تقومُ بعض المواقع والصفحات الإعلامية المجهولة الهوية، والمكشوفة الأهداف والغايات التي تختبئ خلف أسماء وهمية، وأرقام هاتفية مزوَّرة، بالإساءة المتعمَّدة إلى قيادات وكوادر حركة "فتح"، وإلصاق الاتهامات بهم لأهداف التحريض، والتشكيك، وإثارة الفتنة، والتأثير على العلاقات الاجتماعية، وعلى السمعة الشخصية، وزرع الإحباط في النفوس سواء أكان ذلك في مخيَّم البداوي، أم في مخيَّم نهر البارد، أم في المناطق الأخرى، ويأتي ذلك في إطار حملة منظَّمة تستهدف كرامة الحركة وقياداتها الميدانيّة. وأمام هذه المحاولات المشبوهة والظّالمة فإنَّنا نُطالب أصحاب هذا المنهج اللاأخلاقي والمسيء للقِيَم الاجتماعية أن تتوفَّر لديهم الجرأة للحوار المباشر، والبحث عن المصالح الوطنية والاجتماعية التي تُؤسِّس لعلاقات بنَّاءة قادرة على معالجة الثغرات كافةً. وأمام ما جرى ويجري خاصّةً في الأحداث الأخيرة في مخيَّم البداوي، فإنَّنا نؤكد مجموعة حقائق نابعة من قناعاتنا كحركة وطنية جماهيرية وضعت نفسها في خدمة شعبها:

أولاً: إنَّ حركة "فتح" تُؤمن بالتضحيّة من أجل شعبها، وسلامة أمن مخيّماتنا، ومحاربة كلِّ أشكال ومصادر المخاطر والفتن التي تهدِّد الوضع الاجتماعي وخاصة الآفات المدمِّرة كالمخدرات والمساوئ الأخلاقية، ولن نتراخى في ذلك بالتعاون مع الفصائل واللجان الشعبية والجهات الأمنية اللبنانية كافةً.

ثانياً: لن نسمحَ بوجود بُؤرٍ أمنية مشبوهة تمارسُ أدواراً تصبُّ في صالح الجهات التي تسعى إلى استخدام المخيَّمات كميدان لإثارة الصراعات والنزاعات الداخلية، وإرباك القيادة الفلسطينية. وسنعمل مع كل الأوفياء في الساحة الفلسطينية لتحقيق هذه الأهداف النبيلة رغم الصعوبات التي تواجهنا.

ثالثاً: إنَّ الجهات المتضرِّرة من ضبط الأمن في المخيَّمات، والتي تسعى دائماً لتعميم الفوضى والمفاسد، تلجأ باستمرار إلى تشويه سمعة قيادات وكوادر الحركة العاملين والملتزمين بتنفيذ الواجبات المطلوبة منهم والهادفة إلى نشر الأمان والأمن، وقطع دابر الفتنة أيّاً كان مصدرها. ونحن ندرك أنَّ الهدف من الاستهداف الشخصي والتشهير، واختلاق تركيبات مصطنعة تسيء للشخص وكرامته وخصوصياته وتحميله ما ليس فيه هو تحطيم المعنويات، وحمل القيادات الميدانية على التراجع عن دورهم القيادي حتى تتسنَّى الفرصة لخفافيش الليل كي تعبث بأمن المخيَّمات، وبمستقبل الشعب الفلسطيني. إلاَّ أنَّ التجارب علَّمتنا وفرضت علينا أن نبقى دائماً في المقدّمة وعلى رأس عملنا إكراماً لشعبنا، وحفظاً للأمانة.

رابعاً: إنَّ الحدث الأمني الأخير في مخيَّم البداوي والمتعلِّق بمجموعة من المتعاطين والمتاجرين بالمخدرات وما يسببونه من خلل أمني عَبْر إطلاق النار لأهداف تخريبية، هذا الحدث تمَّت مواجهتهُ بقرار فلسطيني جماعي، وتعاونَ الجميع من أجل تنفيذ القرارات الأمنية، وتسليم المطلوبين الذين جنوا على أنفسهم وعلى عائلاتهم وعلى أبناء المخيَّم.

