افتتح معالي وزير التربية والتعليم العالي في فلسطين د.صبري صيدم ونظيره اللبناني مروان حمادة العام الدراسي الجديد لمدارس "الأونروا" في لبنان اليوم الأربعاء 5-9-2018 في مدرسة الكابري في مخيَّم مارالياس، بحضور ومشاركة سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، وعضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان د.سرحان سرحان، ومدير وكالة "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، ومدير خِدمات "الأونروا" في منطقة لبنان الوسطى الأستاذ محمد خالد، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة بيروت العميد سمير أبو عفش وقيادة المنطقة، وممثِّلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية.

وبالمناسبة ألقى مدير وكالة "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني كلمةً قال فيها: "نحنُ آسفون لقرار الولايات المتحدة، لكنَّ الوكالة ملتزمة بتوفير الخِدمات التعليمية والصحية والخِدمات الأخرى كافّةً، لأنَّ هذا أوكِل لنا من قِبَل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن مستمرّون في تقديم هذه الخدمات، وإن شاء الله سنحصل على التمويل الكافي لنستمرَّ في تقديم الخدمات للاجئين في أماكن عمليات الأونروا".

ثُمَّ كانت كلمة لمعالي وزير التربية والتعليم اللبناني مروان حمادة، جاء فيها: "في هذه المدرسة القديمة الجديدة النموذجية التي عاشت عقودًا تُربّي أجيالاً من أطفالنا الفلسطينيين في أحلك الأيام، حتى أيام الحصار الإسرائيلي، أيام الاجتياح، أيام الحروب العبثية، وبقي شعب فلسطين ومعه شعب لبنان، بقيا صابرين مقاومين، مصمّمين على تصحيح الخطأ التاريخي والظلم بحقِّ شعبنا في فلسطين. اليوم هذه الزيارة ليست فقط للتضامن، فنحن متضامنون أصلاً، وباقون في نفس الخندق، ولكن لنُؤكِّد أنَّ القضية التي أُثيرَت نتيجة انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الدعم لمنظمة الغوث، لا نرى فيها فقط عملاً اقتصاديًّا ماليًّا، ولكن ما نراه هو العمق السياسي الاستراتيجي لهذه العملية، أي طمس كلّ ما بقي، وأنَّ قضية فلسطين، قضيّةً حيّةً على الأرض، أرض فلسطين، حيّةً في عقول وضمائر الفلسطينيين والعرب والعالم".

واستطرد معاليه قائلاً: "في ظلِّ هذه الهجمة مع اتِّساع العطف على الشعب الفلسطيني في السنوات الماضية، والانتصارات التي حقَّقناها معًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع زميلي وزير التربية في دولة فلسطين عزيزي صبري، أقول اليوم إنَّ قضية بضع عشرات ملايين الدولارات أو المليارات سنعوِّض عنها مع أصدقاء أوفياء في العالم والعالم العربي الذي أصرَّ على مشاركته في تحمُّل المسؤوليات والأعباء، أقول إنَّ المهم في كلِّ هذا هو معركة تربية هذا الجيل لكي لا نقتله، والمحافظة على قضية فلسطين بجوهرها، قضية شعب، قضية أرض، قضية دولة، قضية عاصمة، وقضية حق عودة، هذه العناصر هي التي ستبقى منتصرة سواء انخفضت أو زادت العطاءات لـ"الأونروا"، نحن ملتزمون بقرار، كما تفضَّل المدير "الأونروا" الذي أُثني وأُقدِّر كثيرًا مواقفه خلال الأيام الماضية. نحن مُصرِّون على استمرار هذه المنظمة، المنظمة تعبير عن مسؤولية دولية عن شعب مظلوم، لن يتحول إلى نازح عبر المتوسط، كما نرى بين افريقيا وأوروبا اليوم، وكما رأينا سابقاً مع إخواننا المظلومين في سوريا، الشعب الفلسطيني ليس باقيًا هنا، وهو متمسِّك بحقّه في العودة، ولبنان داعم له بحق العودة، فحق العودة منصوص عنه في دستورنا، في عقولنا، في تربيتنا، وبالتالي أُحَيي هذه الزيارة، وأقول إنَّها زيارة لكلِّ مدرسة من مدارس "الأونروا" التي تزيد عن 50 أو 60 مدرسة في كلِّ لبنان، وأنا في العام الماضي اتَّخذتُ قرارًا بأنَّ المناطق التي لا تحتوي على مدارس للمنظمة، فمدارسنا الرسمية هي على استعداد لاستقبال الطالب الفلسطيني، هذا الأمر، أمر طُبِّقَ في العام الماضي، وسيبقى مُطبَّقًا ضمن برنامج (Reach All Children for Education) بدون أيّ تكليف، واغتنمُ المناسبة بوجود ممثِّلين عن الـ(British Council) والحكومة البريطانية التي اتَّخذَت اليوم كما عَلِمْتُ مبادرةً للمساهمة بموازنة "الأونروا"، واليوم تحديدًا أُحَيي دعمها في قضية النزوح، أكان فلسطينيًّا أو سوريًّا، لبنان يشكر بريطانيا، يشكر مانحين كثر، ولكن أقول للجميع المال لا يكفي، وإنَّما الموقف السياسي هو الأساس، عاشت فلسطين، عاش لبنان، عاشت القضية العربية".

