مجلة القدس- تحقيق/ غادة اسعد

مرةً أخرى يُثبِت فلسطينيو الداخل لأبناء شعبهم في غزة والقطاع ولأشقائهم اللاجئين في العالمَين العربي والغربي، وللعالم قاطبةً أنّ الفلسطينيين لم ولن يتخلوا عن هويتهم وانتمائهم ووطنهم مهما طالَ الوقتُ أو قَصُر.

وها هم الفلسطينيون حاملو الهويات الإسرائيلية قسرًا، يؤكِّدون مِن جديد، أنّ الهوية ليست سوى مسألة ترتيب مواطنة للحصول على حقوقٍ إنسانية كسائرِ البشر.

 

تموز يقلِب الطاولة على الإسرائيليين

أطلَ تموز 2014، ليقلِب الطاولة على الإسرائيليين، وليؤكّد أنّ الفلسطيني إنسان يملك كرامةً وكبرياءً وليسَ مجرد رقمٍ يُعدُ ويُحصى، وإن غابَ تنسَاهُ الدُنيا.

فالفلسطيني ما عادَ بإمكانه أن يصمتَ على محاولة حصره في بقعةٍ ضيّقة، وحشر مليون ونصف المليون في قطاعٍ مُحاصَر، فُرضَ عليه ألا يتمتّع بسمائه أو أرضه وبحره.

ولا يختلفُ الحالُ في الضفة الغربية والقدسِ والداخِل، فكلّ الأماكن سجنٌ كبير، يقفُ الإسرائيليُ على بابه، مانعًا الحياةَ مُتعاملاً مع الإنسان كـ"الحيوان"، بل وربما أسوأ!

وفي حينَ حافظَ الفلسطينيون على هويتهم الفلسطينية في الداخل والضفة والقطاع، حاوَلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة طوال الوقت استهدافهم في الداخل عبر سياسة العنصرية والتمييز.

والآن فإن الفلسطيني الذي صمتَ طويلاً لم يعُد قادرًا على الصمتِ أكثر، وحينَ يثور الأشقاء في الضفة والقطاع، يشعرُ فلسطينيو الداخل، أنهم جزءٌ مِن هذا الشعب، أشقاء، تربطهم وحدة الدمِ والمصير، فعائلاتٌ كثيرة في الداخل لديها أقارب وأعزاء من الدرجة الأولى في الضفة والقطاع، لكنّ العنصرية الإسرائيلية تحاوِل أن تُجرد الفلسطيني من إنسانيته، متغنيةً بالديمقراطية التي سقطت منذ أولِ يومٍ قامت فيه هذه الدولة على أنقاضِ الشعبِ الفلسطيني، ونَكبته من العام 1948، ولا تزال تنهش لحمه وعظمه، حقدًا وشراسةً.

 

عنصرية إسرائيل تتبدّى بأشكالٍ شتّى

في حديثٍ مع المحلّل السياسي د. مهند مصطفى صرّح لـ"القدس": "أنّ إسرائيل طوال الوقت تحلَّت بالعنصرية، التي ازدادت استفحالاً مع صعود حكومة نتنياهو عام 2009، ورسمِه سياسةً ممنهجة، تُقصي العرب، وتفرض عليهم طوال الوقت قوانين عنصرية، فتَتَدَخّل في مناهجهم التعليمية، وتحاول أن تُنسيهم النكبة، هذا الصوت المؤسساتي المتمثّل بنتنياهو، أثر بالتأكيد على الخطاب العام الإسرائيلي الاستعلائي العِرقي، الممنهج، الذي أظهرته تصريحاتٌ لعنصريين طوال الوقت، آخرهم ليبرمان الحاقد ومعظم الإسرائيليين قيادةً وشعبًا".

