افتتحت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم مساء اليوم الاثنين، مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة لعام 2019.

وقد افتتح الحفل مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية متري الراهب، بكلمة رحب خلالها بالحضور، وقال فيها: "لقد وضعت دار الكلمة الجامعية ومنذ اليوم الأول لتأسيسها نصب أعينها أن تخلق حالة ثقافية فلسطينية وحراك فني يؤسس لمجتمع مدني واعٍ وفاعل، كما وعملنا على خلق بنية تحتية مناسبة تجعل من بيت لحم قبلة فلسطين الثقافية، ومكاناً للتبادل الثقافي والمعرفي والفني، وما المؤتمرات الدولية الثماني عشر والتي أقمناها إلا خير دليل على ذلك".

وأضاف "لقد أردنا أن نجعل من هذه المدينة التي تجسد فيها الكلمة، نافذة نطل من خلالها على العالم، وجسراً يقاوم الجدران الإسمنتية التي حبسنا الاحتلال خلفها، بالإضافة إلى مقاومة كل حالات الانغلاق الثقافي والمعرفي والإنساني، ومن جهة أخرى وضعنا نصب أعيننا اكتشاف المواهب الشابة وتأمين الموارد البشرية المؤهلة لصقلها وللاستثمار بها لخلق طبقة فلسطينية ثقافية وقيادات فنية فتية".

وكان رئيس برنامج انتاج الأفلام في دار الكلمة الجامعية ومدير المهرجان سائد انضوني، قد استهل حفل الافتتاح بكلمة قال فيها: "نفتتح اليوم مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة بالتزامن مع احياء شعبنا ليوم الأرض، هذا التزامن لم يأت بالصدفة، فرؤيتنا للسينما كأداة مقاومة مثلها مثل جميع الوسائل الأخرى هو ما يحركنا كسينمائيين، وهو ما يحركنا دائما انتاج جيل سينمائي جديد قادر على العمل والإنتاج بقدرات احترافية متمكنة، واعي لما يدور حوله من أحداث وقضايا وقادر على ترجمة أفكاره ومشاعره الى أفلام سينمائية متجددة الشكل والمحتوى".

وأضاف: "أفلام طلبتنا تمكنت من الوصول الى العديد من المهرجانات الدولية والعربية وحصد عدد من الجوائز المهمة، كذلك لدينا مفاجئة عن مشاركة احد أفلام الطلبة في احد أهم المهرجانات الدولية سيعلن عنه في نهاية هذا الشهر، ففي الدورة الأولى للمهرجان، نحن سعداء بأن جلبنا للجمهور الفلسطيني 74 فيلما من العالم تتنوع بين الروائي القصير، والتجريبي، والوثائقي، من 16 دولة بينها 6 دول عربية، و 18 مدرسة وجامعة متخصصة في دراسة السينما، حيث يقدم المهرجان 6 جوائز لأفضل الأفلام المشاركة، ولهذا الغرض قمنا بتشكيل 3 لجان تحكيم تميزت بأن جميع أعضائها من السينمائيين الفلسطينيين ممثلين لجميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.

وألقت كلمة الطلبة، الطالبة رنا أبو شخيدم، والتي قالت فيها: "نحن الجيل الذي كبر بدون صالات سينما وبدون مهرجانات محلية للأفلام، واستطعنا أن ننتج أفلام روائية قصيرة ووثائقية وتجريبية تنافس في المهرجانات الدولية، واليوم وبعد أشهر من التحضيرات، نحن قادرون ان نفتتح مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة وأن نجلب الافلام الى دار الكلمة الجامعية وننافس معها، ففي الفترة الماضية وخلال تحضيرات المهرجان، كمية الثقة التي منحنا اياها الأستاذ سائد انضوني، والأستاذ مجدي العمري، كانت كبيرة لدرجة أنه عملنا وانجزنا مهام كبيرة، سواء بالأمور التقنية أو ترجمة الأفلام وتدقيقها، أو تسويق المهرجان، وإنتاج الفيديوهات والاعلانات المصوّرة، وغيرها من المهام الكبيرة الي كانت من مسؤوليتنا، وهي نوعا ما مهام نوعية وفريدة على طلاب لا زالوا يدرسون، وهذه الثقة أنتجت كمية كبيرة من الشعور بالمسؤولية والتي دفعنا إلى ابتكار طرق مختلفة للإنتاج وحل المشاكل لندفع بالمهرجان إلى الأمام".

وتخلل الحفل عرض فقرة موسيقية من تقديم الموسيقي طارق أبو سلامة، وعروض أفلام طلبة دار الكلمة الجامعية. فقد عرض فيلم بعنوان "طابق رقم 4" لشيماء عواودة، وفيلم بعنوان "هو وأنا" لإبراهيم حنضل، وفيلم بعنوان "منطقة ج" لصلاح ابو نعمة، وفيلم بعنوان "قوت الحمام" لبهاء ابو شنب، وفيلم بعنوان "سوسن" لصليبا رشماوي، وفيلم بعنوان "البسكليت الزهرية" لشذى وزوز، وفيلم بعنوان "دلة قهوة" لثائر العزة.

ومن الجدير بالذكر أن مهرجان بيت لحم لسينما الطلبة يقام تحت رعاية الصندوق العربي للثقافة والفنون، والقنصلية الفرنسية العامة في القدس، ومكتب الممثلية الجمهورية البولندية في رام الله، وبشراكة اعلامية من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطيني، حيث سيستمر المهرجان حتى يوم السبت القادم.