بمناسبة مرور سبعة وستون عاماً على نكبة فلسطين، وتحت عنوان "بعزيمتنا نصنع عودتنا" أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ذكرى النكبة بمهرجان سياسي وفني السبت 2015/5/16 في ساحة قاعة الشعب بمخيم شاتيلا.

حضر المهرجان الناطق الرسمي لحركة "فتح" في الضفة الغربية أسامة القواسمي، وعضو الحملة الأهلية الدكتور ناصر حيدر، وممثل ندوة العمل الوطني جهاد الخطيب، وعضو المجلس الثوري جمال قشمر، وأعضاء أقاليم الخليل، وأعضاء إقليم "فتح" في لبنان أبو إياد الشعلان، والدكتور سرحان سرحان، وأم ساري، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وممثل سفارة دولة فلسطين في لبنان خالد عبادي، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني في بيروت، وممثلو فصائل الثورة والقوى والأحزاب الوطنية الإسلامية الفلسطينية، وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وكافة الأطر والكوادر التنظيمية في بيروت والمكاتب الحركية، ووجهاء وفعاليات وكبار السن وأهالي مخيم شاتيلا.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وشهداء الأمة العربية والإسلامية، تلا ذلك كلمة ترحيبية من أمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش شدد فيها ولاء حركة "فتح" والمخيمات الفلسطينية في لبنان للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية.

 كما أكد أبو عفش على عمق العلاقة مع الأشقاء في لبنان، لافتاً أن كل الشعب الفلسطيني بقيادة فصائله على اختلاف توجهاتها وتنوعها مع السلم الأهلي في لبنان وأنهم لن يكونوا شوكة بخاصرة الدولة أو المقاومة أو الشعب أو المؤسسات، واثبتوا أنهم جسر عبور للمتخاصمين في هذا البلد الشقيق، وباعتراف كل الرؤساء. متوجهاً للقوى الأمنية اللبنانية بالقول "نحن لم نحم الفلسطينيين بهذا الموقف فقط، وإنما حمينا السلم الأهلي اللبناني".

واستطرد قائلاً: نحن في الذكرى ال 67 للنكبة والذكرى الرابعة لاستشهاد أبناء مخيمات لبنان الذين استشهدوا على حدود وطنهم فلسطين من أبناء شعبنا في لبنان ومخيم اليرموك ليؤكدوا أن بوصلة الشعب الفلسطيني هي فلسطين، وأن ما يجري في مخيم اليرموك هو عار على جبين الانسانية وجبين الأمة، هذا الشعب الذي أثبت في كل لحظة من لحظات حياته أن بوصلته فقط القدس وفلسطين وكل من تنحرف بوصلته عن فلسطين فهو مشبوه.

وتحدث القواسمي قائلاً: ها هي صورة العمالقة وعملاقنا الأكبر(مشيراً إلى الخلفية العملاقة التي تضم الرئيسين أبو عمار وأبو مازن) توجه ساحاتنا، ولا خير فينا ولا خير منا إذا لم نصن الوفاء، كل الوفاء لقائد مسيرتنا وحبيبنا الشهيد القائد البطل ياسر عرفات. ونقول له من هنا من شاتيلا وهو في رحاب رام الله هناك "يا ياسر عرفات إن كنت حياً بقبرك هناك، أو كنت حياً عند رب ذي عرش هناك، فأنت هنا في شاتيلا والخليل ورام الله وأراضي ال 48 حي فينا لا تموت".

وأضاف: "إننا في حركة "فتح" صبرنا على ظلم العدوان الإسرائيلي إدراكاً من مبادئ أساسها قادتنا العظام صلاح خلف أبو إياد وخليل الوزير وأبو جهاد والكمالين والآلاف المؤلفة من أبناء شعبنا الفلسطيني بأن البوصلة نحو القدس، والبوصلة التي لا تشير إلى القدس مشبوهة، وقناعة من مبادئ حركة "فتح"  كما خطيناها بدماء الشهداء وعرق الأسرى في بياننا الأول في عيلبون، عندما انطلقت هذه الثورة المجيدة، بأن الوحدة الوطنية، ورص الصف الداخلي أساس للعبور نحو الدولة والعودة ونحو فلسطين والقدس".

