لو كنت أعرف ما أريد
نحلم كغيرنا   
بما كان  
وما سوف يكون   
بشيء نحسّهُ ولا نراهْ
بشيء لم يكن قبلنا
وليس بعدنا
بشيء مثلنا
نحبّهُ
نذمّهُ
نرميه جانباً
ننساهْ
كأننا نحياهْ
نحلم بأننا نطير في الهواءْ

لا نحبّ أن نعودَ إلى الوراءْ
نحبّ أن نرى الحياة حلوةً
كغيرنا
أحبّ أن أرى حقيبتي
جوازاً للسفرْ
لا لكي أسافرَ
بل لكي  أكونَ كالبشرْ
أعيش هادئاً
أحسّ أنّ لي بيتاً
وأنّ في سمائنا قمرْ
نسير تحت ضوئة كالعاشقين
في الليالي المقمرةْ
لو كنت أعرف ما أريد من الحياةْ
لعبرت مثل غيمة شاردةْ
وقلت للحلم انتظرْ
ها هنا تنتهي الحياة
مرّة واحدةْ
ما أصعب أن يكتبَ الإنسان
عن همومه المتناثرةْ
لأنها في لحظة ما
أقوى من العاطفةْ
لأنّ ما بيننا
وما نريد من الحياةْ
جرح سحيق
جرح يفوق ما نريد من الحياةْ
يفوق لونها المائي
وشكلها العفوي
نريد أن نرى
الأرض التي لا نعرف طيورها
ولا وديانها وجبالها
أرضنا التي سنبني من أكفّنا سماءها
ونكتب من شعرنا الغزلي
سيرة مائها
قد نرى الأرض
ولا نرى
كأنّ هذه الدنيا لغيرنا
ليست لنا
كأننا نرى الأشياء
غير ما يراها غيرنا
كأننا هنا لا نعرف الأملْ
كأنّ هامشاً من الحياة متروك لنا
لكي نسوّي وضعنا
ونعيش في الظل بلا أحلام
ونبقى في ارض الغرابة ننتظرْ
قيامة الحجرْ