هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار الاتحاد الأوروبي من يوم أمس بتحويل 18 مليون يورو إلى إيران في دعم للجمهورية الإسلامية ليعبّر عن التزامه بالاتفاق النووي.

ووصف نتنياهو هذه الخطوة بأنها "كجرعة من السمّ للشعب الإيراني ولمحاولة لجم العدوان الإيراني في المنطقة وإرهابها الذي تصدرّه إلى الخارج".

أقوال نتنياهو صدرت من العاصمة الليتوانية فيلينيوس، حيث التقى في لقاء قمة بزعماء دول البلطيق الثلاث في لقاء أطلق عليه B3+1. ويشارك في اللقاء رئيس حكومة ليتوانيا سوليوس سكفرنيليس ورئيس وزراء لاتفيا ماريس كوتشنيسكيس ورئيس وزراء استونيا يوري راتس.

وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقب القمة "تقديم الأموال لهذا النظام، في هذه الأوقات هو خطأ فادح ولا بد من وقفه إلى أين ستذهب هذه الأموال الإضافية؟ لن يستغلوها لمصلحة حل مشكلة المياه وشح المياه في إيران، ولن يساعدوا سائقي الشاحنات الإيرانيين، بل ستوّجه هذه الأموال للصواريخ ولتمويل نشاطات الحرس الثوري في إيران وسوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط".

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران بمحاولة تنفيذ عملية إرهابية على الأراضي الأوروبية "بينما كان وزير الخارجية الإيراني يلتقي بزعماء من أوروبا.

هذا أمر لا يعقل"، واعتبر نتنياهو الذي هاجم الاتفاق النووي منذ مرحلة المفاوضات، أن هذا الاتفاق يهدد أوروبا لأنه لم يكبح بجد سباق التسلح النووي ولا طموحاتها النووية، بل "سمح عمليًا لإيران بالنشاط بتخصيب اليورانيوم بشكل غير محدود" على حد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي واصل التأكيد أن إيران ستحقق الطفرة النووية وتنتج قنبلة ذرية في غضون سنين قليلة "ولن يكون الحديث عن قنبلة واحدة فحسب بل عن مخزون كامل"!

وواصل نتنياهو حربه ضد هذا الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليخلّف أوروبا وحدها تحاول الالتزام بالاتفاق، مؤكدًا "في الآن ذاته فقد درّ الاتفاق على إيران مليارات الدولارات التي استغلها النظام الحاكم لقمع شعبه داخل إيران، هذا الشعب الذي يعاني تحت طائلة نظام الاستبداد، وبالطبع يعمل لأجل توسيع نفوذه في الشرق الأوسط - في العراق، في سوريا، في اليمن، في لبنان، وفي مناطق أخرى كثيرة".

وتأتي تصريحات نتنياهو على خلفية رزمة دعم حوّلتها أوروبا الى ايران بقيمة 18 مليون يورو يوم الخميس، حيث قالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان إن "الاتحاد ملتزم بالتعاون مع إيران".

وأضافت: "ستعزز هذه الحزمة الجديدة العلاقات الاقتصادية في مجالات ذات فائدة مباشرة لمواطنينا"، وسينفق الاتحاد ثمانية ملايين يورو على القطاع الخاص الإيراني بما يشمل مساعدات للشركات الصغيرة والمتوسطة وهيئة تطوير التجارة في إيران، وهناك ثمانية ملايين يورو إضافية ستتجه إلى المشروعات البيئية، ومليونا يورو لعلاج الأضرار الناجمة عن المخدرات.

وصرح رئيس الوزراء الليتواني سوليوس سكفرنيليس لوكالة فرانس برس إن "ليتوانيا تريد إطلاق محادثات داخل مجلس وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي حول التهديد الإرهابي وقضايا أمنية أخرى".

وهذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوة للمشاركة في قمة دول البلطيق كما أن هذه هي زيارته الأولى لدولة ليتوانيا. وتعقد القمة الرباعية في المكتبة الوطنية في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

ويسعى نتنياهو إلى عقد القمة المقبلة لهذه المجموعة بين إسرائيل ودول البلطيق في القدس. وأكد في بيان "قمة دول البلطيق التي حضرها لأول مرة رئيس الوزراء نتنياهو اختتمت للتو بنجاح كبير واتفق رؤساء الوزراء على عقدها العام القادم في القدس".

*نتنياهو: سنحمي أنفسنا

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بلدة فونار حيث قتل عشرات آلاف اليهود بالحرب العالمية الثانية: "لن نكون غير قادرين على الدفاع عن أنفسنا من جديد".

وزار نتنياهو اليوم في النصب التذكاري لضحايا النازية في بلدة فونار، المقام لذكرى 70 ألفًا من يهود فيلينيوس الذين قتلوا بأيدي النازية وعملائهم خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال: "هنا وقعت كارثة تراجيدية لا يمكن نسيانها، تمت جريمة لا تًغتفر، لن نكون أبدًا عديمي دفاع من جديد، لدينا دولة، لدينا جيش ونحن نستطيع الدفاع عن أنفسنا بأنفسنا".