ويضيف د. مصطفى: "إسرائيل تُحاوِل استغلال حقوق المواطنين الفلسطينيين في الداخل بالتلويح بالمبلغ الزهيد الذي تدفعه مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية، لكنها تتناسى أنها تأخُذ مُقابل ذلك الضرائب وتسرق حقوق العمال الفلسطينيين، وتستغلُّهم أبشعَ استغلال، وتركّز طوال الوقت على تهويد العرب، وتُقصي قيم الديمقراطية، من خلال محاربة إحياء ذكرى المناسبات الفلسطينية من نكبة وحروبٍ وتمزيقٍ لأبناء الشعب الواحد، وفرض قوانين عنصرية كثيرة، بينها "منع لم الشمل"، بين الفلسطينيين في أيِ مكانٍ وربطهم بأشقائهم في الداخل، إضافة إلى قانون "منع إحياء النكبة"، ومؤخرًا "قانون يتم دراسته بجدية ويقضي بـ"إطعام السجين الأمني قسرًا".

ويتابع د. مصطفى: "يحاولون منع ذكر الرواية الفلسطينية، وإقصاء العرب سياسيًا، والتخطيط لتبادُل سكان، والتعامُل مع المواطَنة الجزئية، كل ذلك فجّر الاحتجاج الكبير الذي أثاره فلسطينيو الداخل، مقابل بروز العنصرية وروح الاستعلاء، وإظهار العربي الفلسطيني كإنسان يُمكن شراؤه بحفنة من المال.

وعكس التوقعات نجح العرب في الداخل بالظهور كمجتمع وطني، متضامن مع أبناء شعبه، يجمع فكرًا وخطابًا متقدمًا تنويريًا، يملك العزّة والكرامة، ويواجه العنصرية، والعنصريون الذين لم يعودوا يحتملون العربي، ومِن حيثُ لا يُدركون، فإن هذه العنصرية ستحجّم الإسرائيلي، وتجعله معزولاً أكثر في قضاياها الداخلية وفي خسارته للكرامة، ولاحترام الشعوب".

 

سياسيًا: اليسار الإسرائيلي يكاد ينصهر

أثارَ د. مصطفى قضية الخطاب اليساري الأيديولوجي، الذي تقلّص بشكلٍ كبير، حيثُ أنه في بدايات قيام "الدولة الإسرائيلية" على أنقاض الفلسطينيين، انطلقَت أصوات من أحزاب اسمت نفسها يسارية، بينها حزب العمل، لكنه كغيره أثبتَ بالقطع أنه لا يختلف عن عنصرية الدولة، وكأنّ المكان يُغذي الجميع بروحِ الكراهية، بشكلٍ متساوٍ، فمثلاً مَن اخترعَ فرض الفصل العنصري، وصُنع جدارٍ (من حديد) وليس من باطون، هو زعيم حزب العمل السابق عمرام متسناع. فالإسرائيليون أرادوا حصارًا حديدياً، ومساحة فلسطينية مُحاصَرة، وخطابًا تخويفيًا ترويعيًا، بينما بقيت أصوات لا تتجاوز أصابع اليد، ممن يؤمنون بحق الفلسطيني بالعيش بكرامة أسوةً بسائرِ البشر.

وفي مقالة لكاتبٍ إسرائيلي هو تسفي بارئيل، خاطب بلغة اليسار بعض العرب، الذين انخرطوا في المجتمع الإسرائيلي لكنهم عندما وقعت الحرب تراجعوا، وهربوا – كما يراهم اليسار، وانتقد على حد تعبيره، تذكُّرهم لعروبتهم فجأةً، وإدراكهم ان المجتمع اليهودي لن يرضى بهم مهما تبوّأوا من مناصب.

وعرض للنظرة اليمنية المتطرفة تجاه عرب إسرائيل، حيثُ قال "لن يساعدكم إذا كنتم مسيحيين أو مسلمين، فلاحين أو أطباء، أعضاء في التجمع، أو الديمقراطية أو الموحدة أو العمل أو شاس. في أفضل حالتكم ستكونون "طابورًا خامسًا"، وفي وضعٍ أقل من جيد تكونون "حماس بصورة أخف".

وتابع "أعداؤكم الكبار هم الليبراليون، أعضاء البرينجا (الطبقة المثقفة المتعالية)، وكأنهم تبنوكم واعتبروكم منهم، أو الأحزاب اليسارية، انتم مشكلة "حقوق المواطن"، ومردفًا "هم يريدون أن يكونوا اليهودي الطيب، المخلص للدولة، تمامًا كاليمين. لكنهم أيضًا يحبون أن يسيروا كما الليبراليين، هذا الرداء الذي أخاطوه. ذلك الذي يعارض الاحتلال، الذي يساعد العمال الأجانب، الذي يؤمِن أنّ الأقليات الاثنية هي مكسب ثقافي وجزء لا يتجزّأ من الدولة. يريدون أن يتواصلوا معهم، زاروهم في قراهم، هي قراكم، شرط ألا تتظاهروا في قراكم. هم موافقون على أن تحصلوا على ميزانية من الدولة، لكن رجاءً يكفي الحديث عن النكبة.

كانت هنالك نكبة، لكنها انتهت، انتم اليوم إسرائيليون، كونوا منطقيين، هاجموا حماس. انهم غاضبون جدًا لأنّ البدو في النقب غير محميين، لكن ما من حل. رأيتم بأنفسكم، حتى الاستئناف قرر أن تبقوا في الأرض، غطوا رؤوسكم وصلُّوا. لا تقولوا أن محكمة الاستئناف تكره العرب. في المحكمة متنورون وتقدميون مثلنا".

وأردف "الجريمة الكبيرة هي أنكم منحتم شهادة حسن سلوك "لليبراليين"، اليهود، فبسببكم، نستطيع التلويح كذبًا انكم تمثّلون المساواة والحرية، وممثلوكم الليبراليون في الدولة، التي فيها العربي أيضًا يمكِنُه الوصول للقمة، أنتم هويتنا الجوفاء الفارغة، والآن بدون تحذير مُسبَق، تريدون القيام والذهاب؟ تتركوننا في نضالنا الشرعي مع هويتنا الليبرالية؟" وختم بالقول: "أنتم أجندتنا، انتم سلاحنا في وجه اليمين، ارجوكم ابقوا عربًا يهودًا، ذهبتم بالرغم من كل هذا؟ دائمًا كان لدينا شعور أنكم ستغرسون السكين في خاصرتنا. فأنتم عربٌ".

 

 

فصولٌ من العنصرية الإسرائيلية الانتقامية

استغلّ الإسرائيليون هذه الحرب ليحاربوا كل عربي، ويكرهوا كل فلسطيني، ففي أكثر من مكانِ عملٍ كان مُشتركًا للعمال العرب واليهود، تمّ فصل العرب بحجة تماهيهم مع المقاومة الفلسطينية في غزة، وكانت صفحات الفيسبوك هي الـمُحرِّك والدليل على أنّ هُناك تضامنًا فلسطينيًا مع المقاومة، علاوةً على الحملة التحريضية التي طالت باليدِ واللسان والرسائل والانتقام الجسدي والنفسي وبحق الممتلكات أيضًا، والتهديدات التي وصَلت عددًا كبيرًا من الفلسطينيين في الداخل سواء كانت عبر الرسائل الهاتفية أو مِن خلال رسائل استدعاء شرطوية.

 

ومن أبرز مظاهر هذه العنصرية:

*مطالبة ليبرمان بمقاطعة الأسواق العربية في الداخل

*فصل إسراء غرّة – مستشارة تربوية ونفسية في بلدية اللد، (اللد مدينة مختلطة)، التي يرأسها يهودي يدعى يئير رفيفو، لإبدائها رأيها في مقتل جنود إسرائيليين على يد المقاومة عبر صفحات الفيسبوك

*ملاحقة الطلاب العرب في جامعة تل أبيب، مِن قبل اليمين المتُطرِّف

*فصل طالب عربي يعمل في معهد التخنيون العلمي التطبيقي لأنه تماهى مع المقاومة

*حرمان المقدسية رجاء العموري من دراستها النهائية بسبب تعليق ساخر على الجنود الإسرائيليين

*الاعتداء على الصحافي الفلسطيني فراس خطيب أثناء تغطيته لأحداث غزة، عندما كان قريبًا من الشريط الحدودي مع غزة، ومعه زملاؤه- طاقم الـ"بي بي سي"

 

تهديد اقتصادي؟!

