نشّطت المصالحة الفلسطينية لإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني بين حركتي «فتح» و»منظمة التحرير الفلسطينية» من جهة، وحركة «حماس» التي وقعت أمس الأول في قطاع غزة، اللقاءات والتحركات على الصعيدين العربي واللبناني والفلسطيني لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة بأكبر قدر من الوحدة والتلاحم.

وفي هذا الإطار، استقبل سفير دوله فلسطين في لبنان أشرف دبور أمس، سفير مصر في لبنان اشرف حمدي ويرافقه المستشار خالد أنيس، في مقر سفارة دولة فلسطين، وتم البحث والتداول حول أوضاع المنطقة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص وإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني بين حركتي «فتح» و»حماس»، وما تتعرض له المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية من انتهاكات من قبل المستوطنين».

وعلى اثر اعلان الاتفاق بين حركتي «فتح» و»حماس» في غزة، استقبل أمس امين سر فصائل «منظمة التحرير» وحركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، في مقر السفارة الفلسطينية.

واشاد الطرفان بـ»الجهود التي بذلت من قبل الوفد الفلسطيني في غزة لاتمام ملف المصالحة، وهنآ الشعب الفلسطيني على طي صفحة الانقسام الاسود».

واكدا «أن انهاء الانقسام أعاد اللحمة للبيت الفلسطيني الواحد، والالتزام الوطني والحرص على مستقبل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية» آملين «بأن يكون التوافق منطلقاً لشراكة وطنية حقيقية بين جميع الاطياف والاتجاهات السياسية والفكرية على الساحة الفلسطينية».

{ على خط مواز، عقدت قيادة «تحالف القوى الفلسطينية» في منطقة صور لقاء في مركز حركة «حماس» في مخيم البص درست فيه «المستجدات السياسية في المنطقة ولا سيما في لبنان وفلسطين» ورحبت باتفاق المصالحة الوطنية، وأكدت على «ضرورة الحاجة الماسة للتوحد على برنامج إنقاذ وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا، وعلى ضرورة تنفيذ اتفاق المصالحة سبيلاً وحيداً لاستعادة وحدتنا الوطنية، وإعادة بناء المرجعية القيادية، على قاعدة حق شعبنا في المقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية، ورفض سياسة التنازل عن الحقوق الفلسطينية».

 وشدد القيادة «على ضرورة تحصين الساحة اللبنانية والفلسطينية لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تتربص بالشعبين اللبناني والفلسطيني القادرين بوعيهم الديني وشعورهم الوطني إفشال كل سيناريوهات الفتنة وأدواتها والمضي في تكريس حالة الاستقرار والأمن داخل المخيمات ومع الجوار».

{ وفي الإطار نفسه، رحب ممثل حركة المقاومة الإسلامية – حماس في لبنان علي بركة «باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً حرص «حماس» على تنفيذ الاتفاق، واعتبره «ضرورة وطنية لمواجهة الاحتلال الصهيوني والتصدي لمشاريعه العدوانية «.

ودعا بركة «الرئيس محمود عباس إلى اعتبار المصالحة الفلسطينية أولوية وطنية وعدم الرضوخ للضغوط الأميركية – الصهيونية التي تهدف إلى تمديد المفاوضات مع الاحتلال على حساب المصالحة الوطنية».

وطالب «جميع الفصائل والقوى الفلسطينية إلى دعم المصالحة الفلسطينية والعمل معاً من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في الداخل والخارج ووضع استراتيجية وطنية واحدة لمواجهة الاحتلال».

من جهة ثانية، نظمت «اللجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة» أمس، لقاءً تضامنياً مع القدس، في نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، بحضور العديد من الشخصيات السياسية والروحية وحشد من المواطنين.

وأكد ممثل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي «أن ما جرى في غزة أمس أسعدنا وأثلج صدورنا، لأن الانقسام لا يخدم قضيتنا»، آملاً «أن تكون المصالحة عامل دعم وإسناد للمقاومة من أجل تحرير القدس وكل أرضنا المحتلة، متمنياً أن تنجح هذه الخطوة في تنفيذ الاتفاق والحيلولة دون تعطيلها، وأن تساهم المصالحة في إطلاق انتفاضة ثالثة تعزز دور المقاومة في وجه الاحتلال».

وتحدث في اللقاء كل من: ممثل نقيب الصحافة فؤاد الحركة، وإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، وأمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد مصطفى حمدان، والنائب السابق بشارة مرهج، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» الشيخ حسن المصري، ومساعد مسؤول الملف الفلسطيني في «حزب الله» الشيخ عطا الله حمود، وعميد الإذاعة والإعلام في الحزب القومي السوري الاجتماعي، وائل حسنية، ومسؤول العلاقات المركزي في «التيار الوطني الحر» بسام الهاشم، والمسؤول الإعلامي في تجمع العلماء المسلمين الشيخ محمد عمرو، مؤكدين أن القدس هي عنوان كرامة وشرف الأمة العربية والإسلامية، وعلى الجميع التوحد تحت راية المقاومة لإستعادة القدس وكل فلسطين من نهرها حتى بحرها.