عاطف أبو الرب

الكل يشكو من السيول والمياه المتدفقة في الشوارع، خلال الأيام الحالية جراء الأحوال الجوية التي عصفت بالبلاد، إلا فئة من الناس يعيشون في خيم بسيطة أو عرائش في مضارب الأغوار، فلهم وجهة نظر أخرى في هذه الأحوال الجوية، حيث إن للأمطار لديهم معاني وأبعادا أخرى، فرغم كل ما يرافقها من برد وبلل للبيوت، إلا أن المطر يحمل من وجهة نظرهم الخير والبركة التي تحل في الأرض.

عبد الرحيم بشارات من سكان الحديدية في الأغوار قال: المطر بشكل عام خير، البيوت حصناها قدر المستطاع، وبحمد الله المياه لم تتسرب للبيوت، لكن بركسات المواشي والأعلاف تعرضت لمياه الأمطار، ومع هذا الحمد لله، لم تسجل أية أضرار مباشرة وكبيرة في المضارب خلال هذا المنخفض، ونأمل أن تمر الأحوال الجوية بشكل عادي. أما عن طلبة المدارس فأكد أن الأهالي ينقلون الأطفال بواسطة الجرارات الزراعية إلى الشارع الرئيسي ومن هناك ينتقلون إلى مدارسهم بواسطة سيارات وحافلات، وذلك بسبب بعد المدارس عن المضارب.

محمود هايل بشارات من سكان حمصة التحتا قال: هذا العام حصلنا على مساعدات من جمعية الإغاثة الدولية، حيث قمنا بترميم وصيانة البيوت، وهذا الأمر ساهم إلى حد ما بحمايتنا من تسرب المياه للبيوت، يبقى المحيط الذي يصعب تأهيله، خاصة الطرق المؤدية إلى مضاربنا، فهي موحلة إلى حد ما. وأعرب عن حزنه على المواشي، حيث يحظر الاحتلال على سكان المضارب صيانة وتأهيل البركسات والحظائر، ما يعرض المواشي للأمطار، سواء من الأسف المهترئة أو المياه المتدفقة من الجوانب. وأشار إلى أن الخراف حديثة الولادة تتأثر بشكل كبير بسبب الأحوال الجوية، وكذلك تراجع كميات الحليب بسبب البرد.

قدري دراغمة رئيس مجلس المضارب في منطقة المالح وأحد سكان مضارب عين الحلوة قال: المهم في الأمطار أنها تنعش الأمل لدى مربي المواشي، فقد تأخر الهطول، وما يعني معاناة وقلق من نقص المراعي في هذا الموسم. وعن الأمطار وتسربها للمنازل أشار دراغمة إلى أن المواطنين يقومون باتخاذ الإجراءات للحد من تأثير الأحوال الجوية، سواء بوضع البلاستيك فوق الخيم، أو وضع السواتر الترابية على جوانبها، وكل ذلك للحد من تسرب المياه. ورغم كل ذلك أضاف: ورغم كل ذلك يبقى البرد سيد الموقف، والأراضي الموحلة في محيط المضارب، وصعوبة خدمة المواشي تحت المطر.

في هذه الأجواء يغيب البعض عما يجري هناك من مضايقات، ويكتفي البعض بتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تردع المستوطنين الذين يصعدون من اعتداءاتهم بحق الأغوار وأهلها، بحماية جيش الاحتلال. ورغم كل ذلك يحافظ المواطن في الأغوار على وجوده هناك، فهل نبقيهم وحدهم؟