رفضًا لقرار قومية الدولة اليهودية، وتمسُّكًا بالهُوية الفلسطينية لكلِّ الأراضي المحتلة، ودعمًا لقيادتنا الفلسطينية في رفضها لـ"صفقة القرن"، وتضامنًا مع الأسرى البواسل في معتقلات الاحتلال الصهيوني، نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال اعتصامًا جماهيريًّا أمام مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة طرابلس اليوم الجمعة 3-8-2018.

وشارك في الاعتصام ممثِّلو القوى والأحزاب اللبنانية والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، ومؤسَّسات وهيئات وروابط، وفعاليات، وجماهير من منطقة الشمال.

بدايةً كانت كلمة لجنة الأسير يحيى سكاف ألقاها رئيسها جمال سكاف الذي وجَّه التحية للشهداء والجرحى والأسرى العرب والفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، وفي مقدّمهم عميد الأسرى العرب يحيى سكاف، أحد أبطال عملية كمال عدوان البطولية، الذي يتعرَّض لأبشع أنواع التعذيب على أيدي الجلادين الصهاينة منذ 40 عامًا.

وأكَّد أنَّ الشراكة النضالية الفلسطينية اللبنانية التي تعمَّدت بالدم ستُنبِت نصرًا بإذن الله لأنَّها خيار المقاومة للاحتلال الصهيوني، وأردف: "فلسطين ستعود لأبنائها لأنَّه لن يضيع حقٌّ وراءه مقاومون يؤازرهم الأحرار في كلِّ العالم"، وختم كلمته مُقدّمًا الاعتذار للأسرى في معتقلات العدو الصهيوني بسبب تقاعس البعض في العمل على إطلاق سراحهم.

أمَّا كلمة حركة "فتح" فألقاها أمين سرّها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، ممَّا جاء فيها: "بتشريع الكنيست الصهيوني لقانون الدولة القومية اليهودية يكون الاحتلال الصهيوني استكمل تحقيق مشروعه بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية، وتحويل شعبنا الفلسطيني في وطنه المغتصَب من الكيان العنصري إلى مجرَّد تجمّعات سُكّانية تتعامل معها ضمن مصالحها حسب القانون الجديد لتصبح كلُّ الأرض الفلسطينية وطنًا قوميا لليهود من كلِّ العالم، وهذا القانون ألغى فلسطين وأهلها وأنهى حق العودة المقدس، ممَّا سيؤدي إلى موجة تهجير لا تقلُّ خطرًا عن نكبة 1948".

وأضاف: "إنَّها نكبة ثانية تُحضَّر للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية في ظلِّ الاستسلام العربي للبعض والبعض الآخر متآمر على فلسطين وشعبها وأملنا في الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين يقفون إلى جانب شعبنا العظيم شعب الجبَّارين الذي يبتدع أساليب المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب الجرائم اليومية بحق أبناء شعبنا الأعزل".

وأكَّد فيّاض أنَّ "فلسطين وشعبها سينتصرون و"صفقة القرن" وكلَّ المشاريع الصهيوأمريكية ستتحطَّم على صخرة تواصل المقاومة بجميع أشكالها ومسيرات العودة في غزّة والضفة والقدس لأنَّنا أصحاب الحق، ومؤمنون بعدالة قضيتنا"، ونوَّه بنموذج المقاومة الشعبية في الخان الأحمر التي يقودها شعبنا الفلسطيني بدعم من قيادة حركة "فتح" وأبنائها، من أجل تفعيل المقاومة الشعبية على كلِّ الأرض الفلسطينية بوجه الاحتلال الغاصب.

كما طالبَ فيّاض حركة "حماس" بإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام البغيض لأنَّ الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السلاح الأقوى في مواجهة المحتلين الصهاينة وصفقة القرن.

وهنَّأ فيّاض الأسيرات المحرَّرات عهد التميمي ووالدتها ناريمان التميمي وياسمين أبو سرور على حُريتهن، واعتبر أنَّ عهد التميمي "أيقونة فلسطين ورمز للنضال والمقاومة" آملاً من الله أن تسطع شمس الحرية لأكثر من سبعة آلاف أسير وأسيرة في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وفي مقدّمهم الأسرى الإداريّون والأطفال جنرالات الصبر والصمود الذين يعانون العذاب داخل الزنازين الصهيونية، وطالبَ المجتمع الدولي ومنظَّمات حقوق الإنسان بالتدخُّل للضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب ليتنسَّموا هواء الحُريّة.

وأشار إلى أنَّ قرار إدارة "الأونروا" بتقليص خدماتها لأبناء شعبنا ناتج عن ضغط سياسي بامتياز من الإدارة الأميركية لإلغاء وكالة "الأونروا" التي أُسِّسَت منذُ سبعين عامًا لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين، وطالب الدولة اللبنانية المضيفة بالدعوة لعقد مؤتمر دولي من أجل تأمين الأموال اللازمة لوكالة "الأونروا" لتقديم خدماتها الصحية والإغاثية والتعليمية لأبناء شعبنا لافتًا إلى إبلاغ المدير العام لـ"الأونروا" في لبنان الفصائل بعدم قدرة الوكالة على فتح المدارس في موعدها ومؤكِّدًا أنَّ ذلك "يعتبر ناقوس خطر لأنَّ هذا سيدفع بأبنائنا إلى الشارع بهدف تجهيلهم".

وطالب الدولة اللبنانية بإعطاء الفلسطينيين حقَي العمل والتملُّك ليعيشوا بكرامة إلى حين عودتهم إلى ديارهم. كما هنَّأ لبنان قيادةً وشعبًا وجيشًا بمناسبة العيد الـ73 للجيش اللبناني آملاً دوام الاستقرار لهذا البلد العزيز والشقيق، والعودة مظفرة لأبناء شعبنا إلى مخيَّمات سوريا إلى حين عودتهم إلى فلسطين راجيًا أن تعود سوريا إلى سابق عهدها بعد انتصارها على الإرهاب.

وشدَّد فيّاض على أنَّ الشعب الفلسطيني يتمسَّك بالهُويّة النضالية ويتجذَّر بأرض الآباء والأجداد، وأنَّ الرئيس أبو مازن ملتزم بالثوابت الوطنية بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجِّروا منها تنفيذًا للقرار الدولي 194، وأضاف: "نحن نعتبر كلَّ إملاءات الاحتلال وقراراته بحق القدس المحتلة مخالفةً للقانون الدولي وهي مرفوضة من قِبَل شعبنا وقيادتنا".

وفي ختام الاعتصام قدَّم فيَّاض والمعتصمون مذكرةً لممثِّل الصليب الأحمر الدولي في طرابلس محمد المدني.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان