أثبتت كل التطورات والمواقف أن الرئيس ترامب كاره للعرب ومستخف بهم، بل موقفه عنصري اتجاههم. كان هذا واضحا منذ البداية من خلال موقفه من القضية الفلسطينية، التي وضع مسألة تصفيتها هدفا وأولوية له. كرهه للعرب أصبح حقيقة واضحة حتى لأولئك الذين كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تفادي شروره بإقامة علاقة متوازنة معه تلبي له كل متطلباته.

على العرب اليوم ان يسألوا أنفسهم كيف سنواجه هذا الرئيس الكاره لنا والمتغطرس أمامنا؟

قد يبدو السؤال في غير محله، أو أن الإجابة عنه غير واقعية في ظل الواقع العربي المتردي، فنحن أمام دول عربية مهمة مدمرة وتشهد حروبا أهلية وتدخلات أجنبية متعددة الأطراف. أيضا نحن أمام محاور عربية عربية وعربية إقليمية متناحرة وتتعامل مع بعضها البعض كما وكأن معركتها مع الأخر هي معركة كسر عظم. فالصراع بين هذه الأطراف اخذ إبعادا طائفية ومذهبية وعلى مصالح صغيرة ضيقة.

ولكن الإجابة تبدو منطقية أكثر عندما ندرك إستراتيجية إدارة ترامب، التي تعمل على تدمير كل دول المنطقة لمصلحة إسرائيل، وندرك أن كل دول المنطقة وشعوبها هي هدف لهذه الإستراتيجية.

هناك مثل نعرفه جميعا ولا نعتقد بسذاجة انه لا ينطبق علينا إلا وهو أُكلت يوم أكل الثور الأبيض. فعندما أكلت فلسطين اعتقدنا أننا إذا ضحينا بفلسطين للصهيونية سننجو، ولم يكن ببال هؤلاء أن الصهيونية ومن وراءها عينهم على كل المنطقة وثرواتها. وعندما أكلت العراق اعتقد البعض انه تخلص من صدام حسين. وعندما سمحنا بمحاصرة ياسر عرفات من قبل شارون ومن ثم اغتياله، اعتقد البعض انه تخلص من هذا المتمرد والعقبة أمام التطبيع مع إسرائيل.. وهكذا بالنسبة لسوريا وليبيا واليمن.

النتيجة التي نعيشها اليوم أننا لا نثق ببعضنا البعض، كارهون لبعضنا بعضا إلى درجة العداء المستفحل فينا.

مع ذلك، الإجابة على السؤال ممكنة بالنظر إلى التجربة والموقف الفلسطيني. الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية يدركون مخطط ترامب ومواقفه العدائية والعنصرية اتجاههم، ومع ذلك لم يستسلموا وبالرغم من كونهم دولة وشعب تحت الاحتلال، إلا أنهم ورئيسهم قالوا لا لترامب وقراراته التي تستهدف تصفية قضيتهم.

قد يقول البعض ليس هناك ما يخسره الفلسطينيون، فهم أصلا تحت الاحتلال منذ عقود، ولكن من هو الذي ليس تحت الاحتلال والهيمنة؟

كل ما في الأمر أن هذا الشعب ورئيسه وقيادته هم أحرار الإرادة رغم الاحتلال.

فهل تحرر الأمة إرادتها في مواجهة ترامب الكاره لهم؟