الشهيد البطل يوسف إسماعيل أحمد جاد الله البحيصي من مواليد السوافير قضاء غزة 1948 من عشيرة كبيرة خرج منها عدد كبير من المناضلين، وكان ميلاده عام النكبة الذي قاسى فيه شعبنا صنوف التشرد والعذاب.

هاجرت عائلته أًسوة بالآخرين بعد أن نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تشكل من الهاغاناه والبالماخ وشتيرن عدة مذابح جماعية وصلت أخبارها إلى كل أنحاء البلاد وخاصة مذبحة دير ياسين.

استقرت العائلة في مخيم دير البلح حيث شب وترعرع في أزقة المخيم البائس وأكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث، ثم أكمل دراسته الثانوية في مدينة دير البلح.

التحق الشهيد يوسف البحيصي (خيال الزرقا) الذي اتخذه كاسم حركي بعد التحاقه بالثورة عام 1967 حيث غادر قطاع غزة إلى الأردن وتلقى تدريبه العسكري في القطاع الأوسط.

قاد دورية في العمق عام 1968 إلى نابلس وقامت مجموعته بتنفيذ عدة عمليات عسكرية داخل منطقة التمركز في محافظة نابلس وكانت أشهرها معركة (دير شرف).

بقيت دوريته داخل الأراضي المحتلة حتى تاريخ 20/5/1969 ثم اضطرت للعودة إلى الضفة الشرقية بعد انكشاف أمرها وملاحقتها من قبل أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وأثناء عودتهم انفجر لغم فاستشهد بعض أفراد الدورية منهم الشهيد عبد الفتاح الريماوي وعماد حبايب وأبو هيثم وأبو وائل وأصيب هو بعدة شظايا في أحشائه نقل إلى أثرها إلى مستشفى السلط وعولج هناك، وفي تلك الفترة ارتبط اتصاله بالشهيد القائد خليل الوزير.

انتقل بعد أحداث أيلول إلى جنوب لبنان ضمن قوات القسطل وكلف بمهمة التسليح الذي كان يحضره من سوريا إلى جنوب لبنان. تلقى دورة عسكرية في مصر ودورة أخرى في الاتحاد السوفييتي.

عام 1977 وفي الخامس من أبريل نيسان وسعت قوات العميل سعد حداد الشريط الحدودي وقامت باحتلال (رب الثلاثين والطيبة) قرب مرجعيون في القطاع الشرقي من الجنوب ما أدى إلى هجرة جماعية للسكان إلى صيدا وبيروت هرباً من القصف اليومي لقراهم من قبل قوات العميل سعد حداد. قررت القيادة القيام بعد عمليات عسكرية بهدف استعادة المناطق التي أصبحت تحت سيطرة قوات سعد حداد وساهم في الهجوم أفراد القطاع الأوسط وكتيبة الجرمق وأرسل هو على رأس قوة إسناد وتم تحريرالبلدتين واستعادتهما بفضل القوات الفلسطينية واللبنانية الوطنية المشتركة.

قررت إسرائيل الدخول في المعركة بشكل مباشر لاستعادة (رب الثلاثين) وإعادة تسليمها للعميل سعد حداد لكن الهجوم فشل بفضل بسالة الشباب ودفاعهم المستميت وحين انجلت المعركة كان الملازم أول يوسف البحيصي قد استشهد وكان في التاسعة والعشرين من عمره وتم دفنه في صور.

الشهيد متزوج وله بنت وولد لم يشاهده حيث ولد بعد استشهاده وتمت تسميته يوسف تيمناً بوالده.

ناكر لذاته متفان في العطاء من أجل قضيته العادلة والتي سقط من أجلها.