محافظات 16-10-2017 - أقيمت اليوم الاثنين، عدة احتفالات في عدد من محافظات الضفة الغربية إحياء ليوم التراث الفلسطيني.

ففي حرم جامعة القدس الرئيس في أبو ديس، أحيت الجامعة بالتعاون مع وزارة الثقافة، يوم التراث الفلسطيني، وقال رئيس الجامعة عماد أبو كشك، خلال مهرجان أقيم بهذه المناسبة، "إن هذا اليوم يسلط الضوء على تفاصيل الهوية الفلسطينية، وارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه"، مشيرا إلى أنه ومن باب المسؤولية إظهار الإرث التاريخي الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، حيث أن جامعة القدس تعتبر منارة للفكر والحضارة والتوثيق للتراث الفلسطيني.

وأكد أهمية المهرجان في توثيق تاريخ وتراث الفلسطينيين، خاصة أنه يقام في حرم جامعة القدس، الذي من شأنه أن يعيد للقدس رونقها الخاص كما كانت عليه سابقا، من حيث الفكر والإبداع والحضارة والتراث.

ويأتي هذا المهرجان في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه جامعة القدس للتراث الفلسطيني، ويهدف لإظهار الهوية والجذور والتراث التاريخي للشعب الفلسطيني، ويحمل من قلب جامعة القدس رسالة ثقافية ومعنوية عالية تسلط الضوء على دور الجامعة في المحافظة على تراث الشعب الفلسطيني.

من جهته، قال مدير عام دائرة التراث في وزارة الثقافة يوسف الترتوري إن "يوم التراث الفلسطيني يعبر عن تمسك الفلسطيني بأرضه والتزامه تجاه تاريخه وقضاياه المصيرية".

وتضمن المهرجان تقديم توثيق مصور حول الهوية الفلسطينية للموثق الفلسطيني أسامة السلوادي، الذي تحدث عن تجربته في توثيق التراث الشعبي، موضحا أن أهمية توثيق التراث تنبع من تعزيز الهوية الفلسطينية، فالهوية التي تجمع ما بين أفراد الشعب، لها تاريخ عميق، ولها أمجاد وثقافة، يعبر عنها التراث بما يحتويه من رموز معبرة ومشحونة بالمعاني والعواطف، وهذا بالتأكيد يحتاج إلى توثيق وحماية.

وقدمت الفنانة الفلسطينية سناء موسى مجموعة من الأغاني التراثية التي تضمنت مقطوعات شكلت لوحات مختلفة من حياة الفلسطينيين، من فرح وحزن وانتظار للأحبة الذين رحلوا وأخرى تتحدث حول هموم الفلسطينيين وأحلامهم.

واشتمل المهرجان على معرض للتراث والفلكلور يستمر ثلاثة أيام في جامعة القدس، ضم المنتوجات الغذائية والصناعات الوطنية الفلسطينية، وعروضا للزي الشعبي الفلكلوري، وأجنحة لبيع المأكولات التقليدية والشعبية، وبازارا للحرف اليدوية.

وفي طولكرم أحيت جامعة فلسطين التقنية– خضوري، من خلال مركز الكفايات لتصميم الأزياء وصناعة الملابس، وبالتعاون مع مديرية الثقافة، وجمعية إبداع كفر ياسيف من أراضي48، وعلى مسرح الشهيد الخالد ياسر عرفات، يوم التراث الفلسطيني، بمجموعة من الفعاليات الثقافية والتراثية.

واستهلت الفعاليات بافتتاح معرض الفن التشكيلي الذي ضم عشرات اللوحات والرسومات الفنية التشكيلية لنخبة من الفنانين من المجتمع المحلي واراضي 48، بالإضافة إلى عرض عشرات الانجازات الطلابية في مجال الأزياء والفنون الشعبية، تبعته فقرات فنية وغنائية من الزجل والموروث الشعبي الفلسطيني، وندوة متخصصة قدمتها خبيرة الزي الفلسطيني مها حنون، حول الزي الشعبي الفلسطيني والمراحل التاريخية التي مر بها في ظل التغيرات السياسية والأحداث التي عاشها الشعب الفلسطيني.

وأكد مدير مركز كفايات سامر الصعبي، حرص الجامعة على إحياء يوم التراث الفلسطيني الذي صادف السابع من تشرين الأول الحالي، وبات تقليدا سنويا يعقد في أروقة الجامعة، وتسعى من خلاله الجامعة إلى تجسيد الهوية الفلسطينية والموروث الثقافي الفلسطيني بالشراكة مع كل المؤسسات الفاعلة في هذا المجال، بما فيها المؤسسات الثقافية الفاعلة في الداخل الفلسطيني.

