توفي اليوم، الإثنين، وزير الخارجية ووزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه أرنس، عن 93 عامًا. وكان أرنس أحد قادة حزب الليكود اليميني البارزين، وأحد ممثلي ما يسمى "الصهيونية القومية الليبرالية والديمقراطية".

وبدأ أرنس حياته السياسية في العام 1974، عندما انتخب عضوا في الكنيست عن الليكود، واعتزل الحياة السياسية العامة في العام 1999، وتولى خلال هذه السنوات رئاسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وحقيبتي الخارجية والأمن، في حكومات مناحيم بيغن ويتسحاق شمير وشمعون بيرس وبنيامين نتنياهو، خلال ولايته الأولى بين 1996 – 1999.

ووُلد أرنس في ليتوانيا، عام 1925. وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة لدى نشوب الحرب العالمية الأولى. وخدم في سلاح الهندسة في الجيش الأميركي، ثم درس هندسة الطيران في الولايات المتحدة. وخلال تلك الفترة كان رئيسا لحركة "بيتار" الصهيونية اليمينية في الولايات المتحدة. وتم إرساله من قبل تنظيم "إيتسل"، في العام 1948، إلى شمال أفريقيا ودفع اليهود إلى الهجرة إلى إسرائيل، وبعدها هاجر هو نفسه إلى البلاد.

وعمل في خمسينيات القرن الماضي باحثا في معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" في حيفا، وحصل على لقب بروفيسور في قسم هندسة الطيران. وفي العام 1962 انتقل للعمل في الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية، وتولى منصب نائب المدير العام فيها.

وكرئيس للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عارض أرنس اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، عام 1978، معتبرا أنه لم يتعين على إسرائيل الانسحاب من سيناء. وبسبب موقفه هذا، رفض أرنس اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، مناحيم بيغن، بتولي منصب وزير الأمن بعد استقالة عيزر وايزمان، لأنه رفض قيادة إخلاء مستوطنات "يميت" من سيناء، معتبرا الانسحاب من سيناء "خطأ إسترايجيا".في حينه جرى تعيين أريئيل شارون وزيرا للأمن، فيما عُين أرنس سفيرا في واشنطن، في العامين 1982 – 1983. لكن بعد إقالة شارون من وزارة الأمن، في أعقاب مجزرة صبرا وشاتيلا، جرى تعيين أرنس وزيرا للأمن. وعارض أرنس الانسحاب من لبنان، في أيار/مايو العام 2000، وادعى أن "إسرائيل كلها وجميع مواطنيها باتوا اليوم في مرمى صواريخ الكاتيوشا".

وخلال ولايته كوزير أمن، نفذت إسرائيل صفقة تبادل الأسرى مع الجبهة الشعبية – القيادة العامة، برئاسة أحمد جبريل، حيث تم الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني وعربي مقابل 6 جنود إسرائيليين. وفي العام 1991، كوزير أمن، أيد أرنس تنفيذ الكوماندو الإسرائيلي عملية عسكرية في العراق بادعاء وقف الصواريخ العراقية التي أطلقت باتجاه إسرائيل في حرب الخليج الأولى، وهي عملية لم تخرج إلى حيز التنفيذ بسبب ضغوط أميركية.

وتولى أرنس منصب وزير الخارجية في الأعوام 1988 – 1990، وكانت مهمته الاساسية حينها مواجهة إدانات دولية لإسرائيل على خلفية اندلاع الانتفاضة الأولى، في نهاية العام 1987. واعتزل الحياة السياسية بعد فوز يتسحاق رابين برئاسة الحكومة، ثم عاد في أعقاب انتخاب نتنياهو، عام 1996، وبقي عضو كنيست حتى العام 2003.

ويعتبر أرنس الراعي السياسي لنتنياهو وكمن أحضره إلى الحلبة السياسية. فقد عين أرنس، كسفير في واشنطن، نتنياهو في منصب دبلوماسي في السفارة. ووصف نتنياهو في رثائه لأرنس، اليوم، أنه "معلمي وقدوتي".