بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين الوزير د.أحمد ابو هولي، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - منطقة صيدا والمكتب الحركي للأدباء والشعراء في المنطقة مهرجانًا ثقافيًّا فنيًّا ضخمًا في عين الحلوة في قاعة الشهيد اللواء زياد الاطرش اليوم السبت ٢٦-١١-٢٠٢٢.

 

المهرجان الذي تزامن مع استقبال وفد الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني العاشر يأتي بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، وإعلان وثيقة الاستقلال، وإعلان دولة فلسطين واعتراف العالم بها، ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.

 

وعلى أنغام الموسيقى الكشفية من كشافة عين الحلوة دخلت الوفود المشاركة بصحبة قيادة حركة "فتح" في المنطقة وكوادرها وشعبة عين الحلوة، حيث استقبلوا د.أحمد ابو هولي إلى جانب أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية ورئيس المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي د.دواس دواس، ووكيل دائرة شؤون اللاجئين د متوكل طه، والدكتورة والفنانة سناء موسى، على رأس وفد من الأدباء والشعراء والمثقفين والفنانين في الوطن ومخيماته وكذلك مخيمات سوريا ولبنان.

 

وشارك في المهرجان أعضاء قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان: د.رياض أبو العينين وآمال شهابي وم.منعم عوض، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني هيثم زعيتر وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة، وأمين سر المكتب الطلابي الحركي في لبنان أ. نزيه شما، ورئيس دائرة الشباب في السفارة الفلسطينية في لبنان مصطفى حمادي ووفد شبابي، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبدالهادي الأسدي، وأعضاء مكتب التفويض السياسي للأمن الوطني، وقادة فصائل"م.ت.ف"، وممثل عن حركة الجهاد الإسلامي عمار حوران، وأعضاء وكوادر المكتب الطلابي الحركي لشعبة عين الحلوة، والمكاتب الحركية النسوية، وحشد كبير من جماهير شعبنا الفلسطيني في عين الحلوة.

 

وألقى كلمة حركة "فتح" اللواء ماهر شبايطة قائلًا: "شهر تشرين الثاني بداية المؤامرة على شعبنا الفلسطيني، فالثاني منه كان الوعد المشؤوم بلفور عام 17 والتاسع والعشرون منه كان تقسيم فلسطين عام 47، فكان لابد من إعادة الحق الفلسطيني. والثالث عشر منه عام 74 دخول الرئيس ياسر عرفـات الأمم المتحده بالبندقية، وغصن الزيتون، وكان الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًّا ووحيدًا لشعبنا.

وأضاف اللواء شبايطة: "استكملت الخطوة بتبني الأمم المتحدة في نفس يوم التاسع والعشرون منه عام 77 بيوم التضامن الدولي والعالمي مع الشعب الفلسطيني لأجل أن تتبوأ فلسطين بدولتها التي تستحقها كعضو يتمتع بالسيادة والمساواة مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي".

 

وقال اللواء شبايطة: "في الخامس عشر منه عام 88 في الجزائر كان إعلان وثيقه الاستقلال لفلسطين بعاصمتها القدس وتلاها عام 2012 ولادة دولة فلسطين واعتراف 138 دولة بدولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة".

 

وأكد أننا "نقود معركتنا بمسارين متوازيين: المسار الأول ميداني على أرض فلسطين بالمقاومة بكافة اشكالها وأساليبها ومقتضياتها، ودليلنا ما يحصل اليوم في القدس ونابلس وجنين وكل فلسطين، أما المسار الثاني: قانوني سياسي دبلوماسي في المحافل الدولية يثبت فلسطين على خارطة العالم جغرافيًا". 

 

وأكد شبايطة أننا "نخوض المعركة مع الرئيس أبو مازن بحكمة وحنكة وصبر وصدق لتحقيق الثوابت الوطنية ولا تكتمل المعركة إلا بمسارنا الثالث وهو عربيًا لأن لا مكان للعرب الا بتعزيز الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة"، متحدثًا عن ما يميز العرب بوحدته من قوة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية.

من جانبه الدكتور احمد ابو هولي بدأ كلمته بطلب من الملتقى الثقافي الفلسطيني التربوي العاشر في بيروت: "التصفيق للذين استقبلونا افضل استقبال، هذا الشوق وهذا الاستقبال الرائع بين الأهل في الوطن والأهل في المنافي والشتات. ولذلك أنا وأبنائنا المبدعين وإخوتي الذين يشاركوني مسؤولية نجاح ملتقى عشنا اليوم الماضي والحاضر وبإذن الله سنعيش المستقبل في القدس الشريف".

