رفضاً لقرارات التهويد وتأكيداً على عروبة القدس الشريف عاصمة تاريخية وأبدية لفلسطين الحبيبة، أقامت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في الشَّمال، مهرجاناً دعماً وتضامناً مع أهلنا في القدس، وذلك في قاعة السلطان صلاح الدين في البداوي مساء الجمعة 2017/12/15.  وبحضور مشايخ، وممثلين عن الفصائل واللِّجان الشَّعبية الفلسطينية، وشخصيات وفعاليات من أبناء مخيم البداوي والجوار. تخلل الحفل أناشيد وطنية فلسطينية قدَّمها فريق المشاريع للإنشاد والتراث الإسلامي والوطني بقيادة المنشد الحاج محمد الخير، ووصلة مسرحية وطنية قدَّمها طلاب من المجمع التربوي  والروضة العصرية في البداوي.

افتتح المهرجان فضيلة الشيخ عماد نجم بتلاوة عطرة لما تيسر من القرآن الكريم. ثمَّ ألقى كلمة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية فضيلة الشيخ محمود عبيد استهلها قائلاً: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). مبينا مكانة فلسطين والقدس والأقصى عند المسلمين، فهي أراض مباركة، إليها أسرى سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، وفيها أمّ بجميع الأنبياء عليهم السلام، وهي أرض الكثير من الأنبياء والمرسلين، وموطن الكثير من الصحابة والتابعين وأعلام الأمة وعلمائها.

ثمَّ وجَّه تحية من القلب إلى أبطال الانتفاضة في أرض الإسراء والمعراج وهم يتصدون للمشاريع التهويدية في القدس وفلسطين، مؤكداً أننا قادرون بإذن الله على إسقاط قرار ترامب المشؤوم والجائر، كما تمَّ إفشال احتلال الأقصى ومنع الآذان فيه، وذلك بتأييد من الله، ثمَّ بسواعد رجال ونساء وأطفال الانتفاضة الأبطال الذين يتصدرون معركة الدافع عن كرامة الأمة جمعاء.

وتابع: إن هذه المرحلة هي من أخطر المراحل التي تمر بها الأمة، فالمطلوب اجتماع كل القوى والشعوب، انطلاقاً من قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "المسلمون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً".  لنكون أقوياء في مواجهة عدونا الذي يسعى لتفريق صفنا تمزيق لحمتنا ويريدنا أن ننسى قدسنا ومقدساتنا، وحقنا بالعودة إلى ديارنا في فلسطين.

 ووجه فضيلته رسائل عدة إلى الدول العربية، ودول المؤتمر الإسلامي، والمجتمع الدولي، وكل منصف وشريف، للتمسك بالقدس، داعياً إلى وقفة يسجلها التاريخ لهم في صفحاته البيضاء، كما سجل التاريخ لنور الدين زنكي ولصلاح الدين وللسلطان عبد الحميد، مواقف العز والكرامة، مذكراً إن هانت القدس وسقطت، فبأي شبر من الأراضي العربية سيكون تمسكنا.

مشيداً بدور إخواننا الأبطال المرابطين والصامدين في أرض فلسطين الحبيبة، ومذكراً بالثبات والصبر، مؤكداً أنهم ليسو وحدهم، بل لهم إخوة في الشتات، يؤازرونكم ويشدون على أيديكم، ويقولون لكم ثقوا بأننا على العهد معكم، وأن أرض فلسطين مغروسة في قلوبهم لن ينسوها، فالكبار ربوا أبنائهم، وعلموا خلفهم، فتوارثت الأجيال هذه القضية، ورسخت في قلوبهم، وهو تقدير الله الذي جعلكم في هذه الأرض، تدافعون عن المقدسات والحقوق، فصبراً جميلاً، وثباتاً راسخاً، فالنصر آت على أيديكم وأيدي المخلصين في هذه الأمة بإذن الله.

وختم موجهاً تحية للبنان قيادةً وشعباً، على موقفه الذي لطالما اعتدنا عليه. داعياً بالثبات والنصر للصامدين والمرابطين، وتوحيد صف الأمة، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين.

ثمَّ ألقى كلمة حركة "فتح" أمين سرها في الشَّمال أبو جهاد فياض إذ قال: "للأسبوع الثاني والمواجهة مستمرة في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني بعد قرار ترامب المعتوه  بنقل سفارة بلاده إلى القدس التي اعتبرها عاصمة لدولة الكيان الصُّهيوني، إن هذا القرار فرض علينا صحوة لرفع وتيرة التصعيد الشَّعبي في كل العواصم العربية والإسلامية، ورفعت الأصوات المنددة بهذا القرار وكل يوم يؤكد أحرار العالم بأن القدس عاصمة دولة فلسطين، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن صمود أبناء شعبنا وتضحياتهم ودماء الشهداء لم تذهب هدراً وإن المرابطين على أبواب المسجد الأقصى يثبتون يومياً الهوية  الفلسطينية والإسلامية والمسيحية لمدينة القدس .