بدوره ألقى معالي وزير التربية والتعليم العالي في فلسطين د.صبري صيدم كلمةً قال فيها: "اليوم هو في حضور لبنان، ممثَّلاً بمعالي وزير التربية والتعليم، وفي حضور السفير الفلسطيني، ورئيس برنامج وكالة "الأونروا" في لبنان، والطاقم الإداري العامل في هذه الوكالة، وزملائنا في الفصائل وقوى العمل الوطني الفلسطيني. جئنا اليوم بِاسم القيادة الفلسطينية والقيادة اللبنانية في زيارة مجتمعة، لنُصرة هؤلاء الأطفال الذين يقفون إلى يساري، ليسمعَ العالم الصوت الفلسطيني واللبناني الموحَّد، بأنَّنا كما كنا طول الصراع العربي الإسرائيلي، نقول على أرضنا، إنَّنا هنا باقون. ها نحن اليوم في مدارسنا، نقول إنَّنا هنا باقون نحن لا نبني منصّات للصواريخ، وإنَّما نبني صرحًا للعِلم، ونحنُ لا نبني قببًا حديدية لقتل الناس، وإنَّما نفتح المدارس على طول الأرض وعرضها. يقف إلى جانبنا شرفاء من لبنان، الذين قاتلوا ودافعوا عن كرامة الشعب الفلسطيني، وسجَّل التاريخ لهم هذا بحروف من ذهب. اليوم نأتي مجتمعين ليسمع العالم الصوت الفلسطيني الحرَّ اللاجئ بأنَّه سيخرج من المخيَّم إلى فلسطين، وأنَّ لا خيارات أخرى في المعادلة، وبالتالي رسالتنا اليوم هي رسالة بقاء وثبات، رسالة تضامن مع هؤلاء الأطفال، ورسالة تأكيد على رفضنا للقرار الأمريكي لوقف الدعم عن وكالة الغوث، والتأكيد على أنَّنا نحنُ وشركاؤنا من حولنا سنعمل جاهدين لتوفير الإمكانيات لبقاء شريان الحياة على بساطته وتواضعه ومحدودية إمكانيته، إلَّا أنَّنا عندما نتحدّث عن وكالة الغوث، نتحدَّث عن دولة تُدير شعبًا مكلومًا".

وأضاف: "توقَّعنا من الإدارة الأمريكية أن تقف إلى جانب قرارات المنظومة الأُمَميّة لا أن تخترقها ولا أن تتجاوز قرارًا بإنشاء هذا الوكالة التي جاءت لنُصرة اللاجئين الفلسطينيين، جاءت الثورة الفلسطينية المعاصرة، لتنطق باسمهم، وتقاتل من أجل خلاص الشعب الفلسطيني، لذلك لكلِّ العاملين في وكالة الغوث نقول نحن جميعًا مجتمعين لبنانيين وفلسطينيين، سنقف دائما إلى جانبكم، لا يمكن أن يتحدَّث العالم عن عدالة التعليم، عن حق الأطفال في التعلم والتربية، وأن يُحرَم هؤلاء الأطفال من حقِّهم لا يمكن أن يكون هناك عالم عادل يتحدَّث عن حقوق الناس، ويحرم هؤلاء الصغار حقّهم، وبالتالي يجب أن يصل الصوت للجميع بأنَّنا بإذن الله عازمون على استمرار هذه المسيرة في إسناد وكالة الغوث، غوث وتشغيل اللاجئين، ونكبر بالدول التي قرَّرت أن تعوِّض ما قرَّر ترامب بكل أسف أن يشطبه من المال، ومعنا اليوم جاء زملاؤنا في المجلس الثقافي البريطاني ممثِّلين عن المجلس والحكومة البريطانية، ومن هنا أقول شكراً لكلِّ الحكومات، وكان آخر القرارات القرارُ الصادرُ عن الوزير اليستر بيرت في حكومة بريطانيا لتقديم مبلغ 7 مليون جنية استرليني لصالح الوكالة".

وتابع سعادة الوزير: "إنَّ بقاء هؤلاء وثبات هؤلاء الأطفال يمكّنهم من حصولهم على حقهم الأبسط في الحياة. يجب أن نؤكِّد رسالةً واحدةً، أنَّنا سنُثبتُ للعالم في تعليمنا كفلسطينيين أنَّ الرصاص في أقلام أبنائنا أجدى وأعتى من رصاص المحتل، وأنَّنا سنكون على العهد، لأنَّنا امتداد لمسيرة الشهداء والجرحى، ويشاركنا بالدم معالي الوزير ويشاركنا بالقرار، ويشاركنا بالحرص وبالغيرة اللبنانية المعتادة. فلسطين في صدوركم قبل أن تكون في صدر الفلسطيني وفي وجدانكم جميعًا. رسالتنا أن ننتصر لهؤلاء، أن نحمي مستقبلهم، أن نحمي هذه الوكالة ونساندها بكل الإمكانيات. أُبارك للجميع اختيارهم هذه المدرسة كعنوان، أن يكونوا أمام عدسات الصحافيين، ليُسمِعوا الصوت، ويرسلوا الرسالة. كما قلنا إنَّنا هنا باقون، فليشربوا البحر. سنستمر في عملنا سويا، وأُكبّر لمعالي الوزير حمادة هذه الخطوة، وأُقدِّر للبنان هذا الموقف الأصيل الذي اعتدنا عليه، وما قرارك بالأمس باستئناف تسجيل الطلبة الفلسطينيين في المناطق التي لا يوجد فيها مدارس لوكالة الغوث، إلّا تأكيدٌ على الرسالة اللبنانية الأصيلة، وقد تباحثنا مع معالي الوزير أيضًا في قضايا تربوية أخرى سنتابعها. شكرًا لك معالي الوزير، شكرًا لكلِّ اللبنانيين".