بدعوةٍ من هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واللجان الشعبية في منطقة صيدا، نظِّم اعتصامًا جماهيريًا حاشدًا نصرةً لأسرانا البواسل داخل المعتقلات الصهيونية، ودعماً لهم بوجه حملة القمع التي تستهدفهم داخل معتقلاتهم، ودفاعًا عن أسرى الحرية أبطال نفق التحرير، وذلك في قاعة ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيم عين الحلوة، اليوم الجمعة 2021/9/10.

وتقدم المشاركين أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وأعضائها وكوادرها ومكاتبها الحركية، وممثلين عن فصائل "م.ت.ف" وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، وقائد القوة المشتركة في عين الحلوة العقيد عبد الهادي الأسدي والقوة الفلسطينية المشتركة، واللجان الشعبية، ولجان الأحياء والقواطع، والهيئات النسوية، وحشد من جماهير أبناء شعبنا في المخيم.

وألقى كلمة "م.ت.ف" أمين سرها في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، توجه فيها بداية إلى لبنان الشقيق بالمباركة بتوقيع مرسوم تشكيل الحكومة، آملاً أن ينعم لبنان بالازدهار، وتمنى أن تأخذ الحكومة الجديدة على عاتقها رفع المعاناة عن أبناء شعبنا في لبنان واعطاءه حقوقة الإنسانية في هذا البلد الشقيق.

ثم قال اللواء شبايطة: "هم ستةٌ كان الله سابعهم في التخطيطِ والإعدادِ والتنفيذ، صوبوا البوصَلة نحو الحريةِ والاستقلال، ووحدوا من خلفِهم شعبًا جُبِلَ بالنضال، أعانتهم الأرض على شق طريقهم نحو النور بعد أن تخلت عنهم العديد من أراضي العالم، أعادوا توجيه البوصلة نحو إصرار الشعب الفلسطيني على نيله للحرية بكافة الطرق والأساليب".
وتابع شبايطة: "نقفُ اليوم وقفة إعتزاز وإفتخار أمام عملية نفذها ستة أشخاص من أبناء شعبنا، وجهوا من خلالها ضربة هزّت كيان الاحتلال المتضعضع، وكسروا أسطورة منظومة الأمن الإسرائيلي، وأشعلوا من خلفهم نارًا أحرقت الإحتلال في مختلف نِقاط المواجهة، حتى باتت أجهزةُ الأمن الإسرائيلي بكل عدُتها وعِتادها، كحارسِ المرمى الفاشل لا تقوى على أبعاد الكرةِ عن شباكها الممزقة بفعل الضربات".

وأضاف شبايطة: "تتمادى اسرائيل اليوم وكرد اعتبار لها باعتداءاتها بحق أسرانا البواسل وتقوم بحملة مجنونة في معتقلاتها بعد الصدمة والإهانة التي تلقتها في سجن جلبوع، الذي لطالما تغنَّت به وبمواصفاته الأمنية وتقنياته المتطورة في المراقبة وأجهزة الإنذار؛ من هنا نبعث برسالة إلى أسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال فحواها أن قضيتكم قضيتُنا، والمساسَ بكم هو اعتداء على الشعب الفلسطيني بمختلف مكوناته وبكافة أماكن تواجده، فأسرانا خير من فينا وتيجان على رؤوسنا، عهدنا لكم بأن خلفكم قيادةً وشعبًا لن يتركوكم في هذه المعركة تواجهوا المحتل وحدكم".

ووجه كلمة للحضور قائلاً: " إن ما تقوم به سلطات الإحتلال بحق أسرانا في معتقلات الإحتلال هو بمثابة جرائم حرب، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك على وجه السرعة لأنه وبحسب القانون الدولي ضمان حياة الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى الكفاح الوطني من أجل الحرية وتقرير المصير، أما فيما يخص الستة الأبطال فهم مارسوا حقهم الطبيعي والمقدس بنيلهم الحرية، فنضال شعبنا بحسب القوانين الدولية هو حق مشروع والاحتلال ذاته هو الباطل".

وختم شبايطة قائلاً: "إن أقل ما نقدمه لأسرانا الأبطال في هذه الظروف أن نكون موحدين حول قضيتهم، وأن لا نهدر إنجازاتهم فان رهان كيان الاحتلال منذ نشأته وحتى يومنا هذا هو على إنقسامنا وفرقتنا، فالأولوية اليوم للنضال الوطني الفلسطيني والوقوف والتضامن مع أسرانا الأبطال، فلا صوت يعلو فوق صوتهم".

وألقى كلمة التحالف الفلسطيني مسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا قائلاً: "لهؤلاء الأبطال لا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً وإكبارًا للذين ضحوا بأجمل سنين عمرهم ليعيش باقي أفراد شعبهم كباقي شعوب الأرض، فهؤلاء الأسرى لا يمكن لأي كلام مهما عظم أن يوافيهم حقهم، ولو بجزء بسيط مما عانوه داخل الزنازين والمعتقلات".

وأضاف العينا: "ما حصل من عملية إنتزاع الحرية من قبل الأسرى الستة يؤكد على أن بالوحدة يكون خلاصنا وإنتصارنا على العدو، وبناءً عليه لا بد من إعادة ترتيب بيتنا الداخلي وتوحيد برنامجنا السياسي بين كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي تحت عنوان واحد وهو مقاومة هذا الإحتلال بكافة الأشكال والوسائل".

وختم العينا قائلاً: "من مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني نقول بأن هؤلاء الأسرى هم الذين يصنعون بعزيمتهم وابتساماتهم رسالة الأمل لشعبهم رغم عتمة السجن وقيد السلاسل، وعليه فإنه لابد أن تشرق الشمس ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، ومهما طال ظلم السجن والسجان، ومهما طال الزمان، ومهما استمرت المعاناة والظلم والقهر والاستبداد، فلا بد أن تفتح أبواب السجون وتنكسر إرادة الجلاد آجلاً أم عاجلاً".

وألقى كلمة القوى الإسلامية في منطقة صيدا المسؤول السياسي لحركة "حماس" الدكتور أيمن شناعة قائلاً: "هم ستة أبطال من فلسطين انتزعوا حريتهم بالإيمان في قضيتهم، حيث استطاعوا نيل حريتهم من سجن جلبوع المحصن بالتصميم والإرادة والعزيمة، شقوا الأرض طريقاً للحرية عبر النفق الذي أرعب عدوهم، إننا نبارك لكافة أبناء شعبنا ولأسرانا البواسل هذا الانتصار، ونؤكد على ضرورة احتضان أهلنا في فلسطين للأسرى الأبطال وتأمين الحماية لهم، ونحمل العدو مسؤولية ما يتعرض له الأسرى من تنكيل وتعذيب، وإننا ندعوا إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة كافة مخططات العدو، موجهًا التحية لأسرانا ومعتقلينا ولأهلنا الصامدين في القدس وغزة والضفة وكافة أراضي فلسطين".

تصوير: ناصر عيسى