بقلم: بلال غيث كسواني

أثارت حادثة قتل الاحتلال للطفل رامي الحلحولي شمال محافظة القدس في اليوم الثاني من رمضان أثناء لهوه بالألعاب النارية أمام منزله خشية المقدسيين وخوفهم على مستقبل أبنائهم في ظل تصاعد عمليات الاستهداف للأطفال المقدسيين بالقتل والاعتقال.

الطفل الحلحولي الذي لم يكمل عامه الثالث عشر، من مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، كان يلهو مع أقرانه قرب منزله بالألعاب النارية، عندما أطلق أحد جنود الاحتلال النار عليه من برج عسكري لتستقر رصاصة في قلبه قبل أن يعتقله الاحتلال ويعلن عن استشهاده في وقت لاحق.

وتقول عائلة الطفل: أنه أنهى صيام يوم الثلاثاء الماضي وانطلق للعب مع أقرانه في ساعات الليل الأولى وأطلق عليه الاحتلال النار رغم أن مقاطع الفيديو أظهرت الطفل يطلق الألعاب النارية للسماء، وقام الجنود باختطافه بعد إصابته ثم احتجزوا جثمانه بعد استشهاده.

وتقول ساندي حلحولي شقيقة الشهيد: إن شقيقها خرج لصلاة التراويح وعاد إلى المنزل وحصل على مصروفه وقام بشراء مفرقعات وأطلق جندي النار عليه بعد أقل من عشرة دقائق وقتله بدم بارد.

وتوضح ساندي، أنه لا يوجد في المخيم مكان للعب الأطفال، فيتوجهون للعب في الشارع ومنزلنا متاخم للحاجز تمامًا، ولا يوجد مكان يلهو به سوى أمام المنازل، وهو قتل أمام منزله، والعائلة كانت تنتظر عودة شقيقي إلى المنزل لتناول القطايف، ولكنه لم يعد حتى اليوم، وقد أصبح اليوم جل همنا هو إعادة جثمانه ودفنه بشكل لائق فهو لم يتجاوز 13 عامًا.

وتظهر التقارير الصادرة عن محافظة القدس استشهاد 24 طفلاً منذ مطلع العام الماضي حتى اليوم في القدس، ففي شهر كانون ثاني وشباط الماضيين استشهد 3 أطفال بينهم الطفلة رقية أبو دهوك التي لم تتجاوز الثلاث سنوات وقتلت بدم بارد على حاجز بيت إكسا.

وذكر التقرير السنوي الصادر عن محافظة القدس أن الاحتلال قتل 20 طفلاً في محافظة القدس من أصل 51 شهيدًا سقطوا في العاصمة خلال العام المنصرم.

من جانبه قال صلاح أبو سعود محامي الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الاطفال: أن الأطفال الشهداء بينهم رامي الحلحولي يقتلون على أيدي جنود الاحتلال لنشر الرعب والخوف لدى الأطفال وذويهم وتحديدًا في مدينة القدس وقطاع غزة بهدف قتل الإنسان وتفريغ القدس من سكانها.

وأضاف: بما أن الاحتكاك في القدس مع الاحتلال كبير، فهذا يسبب قتل عدد أكبر من الأطفال مقارنة بمحافظات الضفة الغربية، والاحتلال يقوم بالتبرير للجنود وتشجيعهم على مواصلة جرائمهم وتوسيعها بما يخدم مساعيه لطرد الفلسطينيين من أرضهم، فتلك الجنود تقتل الأطفال بدم بارد في بيت اكسا وبورين والقدس وغيرها من أرجاء الضفة هي سياسة ممنهجة وليست عفوية.

ما يحصل في الضفة الغربية مثل ما يحصل في غزة، نفس الاجرام، مع اختلاف في عدد الضحايا، فاليوم يسقط أطفال بدم بارد بنيران الاحتلال دون أدنى اكتراث بكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدلية والإنسانية.

من جانبه، قال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية: أن استهداف الطفل الحموري هو مثال للاستهداف العشوائي للمقدسيين من قبل الاحتلال وكثير من المقدسيين أطلق عليهم النار دون سبب، وفي أكثر من حالة قال الاحتلال أنه سيحقق في الاعتداءات لكنه لم يقم بذلك.

وبينَ أن جنود الاحتلال يطبقون أفكارًا تقوم على قتل الأطفال، وهم يعلمون أنهم لن يخضعوا للتحقيق ولن تجري محاسبتهم، ولم تسجل محاسبة جندي واحد من لجان محلية في دولة الاحتلال وكذلك لم يسجل أي تحقيق من لجان دولية أيضًا.

وأضاف: أن ما يجري في القدس مقلق من حيث استهداف الأطفال بالقتل والاعتقال، وأن الاعتداءات على الأطفال مرشحة للزيادة، وهناك رسائل متعددة لما يجري تهدف لتخويف المقدسيين من أجل تهجيرهم من مدينتهم وتهويدها.

وأوضح الحموري أن الأطفال يفترض أن تتوفر لهم حماية ورعاية حسب القوانين الدولية، وحتى في حال اعتقالهم يجب أن يكون وفق القانون، في حين يتعرض الأطفال المقدسيين للرعب في عمليات الاعتقال التي تتم في ساعة متأخرة من الليل.