زهران معالي

داخل ثلاجة الموتى بمستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، وقف حمد الله حشاش صامتاً بينما الدموع تنهمر على وجنتيه فوق جثمان حفيده الفتى الشهيد مهدي (15 عاما)، فيما تحلق أصدقاء الشهيد حوله باكين مودعين.

فجر اليوم الأربعاء، كان الفتى مهدي حشاش من مخيم بلاطة شرق نابلس، القربان الجديد لحسم تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، برصاص أحد قناصة الاحتلال أثناء اقتحام أعضاء من "الكنيست" الإسرائيلية، "مقام يوسف" شرق المدينة.

الفتى حشاش والذي أكمل 15 ربيعا في الثامن من آذار/ مارس الماضي، استشهد بعد ساعات متأثرا بإصابته بجروح خطيرة ناتجة عن شظايا أصابت مناطق متفرقة من جسده، فيما أصيب ثلاثة آخرون بالرصاص المعدني و57 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي شهدتها المدينة، وفق مصادر طبية.

وتحدث الجد حشاش:  بعد تنهيدة ملؤها الغضب وبينما الدمع على وجنتيه: مهدي فداء للوطن وفداء لفلسطين والشعب الفلسطيني.

ويرى أن الاحتلال لا يفرق بين طفل ومسن، فكل فلسطيني مستهدف، مضيفا: جميعنا فداء فلسطين، الاحتلال فرض علينا هذا الوضع، بدلا من أن يكمل مهدي الدراسة والتعليم استشهد.

وبينما كان يقف أمام ثلاجة الموتى، تحدث قريب الشهيد مهدي، هاشم حشاش، بأن الشهيد عاش كبقية أطفال المخيم طفولة مضغوطة، فالاحتلال يعدم باستمرار أبناء شعبنا، ويرتكب المجازر.

ووفق ما يؤكد حشاش، فإن الشهيد مهدي ترك الدراسة مبكرا والتحق بالعمل في سوق الخضار بشكل متقطع، وهو الثالث بين أشقائه الخمسة، وتأثر بالمقاومة بعدما أعدم الاحتلال عددا من أصدقائه وأقربائه منذ بداية العام، بينهم باكير حشاش والشهيد نادر ريان وغيرهم.

ويرفع استشهاد الطفل حشاش عدد الشهداء الأطفال منذ بداية العام بالضفة الغربية وفق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، الى 31 شهيدا.

وهذه المرة الثانية التي يجري فيها اقتحام المستوطنين لمقام يوسف بآليات تابعة لجيش الاحتلال وبحماية مشددة، ولم تستخدم الحافلات فيها، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن قوات الاحتلال قامت بتأمين اقتحام مجموعة من أعضاء "الكنيست" من "الليكود" و"الصهيونية الدينية"، و"عوتسما يهوديت"، والحاخامات وقادة المستوطنات إلى المقام.

ونوهت إلى أن ما جرى تنظيم حدث سياسي في المقام بمصادقة "القائد العسكري لجيش الاحتلال في الضفة الغربية".