استكمالاً للقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان، والمفوض العام لوكالة الأونروا "بيار كراهينبول"، عقد في المركز الرئيس لوكالة الأونروا في العاصمة اللبنانية بيروت، لقاء للقيادة السياسية الفلسطينية مع المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان "حكم شهوان" وإلى جانبه نائب مدير العمليات في لبنان والمسؤولة المباشرة عن كافة البرامج وتطبيقها في إقليم لبنان السيدة "غوين"، ورئيس الإتحاد العام لموظفي الأونروا الدكتور عبد شناعة، وقد حضر عن الفصائل والقوى الفلسطينية: عضو المجلس الثوري فتحي أبو العردات، وممثل حركة الجهاد أبو عماد الرفاعي، ومسؤول الجبهة الديمقراطية علي فيصل، وممثل حركة "حماس" علي بركة، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف،– ومسؤول القيادة العامة أبو عماد رامز، وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني غسان أيوب، وعضو قيادة لبنان في فتح الانتفاضة رفيق رميض.

بدايةً رحَّب المدير العام للأونروا حكم شهوان بوفد الفصائل الفلسطينية، ثمَّ أكد على أن هذا اللقاء جاء استجابة لما تمَّ التوافق عليه في الاجتماع مع المفوض العام حول ضرورة أن يكون هناك لقاء آخر يتم وضعكم فيه بصورة المشاريع والبرامج التي ستقوم وكالة الأونروا بالعمل بها خلال العام الحالي 2017، واستكمل المدير العام حديثه قائلاً: "إننا خلال الأربعة شهور الماضية قمنا بسلسلة لقاءات مكثفة في كافة المخيمات مع الفصائل واللجان الشعبية، ومع اللاجئين مباشرة، واستمعنا إلى همومهم وشكواهم وأوجاعهم، ولا شك بأنَّ احتياجات اللاجئون الفلسطينيون في كافة المخيمات في لبنان كبيرة، وأوضاعهم جداً صعبة وهناك تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بفرص العمل، ومن جانبنا حاولنا قدر الإمكان في الأشهر الماضية أن نشرح الأوضاع للدول المانحة، ولمسنا أن هناك اهتمام لإقليم لبنان، سبب تواصلهم بشكل مباشر معنا أو مع اللاجئون الفلسطينيون بشكل مباشر، وشعرنا بأنهم يدركون بأنَّ اللاجئون في لبنان يختلف وضعهم عن باقي اللاجئون الفلسطينيون في الأقاليم الأخرى، وكان هناك استجابة للعديد من المواضيع التي طرحناها عليهم، ونتمنى أن نستمر بذلك، خاصة وأن المانحين عندما يشاهدوا وكالة الأونروا قادرة على تطبيق برامجها ومشاريعها بشكل إيجابي، وهناك رضى من الذين تستهدفهم المشاريع والبرامج يتشجعون أكثر لتقديم المزيد.

وحول زيارته للمخيمات الفلسطينية قال: الرسالة الأساسية التي كنت أحاول أن أوصلها لزملائنا، عندما كنا نجوب المخيمات، واللقاء مع الفصائل واللجان الشعبية، هي بأننا في الاونروا مستعدين تماماً بأن يكون هناك آلية شراكة قوية بيننا وبينهم، ولكن قاعدة أن لا تصل هذه الشراكة لمرحلة يعتقد البعض فيها بأننا شركاء بأخذ القرار، وهنا أود أن أؤكد بأن قرار الاونروا مستقل، بمعنى نستمع إلى كل وجهات النظر، ونأخذ بعين الاعتبار المقترحات والآراء والأفكار، ولكن يبقى قرار الأونروا مستقل حتى نحافظ على هذه المؤسسة، ونحافظ على ثقة المجتمع الدولي بها باعتبارها مؤسسة دولية يبقى دائماً قراراها مستقل.

واستطرد شهوان قائلاً: أود أن أشدد على مسألة بأن هناك مشاريع تمول من بعض الدول ولها فترة زمنية محددة، وبعدها من الطبيعي أن ينتهي العمل بها، فلا نريد عندما يحصل ذلك أن يتم احتسابها على أنها تراجع وتقليص من قبل الأونروا، وأن تُخلق بسبب ذلك أزمات بين الأونروا واللاجئين أو بين الأونروا والمجتمع المحلي الفلسطيني، لأن ببسيط العبارة هذا يدفع الاونروا للتردد، ويقلل من حماسها، أمَّا إذا كان هناك تفهم بالبعد، فإن هذا يشجعنا على الاستمرار والبحث عن مثل هذه المشاريع التي يمكن أن تستفيد منها الناس، خاصة وأن هذه المشاريع دائماً تكون داعمة للبرامج الاساسية.

وحول القضايا والمتطلبات المتعلقة بحياة ومعيشة اللاجئون الفلسطينيون في لبنان قال: بناء على المواضيع التي سمعناها خلال الجولات التي تحدثت عنها، حصلنا على استجابة وتمويل لبعض منها، وتلك التي لم نحصل عليها، فإننا نؤكد إصرارنا على مواصلة السعي لإقناع الدول المانحة لتمويلها، وكما تعرفون بأننا حصلنا على اكثر من 30 مليون يورو لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، وقد استلمنا المبلغ المتعلق بألمانيا، وبالإضافة للتمويل فإننا ندرس داخلياً آليات تساعد على الاسراع بالإعمار، بما فيها إمكانية الشراكة مع مؤسسات لديها خبرات في إدارة المشاريع (كمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع).

