تقرير: فاطمة إبراهيم

كان الفتى ضرار رياض الكفريني يستعد لسهرة عادية مع عائلته في منزله في حي الجابريات بمخيم جنين، حين سمع صوت اقتحام آليات الاحتلال العسكرية للمخيم، فقرر الخروج لاستكشاف الأمر.

خرج ضرار ولم يعد.

وسط ساحة المخيم بالقرب من المسجد الكبير، أطلق جنود الاحتلال رصاصهم على الشبان المتواجدين في المكان. أصابت رصاصة ضرار (17 عاماً) ودخلت إلى صدره، فقتلته.

"هذا رصاص جديد من نوع خاص يستخدمونه مؤخراً، يتفجر داخل الجسم بعد ان يستقر فيه"، يقول والد الشهيد ضرار وهو يصف ما حدث مع ولده الذكر الوحيد، فللشهيد شقيقتان يصغرنه في العمر.

تعج الغرفة التي فتحت لاستقبال المعزين بالشهيد، فيما يجلس والده الأربعيني على كرسي بلاستيكي ويتمتم بلكمات الترحم على ولده.

يقول الوالد: "ضرار وحيدي خرج كبقية شباب المخيم لمعرفة ما يجري ساعة الاقتحام، كان آخر خروج له من المنزل، وكانت آخر مرة أراه فيها، رحمه الله".

ويكمل والد الشهيد "قالوا لي استشهد على طول، سيارات الاسعاف لم تستطع الوصول إليه بسرعة، فقوات الاحتلال كانت في كل مكان، ومنعت وصول الاسعاف إليه، نزف ومات قبل أن يصلوه".

ينتقل رياض الكفريني لسرد صفات ولده ويقول "كانت أكبر أمانيه الشهادة، لا اخفيكِ هو صديق لعدد من الشباب الذين استشهدوا هنا في المخيم، وهذا حال الشبان هنا، يدفعهم الحماس للحاق برفاقهم دائماً، قبل عدة أسابيع قال لي أنوي أن أتقدم لامتحان رخصة القيادة فرحبت بذلك".

وأضاف: "ترك المدرسة وبدأ العمل ليؤمِّن مستقبله كان يريد أن يبني بيتاً مستقلاً وأن يشتري سيارة، ماتت أحلامه لما ارتقى شهيدًا".