حول التهديد الاقتصادي بحق العرب علّق الباحث الاقتصادي إمطانس شحادة: "تأتي مطالبة ليبرمان بمقاطعة المصالح العربية في ظل تنامي العداء العلني كمحاولة لفرض موقف سياسي غير وطني يسري على المجتمع العربي في الداخل، خاصةً أنّ المجتمع العربي في الداخل أظهر موقفًا أخلاقيًا ضد الحرب على غزة هو المجتمع العربي، حيثُ خرجت المظاهرات والاحتجاجات ضد الحرب والقتل، بمشاركة المجتمع والقيادات السياسية والإعلامية دون استثناء، ولا تزال هذه التظاهرات مُستمرة حتى اليوم".

وتابع: "قد يتناسى ليبرمان والإسرائيليون بالمجمل أن المستفيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المجتمع العربي والاقتصاد الاسرائيلي هو الجانب الإسرائيلي، الذي يحتاج الى تسويق منتجاته محليًا، في ظل عدم وجود علاقات مع دول عربية، فيبقى الاستهلاك محليًا، بينما يُضطر الفلسطيني إلى الاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي لأنه تحت احتلال، وسيطرة يهودية، ويُمنع أو يتم التضييق عليه في إقامة مصالح تجارية بملكيته، فإسرائيل تعرف تمامًا أنّ الاستقلال الاقتصادي يعني المطالبة بالحرية والاستقلال السياسي والإرادة والانفصال عن الإسرائيلي وهذا ما لا يرضاه الإسرائيليون بالتأكيد".

 

أيام التصدي والبطولة في البلدات الفلسطينية في الداخل

عندما يتعلَّق الأمر بالاحتجاجات والتظاهرات تبدو قبضة الشرطة الإسرائيلية خلال الاحتجاجات والتظاهرات التي تجري في الداخل الفلسطيني، بمثابة اليد الحديدية التي تُحاصِر المُشاركين بكلِ قوةٍ لمنعهم من التعبير عن تضامنهم مع أشقائهم في غزة.

وقد أكّد المحامي رياض محاميد أنّه "منذ الثالث من تموز الماضي، تمّ اعتقال 650 متظاهرًا، وتمّ تحرير معظمهم بقيودٍ، بينما يُنظر في لوائح اتهام 40-50 متهمًا، ينتظرون الإجراءات القانونية، ولم نرَ بعد بيانات الشرطة، وادعاءاتها، بينما هناك أكثر من 20 شخصًا قيد الاعتقال، وسيتم النظر في الاتهامات بحقِهم حتى 11 آب القادم، وتمّ تحرير 650 بقيود 40-50 لائحة اتهام في كل البلاد، وستتم متابعة الإجراءات القانونية، علمًا أنّ معظم المعتقلين يُنظر في اتهاماتهم في محكمة عكا، وبينهم معتقلون من عكا، طمرة، شفاعمرو، سخنين والمنطقة".

وعقّب المحامي رياض محاميد، ممثل بعض المتهمين، على ما يجري قائلاً: "رغم أنّ المظاهرة جاءت بتصريح من ضابط شرطة حيفا، في موقع المظاهرة، إلاّ أنه في نهاية المطاف، طلبت الشرطة تفريق المتظاهرين، ولم تُعطِ الوقت الكافي للمتظاهرين، كي يفضوا التظاهرة، بل اعتدت مباشرةً عليهم بالضرب المبرّح، وأيضًا على أعضاء كنيست ومعتقلين تمّ اقتيادهم بشكلٍ غير قانوني، علمًا أنّ بعضهم اعتُقل لمدة خمسة أيام دون محاكمة، وكُنّا قد قدمنا استئنافًا للمركزية، إلا أنّ الشرطة قبلت باستئناف الشرطة، وتمّ تحرير بعض المعتقلين، بينما سيجري عرض المعتقلين الآخرين أمام المحكمة للنظر في لوائح الاتهام، وقد لاحظنا في الأيام الأولى للمحاكمات التي جرت أن عددًا من القضاة غير العرب كانوا غير موضوعيين ومنحازين".

