بسم الله الرحمن الرحيم

في مثلِ هذا اليوم من كلِّ عام تحتفلُ الإنسانية بـ"يوم المرأة العالمي"، تكريمًا لعطاءات المرأة وتضحياتها التي منحت للإنسان معاني المحبّة والسموّ الأخلاقي في التربية ونكران الذاتِ والسهر على الأجيال. ألف تحيّة لها على كرمها وإنجابها ورعايتها لأجيال الحياة أينما وُجِدوا.

لكنَّنا، كفلسطينيين أصحاب قضيّة وروّاد أنبل الثورات الوطنية المعاصرة، لا نستطيع إلّا تخصيص المرأةِ الفلسطينية بأسمى آيات الاحترام والمحبّة والتقدير، لأنّها تفرّدت باستثناء الصّبر وتربية أجيال الثورة والشهادة، وكانت رفيقةً أمينةً على مسيرة شعب التضحية الدائمة والنزف الذي لم يتوقَّف.

كيف لا نخصُّ المرأة الفلسطينية وهي الفدائية الأولى بامتياز، فهي لم تُقدِّم الزوج والابن والأب على مذبح التضحية والشهادة فقط، بل تقدَّمت الصفوف فكانت الفدائية والشهيدة والجريحة والأسيرة.

كيف لنا أن ننسى التي وضعت بدمها الزّكي أولَّ أساس للدولة الفلسطينية المستقلة على شاطئ فلسطين؟!

إنَّنا، في حركة "فتح"- إقليم لبنان، نرى في المرأة ركنًا موازيًا للرجل، ومكانةً مكتملةَ الحضور في ميدان الفعل والكفاح في كلِّ مكان وُجِدَت فيه، فهي القائدة والسفيرة وسيّدة الدار والمربّية والمعلّمة والطبيبة والمهندسة والكاتبة والإعلامية والمرشدة والأمينة على استمرار جيل الانتماء وترسيخ الهُويّة الوطنية الفلسطينية، التي اعتقد العدو بأنَّه قادر على تغييبها وبالتالي قهر إرادة الأجيال من خلال نسيانها.

إنَّنا نعتقدُ ونؤمنُ جازمين بأنَّ نصرنا الآتي هو النتيجة الأكيدة لذلك التضافر والتكامل المثاليَّين بين جُهدَي المرأة والرجل، وبأنَّ عافيتنا الوطنية لا تستقيمُ إلّا بالشراكة والتماسك الاجتماعي اللّذين يرعاهما الرَّجل والمرأة كلٌّ من خلال دوره في النّضال والكفاح الوطني والاجتماعي.

التحية والإكبار لكِ أيّتها القامة العالية كرامةً ومحبّةً وتضحيةً. التحية لكِ أيّتها الشاهدة والشهيدة والأسيرة.

مثلما كُنّا السبّاقين إلى إمدادِ ثورتنا بجهود المرأة الفلسطينية النبيلة، حيثُ أكرمها "أبو عمّار" ومنحها ما تستحقُّ من أدوار على صعيد النّضال الوطني، يكملُ الرئيس "أبو مازن "مشوار الإيمان بإمكانيات المرأة وعظَمَة دورها.

عاش يوم المرأةِ العالمي- عاشت المرأة الفلسطينية- عاشت فلسطين.

وإنَّها لثورةٌ حتى النَّصر

حركة "فتح" – إقليم لبنان
2018-3-7