في الواقع أضحكنا ربيب الخرافات والأكاذيب، الإرهابي، الفاشي "سموتريتش" وهو يحاضر في التاريخ والجغرافيا....!!! وطبعا وكما هو معروف، كلما تحدث الجاهل في أي موضوع كان، كان مسليًا ومضحكًا، و"سموتريتش" وقد اتضح أنه جاهل من طراز خاص، أنكر وجوده هو دون أن يدري، حين أعلن أنه الفلسطيني الأصيل (...!!)  إذ كيف لا وجود لشعب اسمه الفلسطيني، في الوقت الذي يكون هو فيه  فلسطيني أصيل..!!هذه والله مفارقتا الجهل والحماقة معًا.

لا يعرف "سموتريتش" أن الفلسطيني الأصيل، ومنذ فجر التاريخ، ومنذ أن وجد على هذه الأرض، هو الكنعاني الذي أحاط القدس، بحقول الزيتون، وهو عيسى المسيح عليه السلام الذي أحاطها بنصوص القداسة، بقيمها الأخلاقية، ودعواتها للمحبة والتسامح والسلام، وهو ذاته الذي أراد الله العلي القدير لمكانه أن يكون مباركًا وتجمّعًا للأنبياء في المسجد الأقصى، ومنصة للرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم ليعرج إلى السماوات العلا، وهو ذاته أيضًا الذي يحيط القدس اليوم، بروح المقاومة، والصمود والتحدي.

من أين "لسموتريتش" أن يعرف كل ذلك، وهو القادم من أوكرانيا..؟؟ هذا لا يعني أننا نعذره على جهله، فليس للجاهل من عذر، خاصة حين يوغل في تبجحه المضحك، وتطاوله على أبسط الحقائق، وأوضحها، وخاصة –أيضًا- حين يتوهم أن بإمكان لغة التخريف العنصري، أن تزيف التاريخ، والجغرافيا؛ فالأردن ليس شرقًا لدولة إسرائيل...!!  وإنما مملكة، ودولة لها كامل الحضور في جغرافيا التاريخ، والمكان، والحضارة والسياسة. 

وفلسطين بشعبها ليست حكاية عابرة في التاريخ، وهي من سجل في هذا التاريخ حضورًا لا مثيل له، في البناء، والتّحضر، والتطور الإنساني في حقول المعرفة والثقافة، وفي شؤون التين والزيتون، والميرمية، والهندباء، والخبيزة، وحتى شقائق النعمان.

ليقرأ "سموتريتش" -إن استطاع- اللغة العربية، ليقرأ ما كتب شاعر الدلالات المبهر، محمود درويش، " كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين".

مرة أخرى "سموتريتش" اليوم ليس معضلة إسرائيل وحدها، بل هو معضلة العالم الحر كذلك، التي ستتضخم مثل ورم سرطاني، إذا ما ظل هذا العالم غافلًا عنها، وبعضه العنصري مصفقًا لها ...!!

أوقفوا هذا الدعيّ الجاهل قبل فوات الأوان، وأما وجود شعبنا وحقيقته الراسخة في التاريخ، فلن يكونا محل نقاش مع الحماقة والجهل، هذه هي فلسطين، وهؤلاء هم نحن –الفلسطينيين- كنّا وما زلنا وعلى أرضنا سنبقى وفي دروب المقاومة سنواصل المسير حتى سدرة المنتهى، سدرة النصر والحرية والاستقلال.

 

المصدر: الحياة الجديدة