ودعا فياض جماهير شعبنا للاستمرار في ثورة الغضب من أجل الدفاع عن القدس، وليشارك بها كل أبناء شعبنا في الوطن والشتات إلى أن يتحقق الانتصار على قرار ترامب، فالقدس قلب فلسطين الذي لا يمكن لأحد أن يوقف نبضه الفلسطيني الإسلامي والمسيحي، وأننا على ثقة بقدرة شعبنا العظيم المدعوم من أمته العربية والإسلامية وكل أحرار العالم على خوض المعركة حتى الانتصار على الاحتلال الصهيوامريكي.

وأكد على ضرورة استمرار التحرك الجماهيري في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية لمواجهة هذا القرار الجائر، ولمواجهة الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ولنجعل من هذا الحراك انتفاضة جماهيرية ثالثة في وجه الاحتلال الصهيوني لتحقيق ثوابتنا الوطنية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرار الدولي 194 .

ودعا جماهير أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للاستمرار في الاحتجاجات والاعتصامات ضد قرار الإدارة الأمريكية ورئيسها ترامب، مطالباً حكوماتنا العربية والإسلامية بطرد السفراء الأمريكيين من بلادنا وقطع كل العلاقات مع الإدارة الأميركية المتصهينة .

وحيا فياض جماهير الأمتين العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الذين تضامنوا مع القدس عاصمة دولة فلسطين وضد الإعلان الأمريكي الجائر، كما نوجه التحية للدول التي وقفت ضد الإعلان الأمريكي سواء في مجلس الأمن أو الدول التي عبرت عن مواقفها الرافضة لهذا القرار.

ووجه التحية للبنان حكومةً وشعباً على موقفهم المتقدم في دعم الشَّعب الفلسطيني، كما نشكر وزير الخارجية باسيل على تقديمه طلب أن يكون للبنان سفارة في القدس وهذا الموقف يعتبر خطوة جبارة في دعم الشعب الفلسطيني علماً أن فلسطين دولة تحت الاحتلال  .

وتابع: "إن قرارات القمة الإسلامية في تركيا بالرغم أنها لم تكن على المستوى المطلوب إلا أنها بحاجة إلى ترجمة فعلية وخاصة طلب الرئيس أبو مازن دعم صمود أهلنا في فلسطين ومدينة القدس على وجه الخصوص".

وثمن موقف القيادة الفلسطينية القاضي بعدم استقبال نائب الرئيس الأمريكي وعدم التعامل مع الإدارة الأمريكية كراعية للتسوية السياسية حتى تتراجع عن إعلانها الظالم.

وطالب القيادة الفلسطينية الإسراع في تجسيد وتمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية لخوض المعركة موحدين، لأن الوحدة هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال الصهيوني البغيض. داعياً إلى الإسراع لعقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني لاتخاذ القرارات الوطنية  ضمن خطة إستراتيجية  لمواجهة هذا التحدي الخطير لقضيتنا.

وأضاف: "إن إعلان الرئيس ترامب إضافة إلى ما يقوم به الاحتلال على الأرض من استيطان وتهويد لمدينة القدس بدعم أمريكي يجعلنا نصعِّد المقاومة بجميع أشكالها لتحقيق الحرية والاستقلال لأننا بتنا غير ملزمين بأي اتفاقيات وقعت بسبب الانحياز الكلي والعنصري الأمريكي إلى جانب العدو الصهيوني العنصري" .

ودعا فياض القيادة الفلسطينية التوَّجه إلى كل المؤسسات الدولية التي من شأنها تكريس حضور دولة فلسطين والتي من شأنها محاسبة ومحاكمة المجرمين الصهاينة وكل الخارجين عن القانون الدولي بمن فيهم أمريكا داعمة دولة الاحتلال الصهيوني قاتل الأطفال والشباب بدم بارد والذي يحتجز جثامين الشهداء ليضغط على شعبنا، هذا هو الإرهاب الصهيواميركي ضدنا.

وختم قائلاً: "إننا نرفض كل أشكال التطبيع مع هذا العدو الغاصب وإن شعبنا الفلسطيني سيبقى يقاوم هذا الاحتلال لطرده عن أرض الآباء والأجداد معلنين القدس عاصمة فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن رأس الناقورة حتى صحراء النقب ".

ومسك الختام، كان مع فضيلة الشيخ خالد خليلي، مقدماً قصيدة من وحي المناسبة نيابة عن فضيلة الشيخ غانم جلول.