وأثناء المعالجة حصل إطلاق نار مفاجئ في منطقة مقبرة الشهداء وشرقها، واستُهدِف مسؤول القيادة العامة الأخ أبو عدنان عودة، واستمرَّ إطلاق النار بشكل مفاجئ وعشوائي في محيط المنطقة، وهذا ما أدّى إلى إصابة المرحوم علي شتلة في تلك المنطقة، ثُمَّ نقل الجريح علي شتلة إلى المستشفى ولكنه سرعان ما فارق الحياة وترك ذلك الحزنَ والألم في قلوب الجميع.

تمَّ استدعاء طبيب شرعي حتى يُشرِّح الجثة ويحدِّد طبيعة الإصابة وجهة إطلاق النار.

وقد كنتُ شخصياً في منطقة الشمال، وبوجود الفصائل تمَّ الاتفاق على عقد اجتماع بعد صدور التقرير الطبي عقب عملية التشريح، وعلى أثر ذلك يتم تشكيل لجنة تحقيق بين أعضائها أحد أقارب الشهيد حتى يكون الجميع مُطمئناً للنتائج، ومعرفة الجاني، وقطع دابر الفتنة، ووضع حد للاتهامات والتأويلات التي لا تستند إلى الحقائق المطلوبة.

وقمتُ شخصياً بزيارة بيت الشهيد لتعزيتهم بِاسم الحركة وبِاسمي شخصياً نظراً للعلاقة التي تربطني بهم، وقمتُ بتوضيح الأمور إلاَّ أنَّ البعض من أفراد العائلة كانوا يُصرون على توجيه الاتهام إلى عناصر كتيبة شهداء البداوي التي يقودها الأخ المناضل علي أبو الشوق وبشكل ظالم، وبدون انتظار التحقيق، والواضح أنَّ هناك تحريضاً يستهدف حركة "فتح" بكل قيادتها في الشمال من قِبَل جهات تريد الفتنة.

ونحن نؤكِّد من طرفنا احترامنا لأسرة الشهيد ولأهل بلده، ونقول بأنَّ حركة "فتح" لن تكون إلاَّ مع الحق، وحركة "فتح" ملتزمة بنتائج التحقيق، وسيتم الاستماع إلى كافة الشهود والمعنيين. وللعِلم أنَّ الأخ علي أبو الشوق قائد الكتيبة كان يقف في ساحة مكتبه القريب من الاشتباك، وكان إلى جانبه أحد كوادر الجبهة الشعبية وآخرون وهم من أقارب الشهيد، وقد شاهدوا الشهيد قبل استشهاده، وبعد استشهاده، وهذا الموضوع ستتم متابعته لإعطاء كل ذي حقٍ حقَّهُ أمام كافة الفصائل.

ومن باب التذكير فإنَّ الأخ علي أبو الشوق هو الذي يتحمَّل مع كتيبته الجهدَ الأساسي في معالجة القضايا الأمنية وحتى الاجتماعية بشهادة كافة الفصائل، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، ولهذا السبب نحن كحركة "فتح" نحترم حقوق الآخرين، لكننا لن نسمح لأحد بأن يتجرأ على اتهامنا بما ليس فينا، خاصّةً أنَّ الأخ علي هو قائد وطني يتعاون مع كافة الفصائل، ويتدخل في مختلف القضايا الحسَّاسة والدقيقة والخطيرة خدمةً لأهل مخيمه، ولا نقبل للمحرِّضين أن يتجرّأوا على كرامة الحركة وعلى كرامة قياداتنا وكوادرنا. وستبقى حركة "فتح" بكلِّ قياداتها وأعضائها في خدمة شعبنا، ولن تُعير اهتماماً لكل المحاولات المغرضة، وإنَّما الاهتمام الأساسي سيظل هو بالدعم الكل لأسرانا البواسل في معركة الحرية والكرامة.

وإنَّها لثورة حتى النصر

 حركة "فتح" – إقليم لبنان

الحاج رفعت شناعة  2017/5/2