وأشار إلى أن هناك مشروع على وشك توقيعه مع ألمانيا بقيمة 20 مليون يورو، من شأنه أن يخلق فرص عمل إضافية ولو مؤقته لليد العاملة الفلسطينية في المخيمات فيما لو أنجز، وهذا المشروع ينقسم إلى جزئين:

  1. جزء منه يتضمن عدد أكبر من ترميم المنازل بين 400 و500 بالإضافة إلى مشروع الإتحاد الأوروبي.
  2. تحسين ظروف مدارس وعيادات وكالة الأونروا في لبنان.

وأكد بأنَّ الأونروا لا زالت تحضر لاتفاقية مع الإتحاد الاوروبي ومع ايطاليا، لتغطية مشاريع أخرى. وفي هذا السياق نبه المدير العام إلى أن الإغلاق وتسكير مكاتب ومراكز الأونروا لا يحل المشاكل، وإنَّ الدول المانحة عندما ترى نجاحات في هذا المشروع وتشاهد الناس تعود إلى منازلها يتشجعون أكثر لتقديم التمويل لاستكمال الإعمار، وأما إذا كان غير ذلك فإنها ستنسحب وتصرف النظر إلى مشاريع أو أماكن أخرى.

واستعرض شهوان المواضيع التي تمَّ الاستجابة لها وتمَّ تمويلها كمشاريع لهذا العام (2017) وهي على الشكل التالي:-

  1. اعتماد الولادة الطبيعية خلال هذه السنة كاملة (2017)في كافة المناطق، وفي كافة المستشفيات، بذات القيمة المالية المعتمدة في العقود المبرمة بين الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
  2.  تغطية كاملة في مجال الاستشفاء، لحالات الشؤون الاجتماعية المسجلة في الأونروا لهذه السنة كاملة 2017.
  3. التأكيد على استمرار استعداد الأونروا على تغطية بعض الحالات الخاصة في مجال الاستشفاء، عبر "صندوق الاستشفاء التكميلي" الذي أعلن عنه في 26/شباط 2016.
  4. اعتماد بدل الأثاث للذين يستلمون منازلهم في مخيم نهر البارد، خلال هذه السنة وجزء كبير من الذين سيستلمون منازلهم في العام (2018)، بنفس القيمة المالية المعتمدة.
  5. تغطية التنقلات لطلاب المرحلة الثانوية في مخيم برج الشمالي للعام الدراسي الحالي 2016/2017، بالاتفاق مع مؤسسة "اليونيسيف".
  6. البدء بتنفيذ برنامج لترميم المنازل الآيلة للسقوط في المخيمات الفلسطينية المقر سابقاً بالإضافة إلى تغطية 400 منزل جديد بتمويل من الإتحاد الأوروبي.
  7. البدء بتغطية الوظائف الشاغرة والتي تقدر بـ 220 وظيفة، منهم 116 وظيفة على البرامج الأساسية (موظفين ثابتين) والباقي على المشاريع.
  8. إقرار برنامج تدريب على إدارة مشاريع إنتاجية صغيرة تحت عنوان (خلق عمل خاص بكم)، والجدير ذكره أن منظمة العمل الدولية هي التي ستتولى التدريب بشكل احترافي وستقوم بتدريب كل أساتذة الأونروا الذين بدورهم في العام القادم سيتحملون مسؤولية التدريب.
  9. تعديل شروط برنامج الاقتراض للمشاريع الإنتاجية الصغيرة، بحيث لم يعد المقترض بحاجة إلى موظف ليكفله.

بدورها الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية رحبت بكل ما تمَّ اعتماده من مشاريع وبرامج ستنفذ خلال هذا العام 2017، وبالذات فيما يتعلق بالتوظيف، خاصة في ظل تزايد نسبة البطالة بين صفوف الخريجين من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين ليس لهم بوابة أخرى للعمالة في لبنان غير وكالة الأونروا.

وشددت الفصائل على ضرورة إبلاء الأهمية القصوى لكل القضايا التي طرحت على الأونروا سابقاً من قبل الفصائل والقوى واللجان الشعبية الفلسطينية، عبر الرسائل والمذكرات أو شفوياً خلال اللقاءات، وتحديداً في الاجتماع الأخير الذي عقد مع المفوض العام لوكالة الأونروا "بيار كراهينبول"خاصة تلك المتعلقة بالأمراض الخطيرة،كغسيل الكلى والسرطان والأعصاب والدماغ والقلب، والكبد، وأدويتها باهظة الثمن.

كما أكدت قيادة الفصائل الفلسطينية على ضرورة إيجاد آلية معينة للتعامل مع الحالات الخاصة في مجال الاستشفاء بما يتعلق "بصندوق الاستشفاء التكميلي"، وفق محددات ومعايير واضحة لا لبس فيها تسهل على المريض الذي يستهدفه الصندوق بالحصول على المساعدة المالية بالوقت المناسب.