بكثيرٍ من الحزن وعميق الأسى، وبقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء اللّه وقدره، ينعى إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان إلى جماهير شعبَينا اللبناني والفلسطيني، وأمتنا العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم المناصرين لقضيّتنا، الإعلاميّة القديرة جزيل خوري التي انتقلت إلى جوار ربها بعد مضاعفات إصابتها بمرض السرطان التي كانت تعاني منه، تاركةً مسيرة نضالية حافلة بالعطاء والكفاح والتضحيات والإنجازات الخالدة في الصحافة العربية.

يفتقد لبنان اليوم إعلاميّة وطنيّة تركت بصمة لها لعقود من النضال والالتزام، قدمت عدداً من البرامج الحوارية الثقافية، وكانت عضوًا منتخبًا في مجلس إدارة المنتدى العالمي لتطوير الإعلام بين 2016 و2020، وعضوًا في لجنة تحكيم جائزة "غيلرمو كانو" لحرية الصِّحافة التي تمنحها اليونسكو، بالإضافة إلى حصولها على تكريمات عدة.

إننا نودّع اليوم إعلاميّة قديرة ومناضلة وطنيّة كبيرة أفنت حياتها دفاعًا عن الحقوق والقضية الفلسطينية، وعن عروبة ووحدة لبنان وسيادته على كامل أراضيه، تركت إرثًا إعلاميًا زاخرًا تناولت فيه قضايا عربيّة ودوليّة واسعة وفي مقدمتها القضيّة الفلسطينيّة، التي لطالما أحبتها ودعمتها على منبرها الإعلامي.

وإذ نتقدَّم في إعلام حركة "فتح" بأصدق مشاعر التعزية والمواساة ولشعبينا الفلسطيني واللبناني، ولعائلة الفقيدة ورفاق دربها ومحبيها، وندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمّد فقيدتنا بواسع رحمته، ويشملها بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنها فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.