(قضية أسرانا ستبقى على رأس الأولويات الوطنية، ولن نألو جهدًا أو وسيلةً ولن يهدأ لنا بالٌ حتى تبييض المعتقلات الإسرائيلية من آخر أسرانا مهما بلغت التضحيات والضغوطات)

 

 يُصادف اليوم السبت ١٧-٤-٢٠٢٢ يوم الأسير الفلسطيني، هذا اليوم الخالد الذي يمثّل محطة وفاءٍ وفخرٍ واعتزازٍ بمعركة الأسرى ضد صلف الاحتلال الإسرائيلي وتغوله، بدءًا مع الأسير الأول الشهيد محمود بكر حجازي والأسيرة الأولى فاطمة البرناوي ومرورًا بقوافل أسرانا الأبطال عناوين العزة والفداء والصمود. 

 

جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح،

إنّنا في هذا اليوم لا يسعنا إلا نقفَ وقفةَ احترام وإجلال أمام صمود أبطالنا الأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني الذين آثروا فلسطين على النفس فضحوا بحريتهم وشبابهم وحياتهم لتستمر الثورة وليتحرر الوطن وليكون لأجيالنا مستقبلٌ ولنبني دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وما زالوا يسطرون بتضحياتهم أمثولةً في التحدي والإصرار والإرادة. 

 

عامٌ آخر تحل فيه ذكرى يوم الأسير وما زال الآلاف من أسرانا يقبعون في زنازين الظلم والقهر ويعانون الأمرَّين تحت وطأة القهر النفسي والقمع والتنكيل والتعذيب بكل أشكاله والإهمال الطبي والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية في العلاج اللازم وفي الزيارات العائلية، والزج في العزل الانفرادي، وفيما يُغمض المجتمع الدولي عينه عن هذه الممارسات، يُمعن عدونا الإسرائيلي في التمادي حد اعتقال الأطفال وتعذيبهم وترهيبهم، ومواصلة احتجاز جثامين أسرانا الشهداء، دون أن يقيم وزنًا لقيم أو قانون، فيما يعكس جليًا سياسته القائمة على الإجرام والوحشية والتجرد الكامل من معاني الإنسانية. 

 

ولكن على الرغم مما يتعرض له أسرانا من معاناة، فإن عزيمتهم لم تضعف، بل مضوا يخوضون بإصرار وتصميم معارك الدفاع عن حقوقهم بأمعائهم الخاوية وبما ملكوا من وسائل، متحدين سطوة السجان بإرادتهم الفولاذية وعنفوانهم الذي يعانقُ عنان السماء، ومؤمنين أنَّ فجر الحرية آتٍ لا محالة. 

 

وأمام هذا الواقع والتمادي الفاضح للاحتلال الإسرائيلي الذي يضرب بعرض الحائط كل القيم والمبادئ والقوانين، وإذ نحمّل عدونا الصهيوني المسؤولية الكاملة عن جرائمه الممنهجة ضد أسرانا، نُطالب المجتمع الدولي بكل مؤسساته وهيئاته بتحمُّل مسؤولياته والتحرك العاجل باتجاه وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتعَمَّدة بحق الأسرى والتي تنتهك كرامتهم الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني وتمثل جريمة حرب بحق شعبنا الفلسطيني، وإرغام الاحتلال على إطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن. 

أبناء شعبنا العظيم في كل مكان،

إنَّنا في يوم الأسير الفلسطيني نؤكد أنَّ قضية أسرانا ستبقى على رأس الأولويات الوطنية، وأنَّنا لن نألو جهدًا أو وسيلةً ولن يهدأ لنا بالٌ حتى تبييض المعتقلات الإسرائيلية من آخر أسرانا مهما بلغت التضحيات والضغوطات، هذا عهدُنا وقسَمُنا، عهدُ وقسَمُ حركة "فتح" وقائدها العام سيادة الرئيس محمود عبّاس وقيادتنا الوطنية الشرعية التي ما كلّت تحمل ملف الأسرى إلى كل المحافل الدولية معمّقةً الوعي بقضيتهم ومسلطةً الضوء على معاناتهم، وكاشفةً جرائم الاحتلال الممنهجة ضدهم. 

وفي هذه المناسبة ندعوكم أبناء شعبنا الفلسطيني وأبناء أمتنا العربية لنصرة الأسرى وقضيتهم بكل الوسائل، مُناشدين في الوقت نفسه الكلَّ الفلسطيني للاستلهام من الإنجازات العظيمة التي حققها أسرانا الأبطال بوحدتهم والإقبال نحو تحقيق الوحدة الوطنية؛ سلاحنا الأقوى في وجه عدونا الأوحد الاحتلال الإسرائيلي. 

التحية إلى قوافل أسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال الصهيوني وفي مقدمهم الأسرى من قياداتنا الفلسطينية الوطنية والحركة الوطنية الأسيرة، الذين سطروا نموذجًا في البطولة والكرامة وحولوا زنازين القمع إلى مدارس ثورية متقدّمة تُخرّج أجيالاً من الفدائيين. 

والعهدُ منّا بأن تبقى حقوقكم أمانةً وحُريتكم استحقاقًا لا بد من إنفاذه مهما بلغ الثمن وتعددت الوسائل.. فحُرية الإنسان هي أولى الخطوات نحو تحرير الأرض.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار 

والحرية لأسرانا البواسل 

والشفاء لجرحانا الميامين

وإنها لثورةٌ حتّى النّصر والتحرير والعودة

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان