بقلم/ محمد سعيـد

 

كلُّ شيءٍ يتغيّر هنا بسرعة

لا أخفي عليك انزعاجي إذا قصفتْ المدرَعاتُ أحشائي

وأردتني كشريط فيديو في هذه الحياة

لن أتحرّك بعد التصفيق

لن أنشغل كما يروق للبعض بدمي وفجري

إبعثْ لي برسالة حتى أصدح

ولا تذهبْ مضرجاً بالذهب وتتركني عالقاً بغيمة

إتّصلْ بهاتفك المحمول على الأكتاف

خذْ الفردوس ولا ترحلْ

أقلّهُ انتظرني

ألو، ألو، لا تذهبْ

لم أذهبْ

لا أزالُ عند باب الحديد

هل وصلتَ قبل الوقتِ الى الحديقة

هلْ متَّ مثلي، ألو

كنْ كثيراً، ألا تسمعني

في أحسن الأحوال لا أعرف مكاني

يا إلهي

وأنتَ تغدِقُ قهوتَكَ عليَّ استعذبتُ لساني

ألا تذكرُ شيئاً من الحياة

لماذا هل تريد منها شيئاً

لا، هناك أسبابٌ أخرى تجعلني أقودها

كسيّارةٍ خفيفةِ الدّم

في هذا الباركينغ المزدحم بالناس

لا مكان للحياة داخل البيت

فتّشْ عنها إذاً

إبدأْ من شَعرِها الى سائرِ فيضِها

ولا تظننّ أنكَ وحدكَ

هناك ليل ونهار وأشجار كما وعدتُكَ

تأكّد أن النائمين على البلاط لن يستفيقوا

سأعطيهم  البريّةَ ومحراثَ الأحلامِ

سأرشّهم بعرق الخيول ورائحة التوابل

ولكنهم لن يستفيقوا

سأقولُ لكَ أن الحياة تذكرُني بالحرب

و"بالبوسطة" وبالشعارات الهائلة

لقد أُخليتْ الساحات ولم يعد هناك شِعرٌ

بدأ الهاكرز يملأون الشاشات

ويهاجمون القلاع الحصينة

الحرب سجال

لم تعد الأيام نظيفةً كما لو أنها مولودة للمرة الأولى

وخالية من الذكريات

كهذه الفراشة العابرة فوق رؤوسنا

والمرتديةِ سندسَ وحدتها ككل العالم المسهب

في البحث عنك

كأنك من كثرة الليل ممسك بسندباد في أحياء المخيم

الحالم تأخّر ينبغي له أن يصحوَ

صوت المؤذن يزحلُ من رأسي كعلبة دواء

كهذه الفكرة التي كبُرتْ كشجرة

ليت الذئبَ يفترسُها حتى العظمِ

ليس الشعبُ ضريراً

الشجرة لا تبصر

علّقتُ قلبي عليها وتركته يتلف بعد أن نقرته العصافير

لأنني ندمتُ على حياة تورّمت كنهدين مليئين بالسيليكون

على مرقد القطة فكرة مستيقظة كالحصان

سأرميها في الإسطبلِ لتجد ما تأكل

الى إن أكفَ عن خنقِ نفسي

وتبرير الخسارات بأسباب وحجج

ليست مقنعة حتى لقطط الشوارع

فكرةٌ سقطتْ كقطعة قماش

وأخذتْ تقضمني من قدميَّ الى آخر النهر

كنْ حذراً

في الصباح يضج النهار بالسكاكين

ومساءً تغيبُ الشمسُ في الغرائز

لو غادر الحياة شهيدٌ

وترك قلبهُ في أحشائكَ

هل كنتَ ستفهم ما يحدث في الأعالي

هذا ما قصدتُ.