 

وقال: "اليوم بدئنا هذا النهار بالحزن والوفاء في مقبرة الشهداء ووضعنا الاكاليل وعاهدناهم اننا سنبقى على الدرب مهما كانت التضحيات وان العهد هو العهد وان القسم هو القسم وأن الثورة مهما طالت الأزمان ستنتصر". 

 

وقال د. أبو هولي: "زرنا قلعة شقيف كملتقى لأول مرة، حيث بكينا بدموعنا وقلوبنا. بكينا على إرث الشهداء الذين صمدوا وسطروا أسطورة تكتب بالتاريخ بدماءٍ من نورٍ و نار، وإننا رفعنا رؤوسنا عالياً كيف ثلةً من الأبطال عاهدوا الله أن يبقوا صامدين حتى النفس الاخير وأثبتوا أن الاحتلال بما يملك من إمكانيات هائلة إلا أنهم ضعفاء أمام الإرادة الفلسطينية، ولذلك كانت المحطة التي نحب، محطة مخيم عين الحلوة، هذا المخيم الذي اريد منكم ان اصفق بحرارة للشهيد ياسر عرفات في ذكرى استشهاده، هذا القائد الذي اثبت للعالم انه لا مساومة على القدس ولا مقاومة على قضية اللاجئين، ونحفظ له وصاياه بأن اول من سيجسد حق العودة هم لاجئين لبنان."

 

وقال أبو هولي: ان رغم المؤامرات والمشاريع التي تواجه شعبنا بكافة تواجده إلا أنه بقي مثل الصخرة. ولذلك هذا الملتقى الذي جاء من جغرافية الوطن ليشكل في هذه اللحظات كل الوطن، حيث جئنا من القدس ومن الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات سوريا ومن مخيمات لبنان وتجمعاتها وأيضًا من جالياتنا الرائعة في كل أنحاء الوطن ليحطوا أجسادنا وقلوبنا وإرادتنا وخيوط أمل المستقبل ليحتضننا مخيم عين الحلوة". 

 

ووعد د. أبو هولي: "إن دائرة شؤون اللاجئين منذ أن استلمناها نضع الأولوية لمخيمات الشتات ولا سيما مخيمات لبنان الحبيب والشقيق التي احتضنت أبناءنا ولا تزال، بأن هناك مجموعة مشاريع انمائية وحياتية قيد التنفيذ وهي إنشاء محطات طاقة شمسية لآبار المياه في مخيم عين الحلوة، حيث بدأ العمل في بئر المجمّع وحي الصفصاف". 

 

وتخلل الحفل كلمة وقصيدة شعرية ألقتها أمينة سر المكتب الحركي للأدباء والشعراء في منطقة صيدا نهى عودة رحبت خلالها بالحضور، وأكدت أنه لا يمكن أن يكون هناك أدباء مستقبليون دون ثقافة ينعمون بها أولاً ومن حولهم ثانيًا، وقدمت على المسرح لأكثر من ١٠ دقائق مجموعة متنوعة من قصائدها التي أبدعت فيها بوصف المناسبة والمشهد بشكل عام.

 

كما قدم أعضاء المكتب الحركي للأدباء والشعراء قصيدة "هو الياسر" وأخرى تتحدث عن الوحدة الفلسطينية.

 

وعلى أصوات تصفيق المشاركين الحماسية أبدعت كعادتها فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني، وقدمت أجمل الوصلات الفلوكلورية والتراثية المتنوعة الأشكال، حيث ابهرت جميع المشاركين الذين وثقوا هذا الابداع عبر هواتفهم ووقفوا من اماكنهم احتراما لما شاهدوه من ابداع.

 

وفي الختام صعدت الفنانة سناء موسى شكرت الجميع على مشاركتهم وأشادت بأداء فرقة الكوفية واصفتا اياها بأنها أجمل من مثَّل فلسطين، وأكدت على ضرورة دعهم بكل الأشكال المتاحة من خلال نشر فيديوهاتهم والكلام عنهم للاخرين وبأي طريقة ممكنة لانه صوت فلسطين الجميل الذي يجب أن يصل إلى كل العالم.

 

وأدت أغنية "هدي يا بحر" للشاعر أبو عرب بطريقة تفاعلية مع الجمهور، وهي تحتضن أعضاء المكتب الحركي للادباء والشعراء وفرقة الكوفية، مؤكدة بأن العودة باتت أكثر قربًا بفضل هذه الطاقات الابداعية المتواجدة في منطقة صيدا.

 

وكذلك قدمت مجموعة من المشاركين من مخيمات سوريا لوحة فنية مميزة جدًا من غناء لمجموعة من الشبان المبدعين غناء وعزفًا.