وبين مدير الثقافة في طولكرم منتصر الكم، أن احتفاء الشعب الفلسطيني من كل عام بيوم التراث الفلسطيني هو مناسبة للتأكيد على نضاله الوطني وبعده الثقافي، الذي لا ينفصل عن مسيرته الوطنية في مواجهة كل محاولات التزييف والسطو الممنهج على التراث والإرث الوطني الفلسطيني، والتي تأتي ضمن سياسات الاستعمار الاستيطاني الذي يستهدف بلاده.

وقال، إن تراثنا جزء من تراث أمة عربية مجيدة، ونحن في وزارة الثقافة سنسعى دائما للحفاظ على الموروث الثقافي وتطوير أدواتنا في مواجهة ثقافة الاحتلال وروايته المصطنعة.

وبين عبد الخالق السعدي في كلمته بالنيابة عن جمعية إبداع للفنانين التشكيليين العرب في كفر ياسيف، أن مشاركتهم في فعالية إحياء يوم التراث بمشاركة 18 من نخب فناني الجمعية، يأتي للتأكيد على أن شعبنا بكل أماكن تواجده شعب حي وصامد، وأن له تراثا بمثابة سجل حضارة الأمة ومبعث أمجادها باعتبارها الهوية الإنسانية المعبرة عن حضارة الشعب الفلسطيني وعاداته وتقاليده وموروثه.

فيما أكدت مها حنون خبيرة الزي الفلسطيني، أن المرأة الفلسطينية استطاعت أن تؤرخ المراحل التاريخية وسماتها عن طريق النقشات والرسومات المطرزة التي أصبحت رموزا ذات دلالات عميقة، تسجل للتاريخ وتؤصل الرواية الفلسطينية للأجيال اللاحقة.

وفي جنين افتتحت مديرية الثقافة وجامعة القدس المفتوحة فعاليات يوم التراث الفلسطيني تحت عنوان: "التراث ذاكرة وطن وهوية" والتي تستمر حتى الثلاثاء.

وحضر الافتتاح مدير جامعة القدس المفتوحة عماد نزال، وعطا أبو ارميلة ممثلا عن محافظ جنين، والقائم بأعمال مدير وزارة الثقافة في جنين أمل غزال، وعدد من ممثلي المؤسسات والفعاليات الرسمية المدنية والأمنية والأهلية، ومهتمون بالمشهد الثقافي في المحافظة.

وقالت غزال، في كلمته خلال الافتتاح، إن الاحتلال لم يكتف بسياسته العدوانية في نهب الأراضي والاستيلاء عليها وبناء المستوطنات وجدار الضم والتوسع العنصري، فهو بالإضافة إلى ذلك يقوم بسرقة وتزوير تراثنا وثقافتنا .

وأضافت، هذا هو ردنا على سياسته العدوانية من خلال التشبيك مع كافة مكونات شعبنا لإحياء يوم التراث والتمسك بهويتنا ونشيدنا وعلمنا وبشجرة الزيتون وبموروثنا التاريخي، مثمنة دور الجامعة ودعمها لثقافة جنين في إحياء المناسبات الوطنية .

ونقل نزال تحيات رئيس الجامعة يونس عمرو، وأسرة "القدس المفتوحة" بهيئتيها الإدارية والأكاديمية، بالحضور؛ قائلا:  إننا نحتفل اليوم بيوم التراث الوطني الفلسطيني لنعمل على إحياء هذه المناسبة والمحافظة عليها من التلاشي، لأن هناك الكثير من المناسبات الوطنية والتراث  .

وأضاف، نسعى دائما للتواصل والتشبيك مع جميع المؤسسات الوطنية والمحلية للتعاون في شتى المجالات، سواء الثقافية أو الأكاديمية أو الوطنية، ونعد هذا التواصل من مسؤولياتنا تجاه وطننا .

من جانبه، ندد أبو ارميلة بما تقوم به سلطات الاحتلال من محاولة لسرقة ونهب تراثنا ومحاولة تزويره .

وقال، هذه هي رسالة شعبنا للمحتل وللعالم بأننا نحيي هذا الحفل والذي هو من مظاهر الحفاظ على الشخصية الوطنية .

وتخلل الحفل الذي أدارت عرافته ليلى صبيح، افتتاح معارض تراثية، وتقديم عروض فنية من مسرحية تراثية، وزجل شعبي، وكورال لفرقة أشبال من مدرسة الجلمة، وفقرات فنية من دبك للمدرسة الماليزية الأساسية، وقصائد للطلاب مدرسة عرانة الأساسية، وفقرات فنية في الزجل والحداء للشاعرين أبو الناجي ومثنى شعبان، و"سكتش" مسرحي لفرقة شقائق النعمان بعنوان: "بيتنا مش للبيع ".

كما اشتمل اليوم على معرض للفن التشكيلي بمشاركة 6  فنانين وفنانات، ومعارض للتراث والزي الفلكلوري والمأكولات الشعبية، والمطرزات، والنحت.

وفي نهاية الحفل تم تكريم الداعمين والمساهمين في إنجاح الفعالية