من أجل أن أكون واضحا لامعا نافرا معفّرا

وإنما انتمى لحركة فتح لشيء آخر...

لأنها أم فلسطين

أو بنت فلسطين

لأنها سلّم الوصول لأمها أو ابنتها

لأنني رأيت فيها جادة الصواب

ولأننى أقبلُ أن أكون جنديا يخدم

نعم يخدم في أي موقع أو مهمة أو تكليف

أقبل أن أكون عضوا

أصنع منهجي وأُظهر أثري، ونتاج ليلي ببلاغة...

أنا لا انتمي لمن تهزّهم المواقع أو المناصب

أو لمن يختالون فيهتزون كالريشة في مهب الريح

أو كأولئك السكارى في الليل البهيم

ومن هنا نُحسِن البداية.

أنا لا أنتمي لحركة فتح

لأحصل على مكافأة نهاية الخدمة

أو لآكل منها المحاشي أو القدرة أو المشاوى أو المناسف أبدا...

ولست أسعي لسدر الكنافة اللذيذ

ولا إلي أصابع الكلاج (الأُلاز) الزاكي

فلست بالساعي لغرور السلطة الواهن، وبِطنتها أو ردائها الوثير

يكفيني رداء محمد (صلى الله عليه وسلم)

أو عمامة علي

لست ممن يلتذّ بممارسة نفوذ التسيّد علي رقاب الناس.

لقد انتميت لحركة فتح لأنها حركة الدراويش

فأضع خدي مداسا للفقراء الذين يعزمون علي النضال

فيصلوّن الفجر

ويقرعون أجراس الكنائس

مردّدين نشيد البرتقال

رافعين رايات الغضب وعصير الزيتون

أنا لا أنتمي لحركة فتح

لأنها تمثل شخص هذا أو ذاك

بل لأنها تُمثل فكرهم/فكرنا الجمعي، وسعيهم الكلي

وثوريتنا الجامحة

وأنا انتمى لحركة فتح الفكر والثقافة والأصالة الحضارية

ولأنها ترفع الأهداف فوق الشخوص

وتحتمي بأصالة الانتماء للأرض

وبسالة الشعب وإبائه...

في امتداد رحيق الأمة يرطّب أفواه الجماهير

أنا لا أنتمي لحركة فتح

منخدعا بالأضواء البرّاقة أو بحليب السلطة منزوع الدسم

وإنما انتمى لأخدم

وأقدّم

وأعطي

فأنا أخذت منها الكثير

من القيم والانتماء والنظرات والسلوى

وتعلمت منها

الإباء والتساند والصلابة ونبع الحنين

أنا لا أنتمي لحركة فتح

لمجرد أن أكون رقما

أو أضافة

أو ملحقا تافها

وإنما انتمى لحركة فتح لأمنح وأشارك وأبدع

وأصنع مع إخواني/أخواتي مستقبل بلادنا والمحيط اللُجّي

أنا لا أنتمي لحركة فتح

إلا لأنها تشبهني... فهي تشبه فلسطين...

بالغني والتنوّع وثراء متحف التراث

وشذرات الفكر

انتمى لها لأنها تعجّ بناس يمتلكون من الإيمان

وطيبة القلب

ونزق الحُب الذي يفيض.... فيجري أنهارا

في حركة فتح نتصارع ونتشاكس

ونختلف ثم نأتلف

وتظهر فينا نوازع الإنسانية

والألم حين تحتقرنا دبابات العدو فتقتحم بيوتنا وعقولنا...

نرفض

ونصرخ بصيحات الأمل المقرون بالعمل

إذ نحمل الحجر

ونجعله الشاهد الحي علي موكب الشهداء

أنا لا أنتمي لحركة فتح

لأنها حفلة عرس

أو مهرجان

أو مؤتمر

أو مسند أريكة

أو لأنها بوابة فحيح

أو منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي.....

هي فتح

لأنها مفتاح العبور وسياج آمن، وتراث كامن

هي فتح

لأنه (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)

لأنها سياقٌ متصل لم يجعل النهايات منفصلة عن البدايات،

هي فتح

لأنها سياق يتكامل …

يجعلني أصحو مطمئنا علي أطفالي وجيراني

وعلى أهلي وأصدقائي

مطمئنا تحت سماء فلسطين العالية وشجرها الضارب الجذور لآلاف السنين

أنا لا أنتمي لحركة فتح

لنوازع الأنانية أو المصلحيّة أوالكبرياء الفارغة،

حركة فتح هي مجالي

لأنني أشارك إخواني وأخواتى

وهي مجالي

الذي أصنع به وبهم ومعهم معلّقات الفتح

في جوف الكعبة

ولأنني معهم أقطف سُهد النخيل في باحات المسجد الأقصى المبارك

انتمي لحركة فتح لآنني أرفض

الاستبداد

واستغلال الناس

والشخصانية

والتكفير

والتخوين

وأرفض ربط القرار بعنق من لا ترد كلمته

وأركز على فلسطين آولا

فآخوض الصراع الآكبر والكبير والصغير

أنا أنتمي لحركة فتح فخورا

بأن يشيرون لي من البعيد قائلين:

من بريق عيون الفدائيين تشرق المنايا والرزايا

وترتفع توابيت الشهداء

وتتدلى أعواد المشانق

وتنتفض الأيادي المكبلة بزرد السلاسل.

انتمي لحركة الشارع لأن فيها

ينتفض قلم الكاتب وريشة الفنان وحنجرة الشاعر وقبضة المقاتل

وترتج الأرض تحت هدير غضب صبايا فلسطين وشبيبتها

أنا أنتمي لحركة فتح

لإنني أشم فيها رائحة الحالم

يصحو على صياح الديكة

مبهورا بجمال الفجر

مسحورا بإبهار آيات الله جلّ وعلا

وانتمي لحركة فتح لأنني أرغب فيها أن أُقبّل يد العامل

وأغسل قدم الفلاح

وأخيط رداء أمي.... في نسيج كل الأمهات...

في حركة فتح

أعانق بحر حيفا

والمجدل

ورفح

وأطل فيها من علياء جبال الجليل

حتى صحراء السبع وأريحا والخليل....

فهل ستظل هكذا؟ أم أضلّ أنا!

أنا لا أنتمي لحركة فتح، بل لفلسطين ، حيث وجدت المفتاح أخيرا.