهم وتضحياتهم دحر الإحتلال الإسرائيلي عن الأراضي اللبنانية، وأجبروا جيش العدو الصهيوني على الهرب يجرجر أذيال الخيبة مهزوما ذليلا عن معظم الاراضي اللبنانية دون قيد او شرط ،  ونجحت المقاومة في إفشال كل أهدف ومخططات العدو الصهيوني القريبة والبعيدة باستهداف لبنان واخراجه من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي كمقدمة للاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته بهدف فرض حلول أميركية- صهيونية  تستهدف شطب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

إننا في قيادة حركة "فتح" في لبنان قادة وكودرا ومناضلين داخل فلسطين وخارجها، نتقدم للشعب اللبناني الشقيق  حكومة وجيشا وشعبا ومقاومة وأحزابا وقوى سياسية، ولجميع ابطال المقاومة بأحر التهاني وأسمى آيات التبريك، متمنين من الله عز وجل أن يعيد هذا اليوم المجيد على لبنان الشقيق بترسيخ الوحدة الوطنية بين كافة مكونات الشعب اللبناني بكل أحزابه وقواه السياسية، آملين أن يتوصل أشقاؤنا في لبنان من خلال الحوار البناء والإيجابي إلى إنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت.

وبهذه المناسبة إننا في حركة "فتح" نجدد تأكيدنا والتزامنا بالوقوف إلى جانب لبنان في مواجهة كل التحديات، وفي الحفاظ على أمن وسيادة وإستقرار لبنان من خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين لبنان ومؤسساته الرسمية السياسية والأمنية وبين كل مكونات الشعب الفلسطيني السياسية والمدنية، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، من أجل تعزيز وتطوير العلاقات الفلسطينية اللبنانية، وحفاظا على الوجود الفلسطيني  بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني.

 إننا في يوم عيد المقاومة والتحرير، نترحم على أرواح الشهداء الأبرار الذين صنعوا الإنتصارات ونتوجه بالتحية الى كل الأسرى والمعتقلين اللبنانيين الذين تم تحريرهم من معتقلات وسجون الإحتلال والذين صمدوا في مواجهة ابشع أنواع التنكيل والتعذيب طيلة فترة وجود جيش الإحتلال في جنوب لبنان.

وإذ نستذكر ما أصاب لبنان من خراب ودمار جراء الحروب الإسرائيلية المتواصلة عليه التي استهدفت شعبه وأرضة وأوقعت الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين والعزل جراء القصف الغادر الذي كانت تتعرض له المناطق اللبنانية.

وإننا اذ نعرب عن شعورنا بالفخر والإعتزاز بصمود لبنان وتعاضد كل اللبنانيين والتفافهم حول المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.

ونقدرعاليا المواقف المشرفة للبنان الشقيق الرسمي والشعبي ومقاومته، بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعه وخصوصا حق العودة، متمنين على الحكومة اللبنانية، العمل من أجل اقرار الحقوق الانسانية والمدنية للشعب الفلسطيني، التي تسهم بشكل فعلي في دعم حق العودة.

وفي هذه المناسبة المجيدة ندعو إلى موقف عربي موحد من مجمل القضايا لمواجهة التحديات والأخطار التي تواجهها الأمة العربية  وفي مقدمة هذه القضايا، "القضية الفلسطينية"، ودعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير أرضه المحتلة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها.

عشتم وعاش لبنان، جيشا وشعبا ومقاومة وكل عام وأنتم بخير.

قيادة حركة "فتح" في لبنان

24/5/2015