تميَّزت لغة الجسد في الرئيس أبو مازن بالتعبير الواضح، فعيونه كانت تتميَّز بنظرات عميقة، تعكس أهمية وحساسية وخطورة ما يتحدث به.

تعابير الوجه تنقَّلت بين الغضب والتساؤل ولم تغب الثقة .حركة اليدين من بداية الخطاب حتَّى نهايته كانت تشير بوضوح إلى مدلوﻻت فقراته وبعض الخروج عمَّا هو مكتوب عكسته حركات يديه وجاءت منسجمة مع حالة انفعالية ايجابية.

ارتفعت الرأس كثيرًا وهو يقرأ من أوراقه وكان يخاطب الزعماء بمعنويات مرتفعة بالرغم من السخط الذي عكسته استنكاراته لعدم قيامهم بما يجب.

كلَّما تحدث عن الشَّعب يربط كلَّ حركات جسده معًا وهذا دﻻلة على عمق معرفته بأنَّ شعبه يستمع له وينتظر منه أن ينقل للعالم مآسيه ونكبته ومستقبله الصعب.

في ذكره للشهداء والأسرى كانت قسمات وجهه مرتاحة وارتفعت نبرات الصوت لتصدر نغمات تحدي وكبرياء واعتزاز.

وأخيًرا ختم كلمته بهدوء وكمن يسلِّم شهادته وهو واثق أنَّه أتمَّ كل ما أراد أن يتحدث ويعبر عنه.

نبرات الصوت لدى الرئيس تنقَّلت باحترافية في مواضع الألم من طول الاحتلال وعجز العالم وفي مواضع التحدي والإصرار لقائد في قلب المعركة بلا خيارات إلّا استمرار الثبات.

بالرغم من ظهور علامات تغيِّر الجو على صحة الرئيس واستمرار السعال إلّا أنَّه لم يحنِ جسده بل استمر منتصب القامة ولم يتوقف.

انتقاله من ورقة لأخرى كان بهدوء وتوازن .