عظمة الثورة الفلسطينية أنها لا تنسى شهداءَها، لأن الشهداء هم من صنعوا مجد هذه الثورة، وبدمائهم رسموا حدود الوطن، وجعلوا من عظامهم جسر عبور إلى الوطن.

في صبيحة عيد الفطر السعيد الذي صادف الأربعاء العاشر من شهر نيسان ٢٠٢٤ وتكريماً لشهداء الثورة الفلسطينية، ووفاءاً لتضحياتهم، زارت وفود فلسطينية ولبنانية رفيعة المستوى، تقدمهم سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا، ووضعوا اكاليلاً من الغار على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية، باسم السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والجبهة الديمقراطية ورعاية أسر الشهداء. 

شارك إلى جانب سعادته نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وقيادات حركة فتح في بيروت ومخيماتها ومكاتبها الحركية وكشافها، واللجان الشعبية وأفواج الإطفاء الفلسطينية وحشود فتحاوية وشعبية.


وألقى كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية رياض منيمنة، رأى فيها أن لا فرح هذا العام في ظل الظلم والعدوان الذي يعاني منه أهالي غزة والضفة الغربية، إضافة الى ما يتعرّض له الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال، داعياً إلى الوقوف إلى جانب أهالي القطاع وعموم فلسطين، وتأمين وصول المساعدات لهم. 

واعتبر منيمنة، أن الفرح يبقى ناقصاً هذا العام في ظل العدوان الذي يتعرض لها جنوب لبنان من عدوان صهيوني ويقدّم لبنان فيه خيرة شبابه في المقاومة دعماً لفلسطين، إلى جانب محاولات العودة إلى زمن الفتن المشبوهة التي يحاول البعض أن يجرّ اللبنانيون لها، مؤكداً أنه وعلى الرغم من الحزن الذي يطغى على هذا العيد، إلا أنه يبقى مشبعاً بالثبات والمقاومة والنصر الاكيد في جميع الجبهات المساندة لفلسطين. 


سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، بدأ كلمته بتوجيه التحية إلى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وشهدائها وفي مقدمهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، متسائلاً إلى متى سيستمر هذا الظلم على الشعب الفلسطيني، موجّهاً كلمته إلى الضمير العالمي للصحوة من كبوته وليقول كلمة الحق في أعدل قضية عرفها التاريخ، داعياً المجتمع الدولي ليتجرأ ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة، والاعتراف بدولة فلسطين حرة مستقلة، الى جانب دول العالم. 

ورأى دبور أن مجلس الأمن الدولي، الذي أُسّس ليرسي الحق ويسنّ القوانين والتشريعات بالحق في فلسطين والعالم، وقرارات الشرعية الدولية تبقى حبراً على ورق طالما أن الشعب الفلسطيني لم يعطَ حقوقه الكاملة. 

وأبرق دبور باسمه وباسم القيادة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني، بتحية الإكبار والإجلال إلى أهالي قطاع غزة، على هذا الصمود الذي يسّطرونه في أروع ملاحم الصمود، داعياً باسم الدماء الزكية التي تسقط إلى التوحّد وأن يكون الجميع كلمةً واحدة في وجه هذا العدو المتغطرس، معتبراً أنه من حق دماء الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ أن يكون الجميع متوحداً في وجه العدوان الذي يستهدف البشر والحجر ويرقى الى مستوى الإبادة الجماعية. 

ووجّه دبور الإنتقاد للمشكّكين أن ما يحصل في غزة وعموم فلسطين ليس إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، داعياً المجتمع الدولي إلى الكف عن الكيل بمكيالين، لأن دماء الأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية وإقتلاع الحجر والبشر من أرض فلسطين، هو خير دليل على أن ما يحصل أكثر من إبادة جماعية. 

وختم دبور، بتوجيه التحية إلى القيادة الفلسطينية الحكيمة وفي مقدِّمها سيادة الرئيس محمود عباس، الذي يخوض اليوم إلى جانب كل الجسم الدبلوماسي والسياسي أشرس معارك الدبلوماسية في مواجهة الإحتلال.