أمّا المحامية سهاد بشارة من مركز عدالة القانونية فأوضحَت أنّ "العنف الذي مارسته الشرطة كان بحجمٍ كبير وغير متوقع، فأكثر من 4 أشخاص احتاجوا إلى علاجات طبية، وإجراء عمليات لازمة، سواء في الناصرة أو في حيفا، وقد تجاوزت الشرطة وظيفتها من خلال مخالفات قانونية تجاه قاصرين، إذ مارست العنف بشكلٍ مكثّف تجاههم، ومنع ذويهم من لقائهم، ولم تقبل باستشارة المحامين".

وفي تعليقها قالت بشارة أيضًا: "لا شكّ أنّ القبضة الحديدية التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية لهي دليل على الغضب الكبير والعنصرية الكبيرة التي تترجم بأوامر حبس وباعتداءات وبتعزيز الحقد الإسرائيلي إعلاميًا وسياسيًا واجتماعيًا، وهذه الصورة مِن أخطر الحالات التي يمُكن أن تجري في أيةِ دولةٍ في العالم، ولا يُمكن لهذا الحقد الإسرائيلي إلا أن يُثير غضبًا لفلسطينيي الداخل".

 

الحراك الشبابي في الداخل يحافظ على كرامة الفلسطينيين

ونحنُ نتحدّث عن التحريض الإسرائيلي المتمثّل بالساسة والمواطنين، لا يمكننا إلا أن ننحني لهامات الشبان الذين اثبتوا أنّ الجيل الجديد لا يقلُ التزامًا ووطنيةً عن سابقيه بالحفاظ على الوطنِ والهويةِ والبقاء.

وعن الحراك علّق الناشط السياسي ربيع عيد قائلاً: "بالرغم من محاولات ضرب الحراك من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلال حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت المئات من المتظاهرين، إضافة لدعوات التحقيق وأحكام الإبعاد عن البلدات للناشطين، ما زال حراك الشارع مستمرًا ويتوسع كما شهدنا في مظاهرة حيفا والناصرة مؤخرًا، ومشاركة شرائح جديدة في المظاهرات. وبالرغم من محاولات التهدئة التي بادر اليها بعض القيادات ورؤساء المجالس المحلية العربية (بضغط إسرائيلي)، إلا أن الشارع ما زال يضج بالمظاهرات والمواجهات بشكل يومي ومُتَصاعِد بعد العدوان الإجرامي على غزة".

وتابع عيد: "يأتي اطلاق مصطلح انتفاضة على ما يجري هذه الأيام باعتبار أننا ندخل مرحلة جديدة من العلاقة مع المؤسسة الإسرائيلية على صعيد القضية الفلسطينية والتمرُّد على ضوابط السيطرة التي تقوم بها الدولة الإستعمارية، كما حصل في الإنتفاضة الأولى والثانية وأيضًا في يوم الأرض، إلا أن هذه المرحلة تتسم بالتضييق والملاحقة والتحريض، وتصاعد حدة المواجهة مع المؤسسة الإسرائيلية في الوقت نفسه".

وأنهى عيد كلامه قائلاً: "في هذا المنعطف الجديد المرتبط بالحرب العدوانية على غزة وصمود المقاومة، بِتنا بأمس الحاجة لتحويل الغضب المتفجِّر إلى حالة جماهيرية منظمة مع خطة نضالية استراتيجية تصمد في وجه القمع، وتتمكن من توسيع شرائح المجتمع المشارِكة ودائرة المواجهات على مختلف أشكالها، ومواجهة محاولات كسر الصمود وإضفاء النَفَس الثوري الذي يجب الدفع فيه قدمًا، خاصةً أنّ هذه الأيام تحتاج منّا إلى بذل جهد مضاعف ومكثّف، واستغلال الفرصة التاريخية في لحظة المد الثوري للنهوض بقضيتنا وآمال شعبنا بالتحرر".