بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة القائد الفتحاوي والمربّي الفاضل الشهيد شحادة السيّد، نظَّمت حركة "فتح" ورابطة عائلة السيّد الاجتماعية حفلاً تأبينيًّا للفقيد اليوم الأحد ٢٣-٩-٢٠١٨ في قاعة عائلة السيّد في مخيَّم نهر البارد.

وتقدَّم الحضور عضوا المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة واللواء الرّكن مصطفى ذيب خليل "أبو طعان"، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض وأعضاء قيادة المنطقة، ورؤساء بلديات ومخاتير الجوار اللبناني، وممثِّلون عن الفصائل الفلسطينية والشُّعب التنظيمية واللجان الشعبية وفعاليات من مخيَّمات الشمال.

وقدَّم حفل التأبين فضيلة الشيح ياسر غنيم، حيث بدأ الحفل بآيات من الذِّكر الحكيم تلاها فضيلة الأستاذ محمد مجذوب، ثُمَّ ألقى فضيلة الشيخ أحمد الحاج موعظة دينية من وحي المناسبة تحدَّث فيها عن حلاوة الإيمان مُذكِّرًا بالمحبّة والتآخي بين المسلمين واعتبرها إحدى عناوين النّصر إلى جانب إعداد العدّة لمواجهة الأعداء.

كلمة هيئة المتقاعدين العسكريين في الشمال ألقاها عوني عوض، فعرضَ لسيرة الأستاذ شحادة الذي كان له أستاذًا مُربّيًا وقائدًا في صفوف حركة "فتح"، وأكَّد أنَّه ترك بصماته في المجالين التربوي والنضالي في صفوف حركة "فتح" حيثُ ترقى ليمارس العديد من المهام التنظيمية التي جعلته محلّ احترام وتقدير كلِّ إخوانه.

أمَّا كلمة أصدقاء الشهيد فألقاها الأستاذ حسين عزام الذي تحدَّث بوجدانية عن صديق عمره الأستاذ والمربّي والقائد شحادة السيد لافتًا إلى أنَّه يُجسّد عَلمًا من أعلام فلسطين.

كما تطرَّق إلى المراحل التي عايشَهُ فيها من دراسية ووطنية ومهنية، وأشار إلى أنَّ الشهيد أُجِبَر على ترك عمله في الخارج بسبب انتمائه إلى حركة "فتح"، وتنقَّل في مناطق لبنان وحطَّت به الرحال في مخيَّم نهر البارد مديرًا لمدرسة جبل طابور حيثُ تخرَّج على يديه العديد من الأطباء والمهندسين والقادة.

وقال: "لقد انتسب الشهيد إلى صفوف الحركة منذ أواخر الستينيّات، وأسَّس فرع جمعية الهلال الأحمر في مخيَّم نهر البارد، وتولّى مسؤولية حركة "فتح" في فترة السبعينيّات، ودافع عن القرار المستقل. لقد كان فقيدنا الأستاذ شحادة السيّد عرفاتيًّا ومُتمسِّكًا بثوابت الرئيس أبو مازن".

وبعدها ألقى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" مسؤول الإعلام المركزي في لبنان الحاج رفعت شناعة كلمة "م.ت.ف"، ممَّا جاء فيها: "نُؤبِّن اليوم قائدًا من قيادة حركة "فتح" الذين قادوا حركة "فتح" بعد النكبة، وهو الذي ترعرع في المخيَّمات حيث نشأ نشأةً وطنيةً وعانى آلام النكبة، ولكنَّه عَمِلَ من أجل التخلُّص من التشرُّد والمأساة إلى الثورة والكفاح بِاسم الشعب الفلسطيني. لقد نشأ الأستاذ شحادة في هذا المخيَّم، وتربّى في حركة "فتح" حيث تعلَّمنا وإيّاه في هذه الحركة الرائدة كيف نقاتل من أجل كرامة شعبنا ومن أجل حُريّة فلسطين".

وأردف شناعة: "لقد عاش القائد أبو زهر الدين مرحلة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وكنا نتباحث في قضايا شعبنا وشَعرنا بأنَّ القضية كبيرة لأنَّها قضية أرض يحتلُّها العدو الصهيوني، ويُمارس أفظع القرارات العنصرية ضدّ أبناء شعبنا في أراضي الـ٤٨ والضفة والقدس وغزّة".

ونوَّه بمناقبية الشهيد، ولفتَ إلى أنَّه كان يتمنّى أن يكون بصحة جيدة كي يكمل المشوار النضالي الذي بدأه، وأضاف: "نحنُ اليوم نقول له نَمْ قرير العين، فنحن في حركة "فتح" لن نساوم على القضية الفلسطينية، ونحن نضع العالم بأسره أمام مسؤولياته لأنَّنا لن نسمح للعدو الصهيوني بأن يُشرِّد أهلنا، وأن يُنهيَ قضيَّتنا. لقد قُلنا للعالم بأنَّكم تتحمَّلون المسؤولية أمام تجرّؤ أمريكا على قضية اللاجئين ونقلها سفارتها إلى القدس، وقد اتّخذتم قرارات، فإمّا أن تُنفّذوها أو أن ترحلوا".

وتابع شناعة: "هذه المؤامرة التي لن تمر، ونحن الفلسطينيين اليوم أقوى من أيّ وقت مضى، ونحنُ مزروعون في أرضنا، وترامب يعرفنا جيّدًا، ونحن نقول للعالم بأنَّنا نريد دولة مستقلة عاصمتها القدس، ولن نرضى بأيِّ أرض غير أرض فلسطين مكانًا لدولتنا، ونؤكِّد بأنَّه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولكنَّنا نحتاج إلى وحدة وطنية كي نؤسِّس استراتيجية مواجهة مع العدو الصهيوني".

ثُمَّ كانت كلمة أبناء المرحوم وعميد عائلة السيّد ألقاها الأستاذ محمد ديب السيّد تحدَّث فيها عن فضل بر الوالدين في حياتهما وبرّهما بعد موتهما والإحسان إليهما .كما أشاد بمناقبيّة الشهيد، وعاهده على السير على خطاه في العمل الوطني والنضالي، وشكر كلَّ مَن واسى العائلة بهذا المصاب الجلَل، وحصَّ بالشكر قيادة حركة "فتح" في لبنان وقيادة حركة "فتح" وكوادرها في منطقة الشمال.

كما تخلَّل التأبين دعاء للفقيد تلاه فضيلة الشيخ عدنان ناصر.