وعن الرئيس أبو مازن والسياسة الفلسطينية قال القواسمي: اليوم يحمل الراية قائد من قيادات "فتح"، مؤسس من مؤسسيها يحمل أمانة ثقيلة أمانة القدس واللاجئين والدولة، والأكبر منها أمانة ياسر عرفات الذي طالما حلم بأن يصلي صلاة حرة كريمة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولكن القدر قد استعجله من غير أوان، ليحمل الراية الرئيس القائد العام لحركة "فتح" محمود عباس الذي ظنت إسرائيل أنه سيكون متساهلاً وأنه سيقبل بما رفضه ياسر عرفات في كمب ديفيد عندما حشروه بالزاوية وهددوه،  طلبوا منه اثنين "أن يتنازل عن جزء من القدس وأن يشطب حق العودة"، فدعاهم إلى السير بجنازته ونفذ، ظنوا أن أبو مازن بالبذلة والكرافتة وبدون كوفية بأنه سيحمل نهجاً جديداً، فماذا فعل أبو مازن؟ أدرك تماماً المعركة القادمة، والمعادلة السياسية والعربية والدولية، وهنا تحدث القواسمي باللغة العامية "ياسر عرفات 3 سنين في المقاطعة ولا زعيم عربي رفعلوا التلفون بتعليمات من رب البيت الأبيض كلنا إلنا رب بيت ونحن كشعب فلسطيني بيتنا هو الأسود يعني الكعبة" ولن نغير عن ذلك، قال الرئيس أبو مازن سندور القضية، قالوا لن تستطيع، قال سنذهب إلى الدولة في الأمم المتحدة، قالوا هو أجبن من ذلك لا يستطيع وعندما ذهب بمعارضه أمريكية وتهديد إسرائيلي وقرصنة إسرائيلية، وحصلنا على الدولة بأغلبية ساحقة قالوا مؤامرة. بعد ذلك اقتنع المترددون بأنه صاحب قرار وطني فلسطيني مستقل، فقرر استكمال المشوار بقرارات إستراتيجية، قالها الرئيس أبو مازن في أحد الاجتماعات إن أمريكا قالت إذا ذهبتم إلى الجنايات الدولية وكأنكم تلقون قنبلة نووية على أمريكا، وعمل الرئيس وواصل الليل بالنهار وفي اللحظة المناسبة ذهبنا ووقعنا على 32 منظمة ومعاهدة دولية وعلى رأسها الجنايات الدولية للبدء في مرحلة محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني، 6 سنوات وهو يرفض المفاوضات ويتهمونا بالمفاوضات، وغيرنا يتفاوض ولكن تفاوض رباني ولكن نقول بشكل واضح أننا مصممون على المضي قدماً في تدوير القضية الفلسطينية لن نعود إلى مفاوضات ثنائية برعاية الذئب" أمريكا" بالمطلق، ولن نتوقع منها نتائج مختلفة، لذلك قرارنا الفتحاوي الفلسطيني بالمضي قدماً.

وعدّد القواسمي أربع ركائز أساسية اعتمدها الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية:

  • نهج حركة "فتح" الاستكمال بالانضمام للمنظمات الدولية وتقديم الشكاوي للجنايات الدولية.
  • القضية الثانية استكمال انضمامنا للمنظمات الدولية وسنفعل وعندما نقول نصدق شعبنا.
  • القضية الثالثة تصعيد المقاومة الشعبية بكل أشكالها على غرار انتفاضة جنرالات الحجارة التي كان يسميها ياسر عرفات وسنصمد وسنواجه المحتل كما واجههم فارس عودة فلا نخافهم ولن نتردد ويا جبل ما يهزك ريح.
  • القضية الرابعة والمؤلمة الوحدة الوطنية، أقول مؤلمة لأن ذلك يفتح جرحاً فلسطينياً نعلم جيداً أن هناك دول إقليمية حاولت ضرب منظمة التحرير وحركة "فتح" وعندما انطلقنا في عيلبون خرجت (لألآت) الدول العربية ولا يريدون أن يظهر أحد عجزهم، ويسقط ورق التوت، ولكن كانت عيلبون والكرامة ودلال وغيرها من العمليات والشهداء، كنا ندرك أن هناك قراراً عربياً باحتواء القرار الفلسطيني، فكانت معركة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ونترحم على الشهيد فهد القواسمي الذي أطلق عليه ياسر عرفات شهيد القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي استشهد على أيدي عصابات تابعة هنا وهناك واستمرت المحاولات بتمزيق التمثيل الفلسطيني، "وأنا أريد أن أسأل لماذا هم يريدون أن يضربوا التمثيل الفلسطيني؟ شارون وقبله بيغن ورايس مان والآن نتنياهو يريد أن يضرب التمثيل الفلسطيني. لماذا هذه المحاولات العربية الاسرائيلية لضرب التمثيل الفلسطيني لمنظمة التحرير؟ ضرب التمثيل الفلسطيني يعني ضرب الهوية الفلسطينية.

واستطرد القواسمي قائلاً: اختلفنا مع الجبهة الشعبية مليون مره ولكن تحت سقف منظمة التحرير، اختلفنا مع الديمقراطية ولكننا لم ننقسم، رحم الله جورج حبش كان يقول دائماً نختلف مع ياسر عرفات ولكننا لا نختلف عليه ونسير تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية هؤلاء قوميون عرب، مؤمنون بفلسطين ويدركون تماماً أن إسرائيل تريد لنا التقسيم، فرق تسد من وجهة نظرهم، يقولون فرق تسد ومتمسكين بالانقسام والآن يجرون محاورات ودردشات مع إسرائيل، لما ياسر عرفات تفاوض كان خائن وعميل لما هم يدردشوا حلال حلال، بنينا السلطة قالوا سلطة مؤامرة، بنو إمارة قالوا إمارة في طريق الفتح الأكبر، قلنا انتخابات قالوا حرام، وعام 2006 قالوا حلال، ولكن أؤكد لكم انطلاقاً من مبادئنا نحن نقاتل من أجل الوحدة الوطنية ومدرستنا مدرسة بيضاء وعيننا على القدس وعدونا واحد اسمه الاحتلال الإسرائيلي.

 نؤكد باسم حركة الشهداء خائن من يفاوض إسرائيل على إمارة في قطاع غزة، من يحاول الالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية. نقول لك، لإخوتنا، تعالوا إلينا إلى منظمة التحرير على قاعدة واضحة الدولة والشراكة والقدس والديمقراطية نحن شعب واحد وأرضنا واحدة، من قتل ياسر عرفات قتل أحمد ياسين، وهذه مبادئ حركة "فتح" ولن تتغير.

وختم القواسمي: نقول للذي يشوه صورة فتح بكلمات ساطعة فتح هي فتح وياسر عرفات موجود وأبو مازن متمسك بثوابته لا نتغير ولا نتلون ولا نركع لأحد هذه مبادؤنا وقناعتنا.

واختتم المهرجان بتقديم وصلات من الدبكات واللوحات التراثية الفلسطينية قدمتها فرقة البيادر.