للصحفي: عوزي ليفي

أكد باحث آثار إسرائيلي أنه وبخلاف المتداول والسائد لدى الباحثين الغربيين والإسرائيليين فإن حقبة الحكم الإسلامي في فلسطين(التي يسميها الباحث أرض إسرائيل ويصف الحكم الإسلامي بأنه احتلال)  التي بدأت عام 640   شهدت البلاد فترات هادئة وازدهارا شمل كافة الأديان.

ويتضح من البحث  الذي  نشر في كتاب صادر عن جامعة أكسفورد أن التاريح الطويل للبلاد يشير إلى أن أقواما كثيرة حكمتها  لكن فترة الحكم الإسلامي كانت الأكثر هدوءا واستنارة، وأن الأديان الأخرى، اليهودية والمسيحية شهدت نموا وازدهارا  طوال حوالي 200 سنة على الأقل.

ويقول معد البحث، الباحث الإسرائيلي د. غدعون أفني، إن الأبحاث التي أجرت على 400 موقع أثري في البلاد، لا تشير إلى أن  موقعا واحدا من تلك المواقع تعرض للهدم على يد العرب'.

ويقول إن إن الحقبة البيزنطية التي سبقت الحكم العربي تعتبر حقبة ازدهار اقتصادية واجتماعية، حيث أقيمت عشرات البلدات الجديدة، ووصلت القدس إلى  ذروة مجدها وكانت البلاد تعتبر مركزا دينيا هاما ليس له مثيل  في العالم المسيحي. لكن الاعتقاد السائد أن الحكم العربي أوقف هذا الازدهار هو اعتقاد خاطئ.

ونشر البحث مؤخرا  في كتاب بعنوان « The Byzantine Islamic Transition in Palestine – an Archaeological Perspective ». ويعتمد على معلومات بحثية هائلة جمعت من مواقع الحفريات الأثرية  في البلاد والدول المجاوزرة، ويؤكد أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الحكم الإسلامي نفّذ أي عملية تدمير، بل على العكس شهدت حقبته بناء كنائس جديدة.

 ففي القدس تم بعد 100 عام من الحكم الإسلامي بناء جناح جديد لكنيسة القيامة في القدس، وأقيمت في طبريا  وفي خربة المشيرفة في صحراء النقب ('شبطا') أقيمت مساجد بالقرب من الكنائس واستمرت الأماكن المقدسة في العمل واحدة إلى جانب الأخرى. كما أقيمت في بلدة طمرة في الجليل ترميمات شاملة لكنيسة  وأقيمت أرضية مصنوعة من الفسيفساء، وحفر في الموقع تاريخ الترميم.

وأضاف البحث: أن المعلومات البحثية تشير إلى أن الحكام الجدد ليسوا سكنة خيام بربريين كما يتم تصويرهم بل أصحاب حضارة. وأن الحكم  الإسلامي قاد تغييرات عميقة اقتصادية واجتماعية  حيث فتحت البلاد للتجارة الدولية، كما سمح لليهود بدخول القدس بعكس ما كان سائدا في الحقبة البيزنطية.

وشبه الباحث الغزو الإسلامي في تلك الحقبة بغزوة الصين الاقتصادية في الفترة الراهنة.  وقال إن كل شيئ سار بهدوء في ظل دين جديد فرض واقعا سياسيا جديدا، ونشأ لأول مرة في التاريخ (في البلاد) مجتمعا متعدد الثقافات.

 يشار إلى أن الباحثين الصهيونيين  تبنوا الاعتقاد بأن حقبة الإسلام كانت مظلمة وتدميرية واستخدموا ذلك لأغراض دفع المشروع الصهيوني، ومثال على ذلك ما كتبه الباحث اليهودي  يهوشاع برافر، حيث قال إن: 'العرب حولوا البلاد إلى رمال وغمروا البلدات بالتراب وسدوأ أبار المياه وقنوات الري'. واعتبر أن  الصهيونية أعادت «إحياء الصحراء وخلصت النقب من القحل»..