يا جماهير شعبنا الفلسطيني

في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الفلسطينية إلى معالجة كل ما ترتَّب على العدوان الاسرائيلي الأخير من آثار مدمِّرة، وجراحٍ نازفة، وخسائر فادحة فوجئنا كما فوجِئ شعبنا الفلسطيني في لبنان بالتصعيد الخطير الذي جرى بالأمس في قطاع غزة، حيث تمَّ وضع عبوات ناسفة استهدفت سيارات وبيوت قيادات من حركة "فتح" وبينها الناطق الرسمي باسم حركة فتح في القطاع الاخ فايز أبو عيطة، وجاء تنفيذ هذا المخطط خطوة تدميرية ومعطِّلة لما تمَّ إنجازه على صعيد المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.

إنَّ مخاوفنا الامنية والسياسية بعد هذه التفجيرات المدروسة هي اليوم اكبر من أي يوم مضى للأسباب التالية:

أولاً: كنا نتوقّع وبعد نزيف الدماء والتضحيات والآلام في قطاع غزة أن يزداد التماسك بين مختلف القوى الفلسطينية احتراماً لدماء الشهداء ومعاناة الأهالي، لكننا فوجئنا بمنسوب عالٍ من الأحقاد والكراهية ظهر من خلال العبوات الناسفة تستهدف بيوت القيادات الحركية.

ثانياً: ان قيادة حركة حماس التي تسيطر سيطرة كاملة على كل صغيرة وكبيرة في القطاع، وأمنُها يفرض الضوابط والاجراءات الامنية المشددة على كافة كوادرنا وعناصرنا في أوقات الهدوء وحتى في أوقات الحرب، وهذا يعني أنَّ بإمكانها تحديد الجهة المجرمة ومحاسبتها، وعدم المحاسبة هي أخطر من الجريمة نفسها.

ثالثاً: لقد صفَّقنا للمصالحة، وتفاءلنا باتمامها، وراهنَّا على التصريحات الايجابية التي سمعناها، إلاَّ أننا اليوم أصبحنا مجبرين أن نعيد النظر بكل ما صدَّقناه سابقاً، فالواقع الذي نراه اليوم يتناقض تماما مع الوعود السابقة.

رابعاً: هل نحن اليوم في حركة فتح وخاصة قيادتنا وكوادرنا يدفعون ثمن تمسكهم بالمصالحة وبالوحدة الوطنية، علماً أن المصالحة هي خيارنا الوحيد، لأن الوحدة الوطنية هي طريق النصر والتحرير. نحن نطالب قيادة حركة حماس بموقف واضح وشجاع يساعد على بناء صرح الوحدة الوطنية ويعزز المشروع الوطني الفلسطيني.

خامساً: إنَّ ما يحصل من تفجيرات عند البيوت وإلى جانبها تفجير المنصة المخصّصة للاحتفال بالذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات في ساحة الكتيبة يهدف الى منع إقامة المهرجان بقوة العبوات والرعب والارهاب، فهل هكذا يكافأُ القادة التاريخيون للشعب الفلسطيني، وهل هذه هي الديمقراطية التي يجب أن تسود المجتمع الفلسطيني؟؟

سادسًا: إنَّ هذه التفجيرات بكل ما فيها من مخاطر أمنية هي رسالة واضحة شئنا أو أبَينا من الجهة صاحبة القرار بأنه لا مجال امام حكومة التوافق للحضور، والعمل في قطاع غزة كحكومة تمثِّل الجميع، وأن يكون دورها توحيد المؤسسات الفلسطينية، وبالتالي فإنَّ هذه الرسالة وصلت إلى المجتمع الدولي والدول المانحة بأنه لا مجال لإعادة إعمار غزة، ولا لإدخال مواد الاعمار والاغاثة، ولا لتمكين حرس الرئاسة من اخذ دوره المتّفق عليه على المعابر وخاصة معبر رفع.

لابد من محاسبة الجهة التي نفّذت الجريمة السياسية التي تكاد تطيح بالطموحات والآمال والاهداف الوطنية الفلسطينية، وإلاَّ فإن التاريخ لا يرحم، والشعب أيضاً لا يرحم.

إنَّ الاحتفال بذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات في قطاع غزة هو حقٌ طبيعي لشعبنا الفلسطيني في القطاع،لأن ياسر عرفات الذي حاصره الاسرائيليون حتى الموت، وياسر عرفات الذي تخلّت عنه الانظمة الرسمية العربية وهو على فراش الموت، هذا الرمز التاريخي هو مُلْكٌ للشعب الفلسطيني بكامله وليس لحركة فتح فقط.

إننا نطالب بحسم المواقف السياسية حتى نتمكن من القيام بواجباتنا الوطنية تجاه أهلنا في القدس. وحتى نكون مستعدين للدفاع عن المسجد الاقصى إلى جانب اهل القدس، وشبابها، وفتيانها، ونسائها. والمرابطين في المسجد وباحاته، وفي القدس وأحيائها.

فكل التحية إلى أبناء شعبنا الاصيل والمرابطين في القدس يواجهون جنود الاحتلال والمستوطنين بالحجارة، وبالصدور العارية، ثقوا أن النصر حليفنا بإذن الله، والمطلوب المزيد من الالتفاف حول القيادة الفلسطينية وفي المقدمة سيادة الرئيس الاخ أبو مازن الذي يقود المركب الفلسطيني بمسؤولية عالية، وكفاءة مميزة، وصلابة في أخذ القرارات التاريخية.

التحية إلى شعبنا الصابر المكافح في قطاع غزة.

التحية إلى شعبنا في أرض الوطن وهو يخوض معركة الصمود والتحدي.

كل التحية لقوافل الشهداء وذويهم. والتحية موصولة إلى أبطالنا الأسرى الصامدين في المعتقلات والزنازين.

وانها لثورة حتى النصر

حركة فتح-اقليم لبنان

7\11\2014